كندا تواجه إرهاب داعش بتأهيل العسكريين العراقيين ومنع وصول مواطنيها الى سوريا

الأربعاء 18/نوفمبر/2015 - 11:09 ص
طباعة كندا تواجه إرهاب
 
 حسمت كندا موقفها نهائيا من المشاركة في الضربات الجوية ضد تنظيم داعش الإرهابي وقررت الاعتماد على استراتيجية تستهدف تطوير البنية الأمنية والعسكرية لمواجهة التنظيم على الأرض ومحاولة منع مواطنيها من الوصول الى الأراضي التى يسيطر  عليها التنظيم في سوريا والعراق   حيث  أعلن رئيس الحكومة الكندية، جاستن ترودو، أن كندا ستنشر المزيد من العسكريين في العراق من أجل تأهيل الجيش والشرطة العراقيين،  وأن  إنهاء الضربات الجوية ضد تنظيم "داعش" في سوريا والعراق أصبح أمر نهائي .
كندا تواجه إرهاب
واعتبر أن عناصر القوات الخاصة الكندية الـ69 الذين يتولون منذ عام تأهيل القوات الكردية في شمال العراق ليسوا كثراً ولذلك نريد المزيد من التأهيل وهذا يتطلب أكثر من 69 جندياً ونحن ندرس حالياً الوضع كي نحدد العدد الذي سنرسله ولكني أكدت لحلفائنا أننا سنفعل أكثر  وما من شك أن هذا الانتشار لن يكون لفترة قصيرة".
 وتابع سنبحث  مع الولايات المتحدة المساهمة الكندية في الحرب ضد "داعش" خلال أول محادثات ثنائية مع الرئيس الأميركي، باراك أوباما،  وأن هذه المحادثات لن تحدد ما سنقوم به ولكني متلهف لسماع مقاربته، وخصوصاً التأكيد له بأن كندا ستبقى حازمة في التزامها مع الائتلاف المشكل من 60 دولة أخرى وسوف نواصل عمل المزيد من جهتنا بما في ذلك الالتزام العسكري، وبخاصة في مجال التأهيل وليس في مجال الضربات الجوية".
كندا تواجه إرهاب
هذا التوجه الكندي يعد امتداد لما أكده ستيفن هاربر رئيس الوزراء الكندى  السابق  بأن الحرب على تنظيم داعش فى سوريا والعراق لم تحقق المطلوب منها  وإن  التدخل كان له أثر فى وقف تقدم التنظيم المتشدد إلى حد كبير، خاصة فى شمال العراق، وإلى حد ما فى أجزاء أخرى من العراق وسوريا، ربما ليس كما كنا نحب و أن كندا تحتاج إلى "استراتيجية مستمرة وطويلة" مع حلفائها الدوليين فى المعركة ضد هذا التنظيم المتشدد. وهو الامر الذى نفذه رئيس الوزراء الكندي الحالي جاستن ترودو  الذي إبلغ الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن حكومته المقبلة ستوقف الضربات الجوية في العراق وسوريا ضد داعش، وأن الرئيس الأمريكي تفهم الالتزامات التي اتخذت خلال الحملة الانتخابية؛ حيث تعهد حزبه بوضع حد للمساهمة الكندية في الحملة الجوية ضد تنظيم الدولة، وسحب الطائرات الكندية المشاركة في التحالف الدولي ولكن أوتاوا ستبقى "عضوًا من الدرجة الأولى" في هذا التحالف بقيادة الولايات المتحدة.
 وكان الدور الكندى فى السابق مقتصرا على تنفيذ عمليات ضد داعش فى العراق قبل أن تقرر توسيع نطاق عملياتها العسكرية ضمن التحالف الدولى الذى تقوده الولايات المتحدة ضد داعش لتشمل مواقع تخضع لسيطرة التنظيم المتشدد فى سوريا مع نشر  70 جنديا من القوات الخاصة الكندية شمال العراق، وشن ست قاذفات مقاتلة هجمات على مواقع داعش فى العراق وسوريا.
كندا تواجه إرهاب
 واتخذت كندا عدة إجراءات ضد داعش منها اعتقال السلطات الكندية 10 شبان في مطار مونتـريال قبل مغادرتهم البلاد للالتحاق بتنظيم "داعش"، حيث أعلنت قوة الدرك الملكي الكندي، أن الشرطة أوقفت الشبان وكلهم من سكان منطقة مونتريال خلال نهاية الاسبوع الماضي "بعد الاشتباه بأنهم ينوون مغادرة البلاد للالتحاق بمجموعات متطرفة و أن الشبان وقسم منهم من القاصرين، لم يُحالوا بعد أمام المحكمة بل سُحبت جوازات سفرهم  إلا أن التحقيق مستمر ولم يُوجّه أي اتهام بعد.
كما استجوبت الشرطة "عائلات الشبان واقرباءهم" في سياق التحقيق. وكانت وسائل إعلام محلية أشارت إلى أن أحد أقارب هؤلاء الشبان هو من أبلغ السلطات، ما أتاح افشال مخطط الهرب وأشاد وزير الأمن العام ستيفن بلاني بـ"تيقظ" قوات الأمن من أجل "حماية شوارعنا ومجتمعاتنا من الخطر الارهابي المتواصل  وان  القانون الجديد لمكافحة الارهاب الذي جرى التصويت عليه في مطلع مايو 2015م ؛ الذي يعطي الشرطة السبل الضرورية لـ"حماية الكنديين من التهديدات الارهابية المتزايدة للمتطرفين".
كندا تواجه إرهاب
وتواجه كندا منذ أشهر عدة وعلى غرار عدة دول غربية، مسألة رحيل شبان انتقلوا إلى التطرف ويريدون الانضمام إلى صفوف المتطرفين وفي ديسمبر  2014م قتل جون ماغواير الطالب السابق في جامعة اوتاوا بالقرب من مدينة عين العرب السورية  كوباني بالكردية وازدادت عمليات رحيل الشباب منذ مطلع العام؛ ففي يناير تمكن ستة أشخاص بين الـ18 والـ19 من العمر من بينهم شابتان، من السفر إلى اسطنبول  وتم تحديد مكان أحد هؤلاء في سوريا من خلال نشاطه على شبكات التواصل الاجتماعي وفي فبراير ، هربت شابة في الـ23 انتقلت إلى التطرف بحسب شقيقتها من خلال امرأة كانت تشرح لها كيفية الالتحاق بتنظيم "داعش" تحت غطاء تعليمها القرآن
كندا تواجه إرهاب
وفي مارس اوقف فتى في الـ17 في جنوب ادمونتون البرتا  اتهامهما بالتخطيط "لجريمة على علاقة بالإرهاب" كما أوقف شابان آخران من مونتريال عمرهما 22 و26 عاما في مطلع الربيع، للاشتباه بأنهما يشكلان خطرا على الأمن الوطني ووضعا لاحقا تحت المراقبة القضائية الصارمة.
وكل هؤلاء الشباب هم الجيل الثاني من مهاجرين إلى كندا، وبعضهم كان يقصد المدرسة الثانوية نفسها في مونتريال حيث كان رجل دين مثير للجدل يعطي دروسا في القرآن في نهاية الاسبوع.
مما سبق نستطيع أن نؤكد على ان كندا  ايقنت أن مواجهة  إرهاب داعش  على الطريقة الامريكية غير مجدى وبالتالى فإن بتأهيل  العسكريين  العراقيين ومنع وصول مواطنيها الى سوريا سيكون أكثر فائدة لها من الضربات الجوية التي لم تحقق سوي المزيد من الإرهاب والعنف.  

شارك