بعد تفجيرات "باريس".. أنصار "داعش" في حفل "شماتة" بالعربات المسلحة

الأحد 15/نوفمبر/2015 - 11:06 ص
طباعة بعد تفجيرات باريس..
 
في الوقت الذي انتفض العالم فيه، وأبدى صدمته من الحادث الإرهابي، الذي وقع العاصمة الفرنسية "باريس"، قام التنظيم الإرهابي "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام" المعروف بـ"داعش" بإقامة الحفلات على غرار نجاحه في تنفيذ سلسلة من التفجيرات الإرهابية في عاصمة "النور".
بعد تفجيرات باريس..
وتعرضت كذلك مساء أمس الجمعة 13 نوفمبر 2015، العاصمة الفرنسية باريس لسلسة من الهجمات الإرهابية وصلت لنحو 6 عمليات انتحارية، أسفرت عن مقتل أكثر من 160 شخصًا، وعشرات الجرحى، كحصيلة أولية لهذه الهجمات التي لم تشهدها الأراضي الفرنسية من قبل.
وقع الهجوم الأول في ملعب سان دوني أثناء المباراة الودية بين ألمانيا وفرنسا، والثاني في قاعة للعرض في منطقة باتاكلان، والثالث استهدف مطعمًا شرق العاصمة، بالإضافة إلى احتجاز نحو 100 رهينة داخل صالة العرض.
وقالت الشرطة: إن 7 إرهابيين فجروا أنفسهم بـ6 مواقع في باريس، فيما قتل إرهابي ثامن برصاص عناصر أمنية.
وعلى الفور تبنى التنظيم الإرهابي "داعش" العملية الانتحارية، وأعلن "داعش" في بيان رسمي مسئوليته عن التفجيرات، ونشر تنظيم داعش بيانا وفيديو يقول فيه متشدّد: إنّ فرنسا لن تنعم بالسلام ما دام القصف مستمرًّا، في إشارة إلى مشاركة الطيران الفرنسي بالقصف الجوي على مواقع داعش في سوريا، ويدعو فيه المسلمين غير القادرين على السفر إلى سوريا لتنفيذ هجمات في فرنسا.
وقال عنصر من التنظيم يحيط به مسلحون آخرون: هذه رسالة للمسلمين الذين ما زالوا يعيشون في دار الكفر من إخوانكم الفرنسيين الذين هاجروا ماذا تنتظرون؟ لماذا لم تهاجروا؟
ويظهر في بداية المقطع من المقاتلون الفرنسيون وهم يحرقون جوازات سفرهم، قبل أن يبدأ أحدهم بقراءة الرسالة الداعية لقيام مناصري التنظيم بعمليات إرهابية في فرنسا، وبحسب الفيديو، دعا أحد عناصر التنظيم إلى تسميم الماء والغذاء.
وإظهارًا لشماتته خرج التنظيم الإرهابي في معظم المناطق التي يسيطر عليها في العراق وسوريا وليبيا، وبالأخص في منطقة سرت الليبية وفق ما أكدته مصادر هناك، أن أرتالًا لعربات مسلحة تابعة لتنظيم داعش المسيطر على المدينة، تجولت مساء يوم الجمعة الماضي، بالشوارع محتفلةً بهجمات باريس، مطلقين النار في الهواء احتفالًا بالتقدم الذين حققوه.
وأضافت المصادر أن العربات المسلحة تجولت ببعض مناطق المدينة، مطلقةً المنبهات وسط تهليل وهتافات لمسلحي التنظيم من خلال مكبرات الصوت فرحًا بنجاح الهجمات التي استهدفت مدينة باريس بفرنسا، رافعين الرايات السوداء ومهللين بالأناشيد الخاصة بهم فرحة بالتفجيرات.
وذكرت المصادر بأن هذه الاحتفالات شهدتها كل من مناطق بو هادي – النوفلية – هراوة – زمزم.
من جانب آخر احتفل أنصار داعش على الإنترنت بالهجوم المدمر في باريس باستخدام الهاشتاغ 'Paris in fire' عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
بعد تفجيرات باريس..
 الجدير بالذكر أن تنظيم داعش الإرهابي يسيطر على مدينة سرت ويسعى لبسط نفوذه على مدن ليبية أخرى.
في هذا السياق قالت صحيفة جارديان البريطانية في مقال نشرته بعنوان "هجمات باريس أخذت داعش للعالمية"، إنه بات واضحًا أن "داعش" أصبح يتبع تكتيكات تنظيم القاعدة في اعتماد "العمل المباشر" لترويع الغرب وإلهام المتعاطفين معه؛ حيث أظهرت تفجيرات باريس التطور في التفكير الاستراتيجي للتنظيم وتحوله للعالمية، مشيرة إلى أن تلك التفجيرات تعد بداية لمرحلة من التطرف كتلك التي أخرجتها لنا تفجيرات 11 سبتمبر.
تتبع داعش تكتيكات تنظيم القاعدة، فقد أراد الأخير توحيد الأمة والمسلمين في العالم؛ من أجل تغيير الأنظمة الفاسدة والمنافقة، في المقام الأول في الشرق الأوسط، هكذا استهلت الصحيفة مقالها، وكانت هذه الخطوة الأولى لاستعادة السلطة المفقودة ومجد الإمبراطوريات الإسلامية في القرون الوسطى وإعادة تأسيس الخلافة، وبالفعل بدأت في جلب نجاحات تذكر على المستوى المحلي حتى بدأ تنظيم القاعدة يستهدف الغرب، وتحديدًا الولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة: إن التصاعد المستمر أدى إلى هجمات 11 سبتمبر، وكان هناك المزيد من الضربات، في أوروبا وأماكن أخرى، وتسببت حرب العراق في تحفيز موجة من التطرف آنذاك، ولكن العنف انخفض بنهاية العقد وذلك نتيجة تحول السكان المسلمين بعيدًا عن تنظيم القاعدة، وأخذوا يتبنون تدابير مضادة له.
وأضافت: الآن، يبدو أن داعش يسير بمسار مماثل، ولكنه على عكس تنظيم القاعدة، نجح بشكل نسبي في إضافة "العالمية" لتكتيكاته وأهدافه؛ حيث استبدل استراتيجيته المحلية في العمليات التي يقوم بها كتلك المعروفة بـ"الذئب الوحيد"، وتحول من استراتيجية التحريض غير المباشر إلى العمل المباشر الأكثر فعالية، كالذي شاهدناه في تفجيرات باريس.
بعد تفجيرات باريس..
وتابعت: داعش مثل جميع التنظيمات الإرهابية، يستخدم العنف بشكل هادف، وهجماته ليست عشوائية، مشيرة إلى أنه لديه ثلاثة أهداف هما: الترويع والتعبئة والاستقطاب.
فنشر الخوف من خلال- الإرهاب- في المجتمعات المستهدفة، يعني أن داعش قد يجبر القادة على اتخاذ القرارات التي لولاها ما كان سيقُدم عليها هؤلاء القادة، مثل وقف حملة القصف في سوريا، على سبيل المثال.
والهدف الثاني هو أن يلهم الأنصار الحاليين وجذب آخرين جدد، أما هدفها الثالث وهو الاستقطاب، وهو الأكثر أهمية.
 ففي العراق وسوريا، يلعب داعش على أي توتر داخلي في المجتمع سواء كان طائفيًّا، أو قبليًّا، أو عرقيًّا أو اقتصاديًّا وتقوم باستغلاله. 
حيث إن هذا التنظيم يعلم جيدًا أن المجتمع المنقسم الذي يتغذى على الكراهية والخوف المتبادلَيْن، يعد الأرض الخصبة للتجنيد.
وكانت فرنسا في حالة تأهب منذ شَنَّ متطرفو داعش هجومًا دمويًّا على المجلة الساخرة شارلي إيبدو في يناير الماضي؛ ما أدى إلى مقتل 20 شخصًا و3 من المهاجمين، وأسفر الهجوم عن مقتل 13 شخصًا.
وأصبحت العاصمة الفرنسية في حالة غير عادية من التأهب منذ ذلك الحين، فضلاً عن تحذير الأجهزة الأمنية من وقوع هجوم آخر محتمل، ومنذ ذلك الحين حدثت بعض الهجمات، وفي إحدى الهجمات تغلب 3 أمريكيين وبريطاني على رجل مسلح على متن قطار متجه من أمستردام إلى باريس، إلا أن مخططات التنظيم الإرهابي لم يستطع أحد السيطرة عليها، حتى إن التحالف الدولي بقيادة أمريكا فشل في مواجهة التنظيم الإرهابي إلى أن أصبح متوغلًا في كل الدول العربية والأوروبية، وهذا مؤشر خطير قد يدمر العالم في ظل تمدد وتوغل أنصار "داعش" في الغرب والشرق.

شارك