هجمات ضد سلام البشرية... كنائس العالم تصلي لفرنسا ولبنان

السبت 14/نوفمبر/2015 - 01:35 م
طباعة هجمات ضد سلام البشرية...
 
ما بين بيروت وفرنسا تختلط دماء الأبرياء وتتحجر قلوب الإرهابيين وينضم لصفحات المآسي في العالم أسماء جدد حيث يكثر عدد الأرامل والأيتام وقد أفاد مصدر أمني فرنسي، فجر السبت، أن التحقيقات الأولية تؤكد مقتل ثمانية "إرهابيين"، مساء الجمعة، شاركوا في الاعتداءات التي استهدفت مناطق عدة في باريس. وأضاف المصدر نفسه أن أربعة من المهاجمين قتلوا في مسرح "باتاكلان"، بينهم ثلاثة فجروا أحزمة ناسفة كانوا يرتدونها. أما الرابع فقتل خلال هجوم قوات الأمن على المسرح. كما قتل ثلاثة انتحاريين في ملعب "ستاد دو فرانس" الدولي وآخر في جادة فولتير على مقربة من مسرح "باتاكلان".
وأدت سلسلة الهجمات إلى مقتل 120 شخصاً على الأقل، في "اعتداءات إرهابية غير مسبوقة" ومتزامنة استهدفت باريس، ليلة أمس الجمعة، وتخللتها تفجيرات وعملية احتجاز رهائن وإطلاق نار، ما دفع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند لإعلان حالة الطوارئ في البلاد وإغلاق الحدود، بينما أعرب العالم عن إدانته وغضبه.
وقال الرئيس الفرنسي في كلمة نقلتها محطات التلفزة الفرنسية: "شهدت باريس اعتداءات إرهابية غير مسبوقة"، أوقعت "عشرات القتلى والكثير من الجرحى"، واصفاً ما جرى بأنه "مرعب". وأعلن أن "حالة الطوارئ ستفرض في كل أنحاء البلاد"، وسيتم "إغلاق الحدود" بعد "الهجمات الإرهابية غير المسبوقة".
وتابع: "علينا أن نضمن ألا يتمكن أحد من دخول البلاد لتنفيذ أي عمل، وفي الوقت نفسه إلقاء القبض على منفذي الاعتداءات إذا حاولوا الخروج من فرنسا". وأعلن الرئيس الفرنسي "تحريك كل القوات الممكنة في سبيل السيطرة على الإرهابيين". كما أمر أولاند بـ "تعزيزات عسكرية" توجهت إلى باريس "لضمان عدم وقوع أي اعتداء جديد". وقد تم بالفعل نشر 1500 جندي إضافي في العاصمة على الفور.

الفاتيكان

الفاتيكان
من جانبه، قال الأب فيديريكو لومباردي، مدير دار الصحافة في الكرسي الرسولي: "إن الفاتيكان يتابع الأخبار الرهيبة القادمة من باريس"، معرباً عن صدمته "لهذا المظهر الجديد من العنف الجنوني والكراهية". وأضاف أن "البابا فرنسيس، فضلاً لجميع من يحبون السلام، يدينون الطريقة الراديكالية" التي تمت بها الهجمات.
وتابع البيان الموقّع من الناطق باسم الفاتيكان: "نصلي من أجل الضحايا والجرحى، ولكل الشعب الفرنسي"، فالهجمات هي "هجوم ضد سلام البشرية جمعاء"، والتي "تتطلب استجابة حاسمة وموحدة من الجميع لمنع الكراهية، التي تقتل العالم، من الانتشار بجميع أشكالها". ومن ناحية اخري اعربت مطرانية اللاتين في المملكة الأردنية الهاشمية، عن بالغ أسفها لاشتداد وتيرة الإرهاب في العالم، وفي الوقت الذي تدين فيه كل عمل إرهابي يستهدف أرواح الناس الأبرياء، فإنها تترحم على أرواح الضحايا وتدعو للمصابين بالشفاء ولعائلاتهم بالعزاء.
جاء ذلك على لسان سيادة المطران مارون لحام، النائب البطريركي للاتين في الأردن، في حديث خاص لموقع أبونا، أدلى به صباح اليوم السبت. وقال سيادته: "لقد صدمنا مع العالم باشتداد وتيرة العنف بهذه الطريقة الوحشية، وبالأخص في اليومين الأخيرين في كل من لبنان الشقيق وفرنسا الصديقة، وذهب نتيجته انتهاء حياة العديد من الأشخاص الأبرياء".
وقال المطران مارون: "إننا نضم صوتنا إلى صوت الفاتيكان الذي دان كذلك الهجوم في باريس واعتبره هجوماً ضد سلام البشرية جمعاء، والذي يتطلب استجابة حاسمة وموحدة من الجميع لمنع الكراهية، التي تقتل العالم، من الانتشار بجميع أشكالها".

دعوة الكنائس

دعوة الكنائس
إلى ذلك، خلص المطران لحام إلى دعوة مختلف الكنائس في المملكة للصلاة في هذا الأحد لراحة نفوس ضحايا القتل والعنف والتطرف والإرهاب، ومن أجل استتباب العدالة والسلام في العالم. وكذلك دعا إلى المشاركة في قداس يوم غد الأحد الساعة 5:30 مساءً والذي يتم باللغة الفرنسية، في كنيسة العذراء الناصرية للاتين في الصويفية – عمّان، مضيفاً: "نريد أن نصلي في هذا الأحد معاً من أجل إسكات أصوات الحرب والقتل والدمار وإعلاء أصوات الحق والعدالة واحترام كرامة الإنسان".
وقال: إن هذه الدعوة نوجهها من عاصمتنا الحبيبة عمّان في يوم استذكار عيد ميلاد الملك الحسين بن طلال الذي كان موضع تقدير العالم لأنه رجل سلام، وبعد أيامٍ قليلة من سقوط ضحايا العنف لدينا، في الذكرى العاشرة لتفجيرات الفنادق الإرهابية في عمّان، داعين الرب أن يحفظ الأردن آمناً مستقراً، بقيادة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم. وختم مقتبساً من مقابلة جلالته مع تلفزيون يورونيوز قبل أيام في "دعوة الدول وأتباع الديانات جميعها إلى الإتحاد في مجابهة العنف والإرهاب الذي يضرب العالم بوحشية متصاعدة". أطلق البطريرك غريغوريوس الثالث لحّام، بطريرك أنطاكية للروم الملكيين الكاثوليك، "صرخة ضمير إلى العالم بأسره"، غداة التفجير الذي وقع في جنوب العاصمة اللبنانية بيروت، مشيراً إلى أن "العالم مسئول عن هذه الفوضى الهدامة التي هي في أساس المآسي التي تدمر البشر والحجر".
وقال في ندائه: "إننا نضع العالم بأسره أمام مسئولية إشعال هذه النيران في بلادنا المشرقية، التي أكلت الأخضر واليابس وتنذر بالمزيد من العنف والقتل والإرهاب والدمار والكراهية والعداء بين أطياف وطوائف مجتمعنا المشرقي". وأضاف: "نتوجه إلى الدول بأسرها شرقاً وغرباً بأن يعملوا معاً، مجتمعين متضامنين متحدين، على إيقاف هذه الحروب على شعوبنا وتراثنا وعيشنا المشترك وأوطاننا المقدسة مهد الديانات والحضارات".
وختم البطريرك لحّام بالقول: "نترحم على الضحايا ونطلب الشفاء للجرحى ونعزي كل أسرة فقدت أبناء وبنات وأهلًا".
وكان انفجاران قد هزا منطقة برج البراجنة، في ضاحية بيروت الجنوبية، وتبناهما تنظيم "داعش" الإرهابي، مخلفاً سقوط 43 قتيلاً وأكثر من 200 جريح. فيما سارع رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام بإعلان الحداد العام، وتنكيس الأعلام على جميع الإدارات الرسمية والمؤسسات العامة والبلديات، اليوم الجمعة، تضامناً مع ضحايا التفجيرين الانتحاريين.

شارك