وسط توتر دولي.. "الإرهاب" أبرز ملفات قمة العشرين في أنطاليا التركية

الأحد 15/نوفمبر/2015 - 12:43 م
طباعة وسط توتر دولي.. الإرهاب
 
بالتزامن مع حالة التوتر التي تشهدها المنطقة العربية والأوروبية، وفي ظل توغل الجماعات الإرهابية المسلحة في أنحاء البلاد، تنعقد قمة العشرين وسط حالة من الترقب للأحداث الجارية في البلاد، بداية من تمدد داعش في سوريا والعراق وليبيا وحتى قيامه بالعمليات الإرهابية التي وقعت أول من أمس في العاصمة الفرنسية باريس.
وسط توتر دولي.. الإرهاب
وعلى الرغم من أن دول العشرين هي عبارة عن تجمع اقتصادي يضم 19 دولة إلى جانب الاتحاد الأوروبي، من أهدافه تنمية الاقتصاد العالمي، وتفعيل مبادرات التجارة الحرة، وتوفير فرص العمل، إلا أن قضية الإرهاب المتفشية ستكون على أولوية المباحثات في القمة.
وتضم المجموعة كلًّا من الأرجنتين، أستراليا، البرازيل، كندا، الصين، فرنسا، ألمانيا، الهند، إندونيسيا، إيطاليا، اليابان، المكسيك، روسيا، المملكة العربية السعودية، جنوب إفريقيا، تركيا، كوريا الجنوبية، المملكة المتحدة، والولايات المتحدة، مع مشاركة كل من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، ورئاسة الاتحاد الأوروبي.
ورفعت تركيا حالة التأهب الأمنية واللوجيستية، لاستضافة القمة، مع بدء وصول الوفود المشاركة، حيث وصل إلى تركيا صباح اليوم الأحد 15 نوفمبر، الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وملك السعودية عبدالعزيز سلمان، وكذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه سيعقد لقاءات ثنائية مع معظم الزعماء المشاركين في القمة، منوهًا أن تركيا تستضيف لأول مرة منذ تاريخها قمة العشرين، وأن الحكومة استنفذت جميع وحداتها وأجهزتها من أجل القمة.
ووسط الأزمات والتوترات الحالية التي يشهدها العالم، تعقد القمة في مدينة أنطاليا بتركيا، إذ من المتوقع أن يكون التصدي للإرهاب أحد أبرز القضايا التي ستطرح على طاولة القمة إلى جانب القضايا الاقتصادية، خاصة في ظل انعقادها بالتزامن مع الهجمات التي وقعت في باريس، وأسفرت عن مقتل 160 شخصًا، وأكثر من 300 جريح، وهو حدث أجبر الرئيس الفرنسي، فرانسوا أولاند، على إلغاء مشاركته في أعمال القمة المرتقبة اليوم.
وفي تصريح على هامش حضوره للقمة، أشار مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف إلى أن القمة سوف تركز بشكل رئيس على خطر الإرهاب، وتحديدًا الناجم عن تنظيم "الدولة الإسلامية" وكيفية التعاون في مواجهة الإرهاب والتطرف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فضلًا عن قضايا أخرى في مقدمها مشكلة اللاجئين الوافدين من النقاط الساخنة في العالم.
وستكون قمة العشرين مناسبة لأول لقاء محتمل بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين منذ بدأت روسيا حملتها العسكرية ضد التنظيم الإرهابي داعش في سوريا.
ويجري أوباما مباحثات مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان قبل بدء أعمال القمة.
وستتوسط الاجتماعات التي سيعقدها الرئيس بوتين مع زعماء وقادة بلدان المجموعة إلى جانب الأوضاع في سوريا وأوكرانيا، العلاقات الثنائية بين روسيا ودول المجموعة.
وسط توتر دولي.. الإرهاب
وسيلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حسب أوشاكوف زعماء وقادة تركيا وألمانيا والصين وبريطانيا وإيطاليا والسعودية، إضافة إلى قادة بلدان "بريكس"، ولقاء سيجمعه برئيسة صندوق النقد الدولي، كما سيبحث خلال اللقاءات الثنائية قضايا التعاون الاقتصادي إلى جانب المسائل السياسية والعلاقات الثنائية.
ولفت أوشاكوف النظر إلى أنه: "من المنتظر أن يبحث بوتين وأردوغان الأوضاع في الشرق الأوسط مع التركيز على الوضع في سوريا، كما سيكرسان أهمية كبرى لسبل العمل الجماعي في مكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية"، ولم يستبعد أوشاكوف أن "تشغل الأزمة السورية ما بين 95 و97 في المئة" من إجمالي الوقت المكرس لهذا الاجتماع.
وستكون الأزمة السورية محور لقاء يجمع بوتين بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود في يوم القمة الثاني.
وسيأتي على رأس المناقشات الموضوع الأوكراني خلال لقاءات ثنائية تجمع بوتين إلى كل من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، خاصة وأن "موسكو ولندن تتبنيان فهما مشتركا لحقيقة أنه لا يمكن تسوية الأزمة الأوكرانية إلا عبر الحوار السياسي وإيجاد الحلول الوسط".
ووفق مذكرة القمة التي أعدت قبل انطلاقها، فسيلتقي بوتين في اليوم الأول للقمة كريستين لاغارد رئيسة صندوق النقد الدولي ليبحث معها المسائل المتعلقة بالدين الأوكراني المتأخر لروسيا.
هذا وتتزامن قمة "العشرين" في أنطاليا التركية، في أعقاب ما شهدته تركيا على مدار خمسة أشهر من عدم الاستقرار قد سادت السياسية التركية حتى استعاد حزب "العدالة والتنمية" وتشكيل الحكومة.
وكانت تعرضت تركيا لسلسلة من الأعمال الإرهابية هزت مناطقها، فيما تواصل السلطات التركية حربها على مسلحي الأكراد، وعناصر تنظيم "داعش" الإرهابي.
وفي ذات الوقت، ومع انعقاد القمة، فجر أحد عناصر داعش نفسه أثناء حملة للشرطة التركية في وقت متأخر مساء أمس السبت 14 نوفمبر 2015 في مدينة غازي عنتاب بجنوب شرقي البلاد، على الحدود مع سوريا؛ ما أدى إلى إصابة 4 شرطيين أحدهم في حالة خطرة، كما أوردت وسائل الإعلام المحلية.
وأوضحت وكالة الأنباء دوغان أن انتحاريًّا قام بتفجير المتفجرات الملصقة على جسده أثناء اقتحام شرطة مكافحة الإرهاب شقة في أحد مباني المدينة.
وسط توتر دولي.. الإرهاب
وتقع مدينة غازي عنتاب الكبرى على الحدود السورية على مسافة حوالي ثلاثمئة كيلومتر من أنطاليا التي تنعقد فيها قمة العشرين، كان الجيش التركي قتل أمس أربعة ناشطين في حركة جهادية كانوا في سيارة عندما اقتربوا من مركز عسكري حدودي مع سوريا قرب غازي عنتاب.
وفي ظل حالة التخبط التي تشهدها تركيا لوجود اللاجئين السوريين، في تركيا، في الآونة الأخيرة، الذين فاقت أعدادهم المليوني نسمة، يرجح مراقبون أن أنقرة ستحاول خلال القمة حشد مواقف محددة وواضحة تجاه سبل حل مشكلة اللاجئين التي تطالها وأوروبا في الصميم.
وفي هذا الصدد، ألحقت تركيا بجدول أعمال القمة الجوانب الإنسانية لمشكلة اللاجئين، وقضايا مكافحة الإرهاب، ليبحثها القادة المشاركون في مستهل جلساتهم على أن تتبلور الاتفاقات التي سيتم التوصل إليها في بيان ختامي يصدر عن القمة.
وبحسب متابعين فستكون قمة أنطاليا مناسبة لإيصال "رسالة ثقة" بحسب بعض المشاركين حول استقرار الوضع العالمي.
ومن المتوقع أن يتواصل قادة وزعماء العالم إلى حل جذري لمواجهة التنظيمات المسلحة في مختلف الدول، وبالأخص عقب ما تشهده يومًا بعد الآخر.

شارك