هل ينجح المبعوث الأممي الجديد لدي ليبيا في "لم شمل" المتنازعين؟

الثلاثاء 17/نوفمبر/2015 - 11:05 ص
طباعة هل ينجح المبعوث الأممي
 
على مدار العام الماضي، حاولت البعثة الأممية بقيادة برناردينو ليون، أن تساعد على دفع البلاد نحو الاستقرار وجمع الأطراف المتناحرة على طاولة واحدة، إلا أن جميع مساعي ليون باءت بالفشل، ورفض المتناحرون التوقيع على المسودة الأخيرة التي طرحها المبعوث الأممي يوم 9 أكتوبر الماضي، تضم عددًا من الأشخاص المرشحة لحكومة الوفاق الوطني لعودة الاستقرار للبلاد.
هل ينجح المبعوث الأممي
ومع انتهاء فترة ولاية ليون كمبعوث أممي لدى ليبيا، أعلنت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا مساء أمس الاثنين 16 نوفمبر 2015، أن رئيسها الجديد الألماني الجنسية ماترن كوبلر، سيتولى رسمياً منصبه اعتباراً من اليوم الثلاثاء 17 نوفمبر، خلفاً للإسباني برناردينو ليون، الذي انتهت فترة ولايته.
وقالت البعثة من خلال صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": إن مارتن كوبلر سيتولى منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ابتداء من اليوم الثلاثاء 17 نوفمبر 2015.
وأضافت البعثة أن هذا الانتقال في القيادة، يأتي في وقت حرج بالنسبة لليبيا، ويلتزم كوبلر بالحرص على استمرارية عملية الحوار الليبي، بناء على ما تحقق فيها حتى الآن.
وأشار بيان البعثة إلى انضمام الجنرال الإيطالي باولو سيرا، إلى بعثة الأمم المتحدة لشغل منصب كبير مستشاري المبعوث الجديد، حول القضايا المتعلقة بقطاع الأمن في عملية الحوار.
وتولى كوبلر المسئول المخضرم بالأمم المتحدة مناصب رفيعة في العراق وجمهورية الكونجو الديمقراطية، ويحل محل ليون في وقت صعب لمهمة الأمم المتحدة. 
وسعى ليون جاهدًا لفترة طويلة لاتفاق الفصائل المتنافسة في ليبيا على الوحدة وجميعها باءت بالفشل الذريع.
وتعرض ليون لسلسلة من الموافق المحرجة في الآونة الأخيرة،  كان أولها عندما دافع عن قراره في مطلع نوفمبر قبول وظيفة براتب كبير للإشراف على أكاديمية دبلوماسية في دولة الإمارات العربية المتحدة ونفى وجود تضارب في المصالح.
ومن المتوقع أن يشمل موقع ليون الجديد تدريب مبعوثين في واحدة من أكثر الدول العربية انخراطًا في الأزمة الليبية.
وبعدها قال ليون الأسبوع الماضي إنه يريد "توضيحًا كاملًا" لتقرير صحيفة نقلت رسائل بريد إلكتروني تشير إلى أن الإمارات تشحن أسلحة إلى فصائل ليبية في انتهاك لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على البلاد.
وكانت صحيفة "الجارديان" البريطانية هي أول من نشر رسائل توثق مفاوضات ليون مع الإمارات بشأن منصبه الجديد والتي جرت بينما كان يحاول التوسط في الأزمة الليبية.
وكان مجلس الأمن الدولي حظر الأسلحة على ليبيا في 2011 عندما قمعت قوات الأمن الموالية للرئيس السابق معمر القذافي محتجين مؤيدين للديمقراطية.
وقالت صحيفة تايمز: إن مسئولين إماراتيين امتنعوا عن التعقيب على الرسائل الإلكترونية المسربة.
ودخلت ليبيا في حالة من الفوضى، بعد أربع سنوات من سقوط معمر القذافي؛ حيث تتنافس حكومتان واحدة معترف بها دوليًا وأخرى تابعة لميليشيات فجر ليبيا وتوالي المؤتمر العام المنتهية ولايته المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين.
هل ينجح المبعوث الأممي
ويرى مراقبون أن الحوار الليبي استنفذ دبلوماسية ليون، وقد يأتي كوبلر بجديد لإقناع الأطراف المتنازعة للموافقة على تشكيل الحكومة والدفع بالبلاد إلى الاستقرار.
وكان مجلس الأمن الدولي وافق الأسبوع الماضي على تعيين الدبلوماسي الألماني مارتن كوبلر في منصب مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليبيا.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أخطر مجلس الأمن اعتزامه تعيين كوبلر مكان المبعوث الحالي برناردينو ليون.
وقال دبلوماسي كبير بالأمم المتحدة  لوكالة رويترز: إن ليون كانت ستتمدد له فترة ولايته ولكن في حال حدثت انفراجة مفاجئة في جهود الوساطة التي يقوم بها.
وكان كوبلر 62 عامًا سفيرًا لألمانيا في كل من العراق ومصر، وهو يرأس منذ عامين بعثة الأمم المتحدة في الكونغو، كما عمل ضمن فريق وزير الخارجية الألماني الأسبق يوشكا فيشر، وانضم إلى الأمم المتحدة في 2010 بصفة مساعد المبعوث الأممي إلى أفغانستان قبل أن يعين مبعوثًا خاصًّا إلى العراق بين العامين 2011 و2013.
وكان ليون أعلن مطلع أكتوبر الماضي اتفاقًا بين أطراف النزاع الليبي يقضي بتشكيل حكومة وحدة وطنية واقتراح أسمائها، لكن الاتفاق قوبل بتحفظات من قبل الأطراف المختلفة، كما خرجت مظاهرات رافضة في طرابلس وفي مدن شرقي ليبيا ترفض تشكيلة حكومة التوافق.
ومن أبرز العوائق أمام تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الخلافات بخصوص إدارة المؤسسات الأساسية للدولة وتحقيق وقف إطلاق النار وتشكيل جيش وطني وحل الميليشيات.
هل ينجح المبعوث الأممي
عضو مجلس النواب أبو بكر بعيرة، قد صرح من قبل أن ليون عمق الهوة بين الأطراف الليبية الرئيسية بمنعها من الجلوس على طاولة حوار واحدة للتحاور بشكل مباشر، كما استعمل بعض الشخصيات التي كان يقحمها في جولات الحوار لفرض ما يريد، ومن ثم كان من الواجب استبداله بعد فشله في إقناع أطراف الحوار بالتوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة الراهنة٬ وهو أمر أدركه الأمين العام للأمم المتحدة مؤخرًا.
وأضاف أن "المبعوث الأممي الجديد الذي سيخلف ليون لا يجب أن يتعدى الدور المنوط بالبعثة الأممية والمتمثل في الإشراف على الحوار لا قيادته"، مؤكدا ضرورة جلوس المؤتمر الوطني العام ومجلس النواب المنحل على طاولة حوار واحدة للتوصل إلى اتفاق نهائي.
وكان ليون اتهم أيضًا بأنه ينفذ أجندة خارجية لصالح دول بعينها على رأسها قطر وتركيا، ووفق محللين فإن تغيير المبعوث الأممي في هذا الوقت سيخدم الأزمة الليبية في ظل عرقلتهم للحوار، بحجه أن ليون ينحاز لطرف دون الآخر وينفذ مخططًا خارجيًّا لصالح الدول التي من مصلحتها عدم استقرار الأوضاع في ليبيا.
ووفق متابعين فإن احتمالية نجاح كوبلر في التقدم بالحوار الليبي ولم شمل المتنازعين ستكون كبيرة، ما لم يظهر جديد في المرحلة المقبلة، ولكن حال إصرار الأطراف على نفس النهج المتبع لديهم سيكون مصير الحوار هو العودة لنقطة الصفر الذي بدأ منها ليون.

شارك