تعاون مخابرات أوروبا يساعد فرنسا في تحديد الإرهابيين

الإثنين 16/نوفمبر/2015 - 03:27 م
طباعة تعاون مخابرات أوروبا
 
بعد عمر مصطفى إسماعيل تم تحديد هوية إرهابي ثانٍ في عملية فرنسا الأخيرة يُدعى سامي اميمور؛ حيث أعلن النائب العام في باريس الاثنين أن المحققين حددوا هوية انتحاريَّيْن اثنين آخرين في الاعتداءات الدامية التي هزت العاصمة الجمعة، وتوصلوا إلى أن أحدهما يحمل جواز سفر سوريًّا، عليه ختم من الأمن العام في اليونان في أكتوبر.
وتابع النائب العام المكلف التحقيق فرنسوا مولانس في بيان أن الانتحاري الثاني يُدعى سامي اميمور، وهو فرنسي في الـ28، ولد في الضاحية الباريسية، وكان معروفًا لدى أجهزة مكافحة الإرهاب منذ العام 2012، وصدرت بحقه مذكرة توقيف دولية منذ العام 2013.
أعلنت أثينا أن جواز السفر السوري الذي أعلن العثور عليه قرب جثة أحد منفذي اعتداءات باريس مساء الجمعة يحمل اسم أحمد المحمد (25 عامًا)، وكان قدمه طالب لجوء وصل إلى اليونان قبل أن يسلك طريق البلقان. ويؤكد مصدر أنه لا يمكن استخلاص شيء؛ لأن الجواز قد يكون مزورًا أو مسروقًا.
وكان وزير سياسة الهجرة اليوناني يانيس موزالاس قال في مؤتمر صحافي: إن الشخص الذي قدم هذا الجواز تم تسجيله في جزيرة ليروس قبالة السواحل التركية في الثالث من أكتوبر الفائت، ثم غادر اليونان، في تاريخ غير معروف، وشوهد للمرة الأخيرة في كرواتيا بعد بضعة أيام.
وأضاف الوزير: "إنه الشخص الوحيد الذي تلقينا طلبًا في شأنه من السلطات الفرنسية"، في إطار التحقيق في اعتداءات باريس. وأوضح أن عملية التسجيل كانت مطابقة للقواعد الأوروبية، وقد سمح للرجل بمواصلة رحلته؛ لأن اسم المحمد غير موجود في الملفات الجرمية الأوروبية".
وأكد القضاء الفرنسي أن هذا الاسم مجهولٌ لدى أجهزة مكافحة الإرهاب. والسبت، أعلنت الشرطة الفرنسية العثور على جواز سفر سوري "قرب جثة" أحد منفذي الاعتداءات قرب استاد فرنسا. وأكد مصدر فرنسي لوكالة فرانس برس أن هذا الجواز يحمل فعلًا اسم أحمد المحمد المولود في العاشر من سبتمبر 1990.
لكن المصدر نفسه شدد على أنه لا يمكن استخلاص شيء من هذا الأمر؛ لأن الجواز قد يكون مزورًا أو مسروقًا. وأعلن وزير الداخلية الصربي في بيان أن الجواز نفسه سجل في بريسيفو المحاذية للحدود مع مقدونيا وصربيا، وطلب حامله اللجوء رسميًّا.
وأضاف الوزير: "تم التأكد أن هذه المعطيات تتلاءم مع تلك العائدة إلى شخص حددت هويته في الثالث من أكتوبر في اليونان. ليست هناك مذكرة توقيف من الانتربول بحق هذا الشخص". بدورها، أكدت السلطات الكرواتية أن الشخص المدعو المحمد عبر أراضيها. وقالت المتحدثة باسم الشرطة هيلينا بيوسيتش: "لم نعتبر هذا الشخص مشتبهًا". وقد أكدت تقارير صحفية متعددة أن سر توصل فرنسا لتحديد الجناة يرجع إلى العمل المخابراتي الأوروبي المشترك وبنود معاهدات الدفاع المشترك والتعاون الأمني والاستخباراتي الموقعة بين دول الاتحاد الأوروبي؛ حيث تنص جميعها على أن مصاب دولة هو مصاب باقي الدول، وعليه تُفتح خزائن وكنوز المعلومات بين الجميع على الفور وأولًا بأول.
تعاون مخابرات أوروبا
فنجد على سبيل المثال أن ألمانيا تشارك الفرنسيين حزنهم وتحقيقاتهم بعد الاعتداءات الإرهابية الوخيمة التي شهدتها باريس بشكل عملي، وذلك عبر تشكيل وزارة الخارجية خلية أزمات تتواصل على نحو وثيق مع السلطات الفرنسية.
ووفق بيان رسمي لوزارة الخارجية الفرنسية حصل موقع "مبتدا" على نسخة منه بالألمانية والعربية، فإنه "حينما كان الإرهاب يعصف بالعاصمة الفرنسية كان وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير، والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند يتابعان المباراة الودية بين ألمانيا وفرنسا في استاد فرنسا بباريس. وبينما المباراة كانت لا تزال تقام بدأت ترتسم أبعاد المأساة. لقد أودى الاعتداء بحياة ما يزيد عن 100 شخص وعدد كبير جدًّا من الجرحى. شعر وزير الخارجية شتاينماير بالفزع من الهجوم الإرهابي الوحشي وصرح وهو لا يزال في باريس قبل أن يواصل رحلته في الليل إلى المؤتمر الدولي الخاص بسوريا في فيينا: "نقف بجوار فرنسا".
وبالتوازي مع ذلك، حسب البيان، وجهت وزارة الخارجية الألمانية في برلين بتعليمات من وزير الخارجية شتاينماير وقبل انقضاء مساء الجمعة، بتكوين خلية أزمات لمتابعة الاعتداءات الإرهابية في باريس؛ حيث يتواصل أعضاء الخلية منذ تلك اللحظة على نحو دائم ووثيق مع السفارة الألمانية في فرنسا والسلطات الفرنسية.
كما تم تحديث تعليمات السفر والأمن بالنسبة لفرنسا لملاءمة الوضع هناك، واجتمعت خلية الأزمات الخاصة بالحكومة الألمانية في 14 نوفمبر برئاسة وكيل الوزارة للشئون الخارجية شتيفان شتاينلاين.
وفي اليوم ذاته التقى شتاينماير في فيينا قبل البدء بالمشاورات المتعلقة بسوريا، نظيره الفرنسي لوران فابيوس، وأعرب له باسم الحكومة الألمانية أيضًا، عن مواساته لضحايا الاعتداء الإرهابي وتعاطفه معهم.
وفي هذا الصدد قال شتاينماير كما ينقل البيان: "تتخطى أبعاد الكارثة الوحشية قدرة أي إنسان على التخيل. ما بدأ بوصفه احتفالًا كرويًّا انتهى جحيمًا من الإرهاب"، مؤكدًا أن ألمانيا تقف في هذه الساعة الأليمة واليائسة في فرنسا، وقوفًا صلدًا بجانب الأصدقاء الفرنسيين.
وعلى المستوى التضامني والشعبي والرسمي شهدت ألمانيا أيضًا موجة من الحزن والألم، حيث أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مساندة ألمانيا وتضامنها مع فرنسا، كما كتبت في وقت لاحق وأعضاء آخرون من الحكومة الألمانية كلمات العزاء في سجل العزاء بالسفارة الفرنسية في برلين، وكان سبقها عزاء الرئيس الألماني يواخيم جاوك؛ حيث كتب: "نقف في ألمانيا وقد اعترانا الحزن العميق والصدمة الهائلة بجانب أصدقائنا الفرنسيين. كما نقف بجوارهم حينما ندافع عما نادوا به لأول مرة في أوروبا: الحرية ... المساواة ... الإخاء".
ويقطع البيان بأنه لم تقتصر مشاركة فرنسا في مصابها الحزين على الرئيس الألماني والحكومة الألمانية فحسب؛ بل وضع كثير من المواطنين أمام الممثلية الفرنسية في برلين الورود ورسائل التضامن والمواساة، وجاء في إحدى هذه الرسائل: "إلى باريس يرتحل المحبون. إنها مدينة الحياة والحرية. سندافع عنها. لكن ليس بالكره، فالكره لغة الموت، وليس لغة الحياة."
وكان مئات من سكان برلين تجمعوا مساء أمس أمام بوابة براندبورج التي أُضيئت بألوان علم فرنسا للتعبير عن حزنهم على ضحايا الحوادث الإرهابية التي ضربت عاصمة النور.

شارك