ليبيا وسرقة مستودعات الجيش.. أبرز مصادر تمويل الإرهاب في فرنسا

الإثنين 16/نوفمبر/2015 - 01:17 م
طباعة ليبيا وسرقة مستودعات
 
فتحت سلسلة التفجيرات التي وقعت في باريس الجمعة الماضية وأوقعت نحو 130 قتيلاً و300 مصاب، بينهم 100 في حالة حرجة، جملة من التساؤلات حول غرض التنظيم الإرهابي من العملية، وما كان يستهدفه منها ولماذا فرنسا تحديدًا دون غيرها؟
موقع "سايت" الأمريكي المتخصص في متابعة الحركات الإرهابية على الإنترنت، نقل رسالة للتنظيم نشرها على موقع مجلة "دابق" باللغة الفرنسية، عن أسباب قيام التنظيم بالعملية: "أرسلت فرنسا طائراتها إلى سوريا، لقصف الأطفال والمسنين، واليوم فإنها تشرب من ذات الكأس المرة في باريس"، وأطلقت على العملية اسم "11 سبتمبر غزوة باريس"، وتابعت الرسالة: "بعد باريس حان الآن دور روما ولندن وواشنطن".
ليبيا وسرقة مستودعات
العديد من الخبراء رجحوا أن يكون اختراق داعش للأراضي الفرنسية تم عن طريق اللاجئين، لكن يبقى التساؤل من أين حصل عناصر التنظيم على المواد المتفجرة والأسلحة المُستخدمة في العملية؟ وقالت تقارير إعلامية: إن السبب الرئيس الذي يكمن خلفه استهداف هذه الجماعات لفرنسا تحديدًا، هو أنها تضم أكبر جالية مسلمة في أوروبا، ومن وجهة نظرهم المحدودة يعيش المسلمون في فرنسا حالة من الاضطهاد التي وجب الثأر لها؛ مما يجعلها هدفًا مباشرًا للعمليات الإرهابية.
ورجح آخرون أن تكون سياسة فرنسا المعتدلة في الشرق الأوسط، ومحاربتها لـ"داعش"، ودورها القوي في التحالف الدولي كانت ضمن الأسباب التي جعلتها القبلة المفضلة لدى الإرهابيين وعملياتهم.
ليبيا وسرقة مستودعات
كما يعتبر دعم فرنسا الواضح للحرب ضد الإرهاب أبرز الأسباب التي قد تدفع "داعش" نحو استهدافها تحديدًا دون غيرها من الدول الأوروبية، خاصة بعد صفقات الأسلحة التي وقعت مؤخرًا بين مصر وفرنسا، وحاملة الطائرات التي أرسلتها إلى سوريا للمشاركة في الحرب ضد التنظيم.
ومن الممكن اعتقاد أن الجماعات الإرهابية، تعتمد بشكل رئيس على ليبيا في إدخال المواد المتفجرة إلى فرنسا، عبر الحدود البحرية بينهم، حيث شكل الوضع الأمني غير المستقر في ليبيا هاجساً للعديد من الدول لا سيما فرنسا، وقد شدد وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان على أنه يتعين على القوى الكبرى معالجة عدم الاستقرار في ليبيا، لكنه لم يصل صراحة إلى حد تأييد التدخل العسكري الذي دعت إليه قوى إقليمية في منطقة الساحل الإفريقي.
وأكد لودريان خلال تصريحات سابقة على ضرورة حل الأزمة الليبية ووضح حد للفوضى، لكن فرنسا استبعدت حتى الآن القيام بعمل عسكري مباشر في ليبيا.
ليبيا وسرقة مستودعات
الجماعات الإرهابية تعتمد على مورد آخر للحصول على الجماعات الإرهابية على المواد المتفجرة، على السرقات، من مخازن الأسلحة التابعة للجيش؛ حيث ذكرت إذاعة أوروبا في يوليو الماضي، أن مجهولين تمكنوا من دخول مستودع عسكري في منطقة "ميراماس" في إقليم "بوش دو رون" في جنوب شرقي فرنسا وسرقة كميات كبيرة من المتفجرات.
وأفادت مصادر مقربة من التحقيقات بأن مجهولين قاموا بتقطيع السياج للوصول إلى الموقع العسكري المكون من عشرات المبانى المنفصلة، وبأن كل الفرضيات مطروحة للكشف عما إذا كان عملا إرهابيا أو عملية إجرامية تقليدية.
وأشارت "أوروبا 1" إلى أن نحو 40 قنبلة يدوية ومواد بلاستيكية متفجرة وما لا يقل عن 150 مفجرا قد تم سرقتها من هذا الموقع العسكري الذي يعد منصة لوجيستية للجيش البرى ومخزنا للمعدات العسكرية والذخيرة المستخدمة في العمليات الخارجية خصوصًا في إفريقيا.
ليبيا وسرقة مستودعات
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية أن مقاتلاتها شنت أكبر غاراتها في سوريا على معقل تنظيم "الدولة الإسلامية" في الرقة، وذلك بعد يومين من إعلان التنظيم مسئوليته عن هجمات باريس.
وأضافت الوزارة في بيان "الغارة التي شاركت فيها 10 مقاتلات نفذت بشكل متزامن من الإمارات العربية المتحدة والأردن. وتم إلقاء 20 قنبلة، والعملية نُفذت بالتنسيق مع القوات الأمريكية، وأصابت مركزًا للقيادة ومركزا لتجنيد المتشددين ومستودع ذخيرة ومعسكر تدريب للمقاتلين".
في المقابل، وجه العديد من الخبراء الانتقاد إلى واشنطن، بعدما قال مصدر أمريكي مسئول: إن الولايات المتحدة سلمت دفعة جديدة من الذخيرة لمقاتلي المعارضة السورية الذين يقاتلون تنظيم "الدولة الإسلامية" في شمال سوريا، وأوضح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن هذه هي المرة الثانية التي تسلم فيها واشنطن الذخيرة لمجموعات من الجماعات المسلحة في سوريا.

شارك