بعد مباشرة عمله.. هل يتحول مسار الحوار الليبي على يد "كوبلر"؟

الأربعاء 18/نوفمبر/2015 - 03:46 م
طباعة بعد مباشرة عمله..
 
بعد مرور عام على المفاوضات التي تولاها المبعوث الأممي برناردينو ليون، لحل الأزمة الليبية وفشله في جمع أطراف النزاع على طاولة واحدة خلال هذه الفترة، تولى المهمة خلفًا له المبعوث الجديد الألماني مارتن كوبلر، أمس الثلاثاء 17 نوفمبر 2015، حيث أعلن أن المنظمة الدولية ستستأنف محادثات تشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا.
بعد مباشرة عمله..
وقال كوبلر: إن المنظمة الدولية ستستأنف المحادثات مع الفصائل الليبية المتناحرة للتعامل مع العقبات التي تقف في طريق تشكيل حكومة وحدة مع إعطاء الأولوية للقضايا الأمنية، وفشلت مفاوضات برعاية الأمم المتحدة حتى الآن في الوصول إلى اتفاق بشأن حكومة وحدة وطنية مقترحة لإنهاء الاضطرابات بالبلاد بعد أربع سنوات من الانتفاضة التي أطاحت بمعمر القذافي.
ويقول كوبلر إنه سيستمر في عملية الحوار والاستفادة مما تم تحقيقه حتى الآن هو السبيل للمضي قدمًا، مضيفًا أنه سيجتمع مع المفاوضين وأعضاء المجلس الرئاسي الذي اقترحته المنظمة الدولية وسيكون الجهاز التنفيذي لأي حكومة لاقتسام السلطة، وستكون المحادثات بشأن القضايا المتصلة بالأمن أولوية.
وفي هذا السياق، أعلن بيان ثان صدر عن البعثة أن فريق كوبلر سيضم الجنرال باولو سيرا بصفة مستشار للممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة حول مسائل قطاع الأمن ذات الصلة بعملية الحوار.
الجدير بالذكر أن بعثة الأمم المتحدة طرحت خلال فترة عمل ليون إلى طرفي النزاع مسودة اتفاق سياسي شامل يهدف إلى إدخال البلاد في مرحلة انتقالية لعامين تبدأ بتشكيل حكومة وفاق وطني ومجلس رئاسي، لكن الطرفين رفضا التوقيع على مسودة الاتفاق بفعل الخلافات داخل معسكري كل منهما، وسط اتهامات وجهت إلى ليون بالانحياز وعدم النزاهة، خصوصًا بعدما تفاوض ووافق على تسلم منصب المدير العام في "أكاديمية الإمارات الدبلوماسية" حين كان لا يزال في منصبه على رأس بعثة الأمم المتحدة.
وعلى الرغم من كل هذه الانتقادات، شدد كوبلر على أن البناء على ما تم انجازه لغاية الآن هو السبيل للمضي قدما، مضيفًا: "إنني عازم على الاستناد إلى الزخم الحالي لإقرار الاتفاق السياسي الليبي في المستقبل القريب".
بعد مباشرة عمله..
وقال الدبلوماسي الألماني إنه سيقوم خلال الأيام القليلة القادمة بالاستماع إلى أعضاء الحوار السياسي ومجلس الرئاسة المقترح، إضافة إلى غيرهم من الشركاء الليبيين، وذلك لمعالجة العدد الصغير المتبقي من القضايا العالقة وإنجازها.
وأكد على أن مهمته ستقوم على عدم التحيز والحفاظ على سيادة ليبيا وسلامة أراضيها واستقلالها.
ويرى مراقبون أن تولي المبعوث الجديد هذه المهمة سيحول مسار الحوار وقد يشهد استجابة سريعة من أطراف النزاع؛ نظرًا لأن المبعوث المنتهية ولايته اتُّهم بأنه ينحاز لطرف عن الآخر فضلًا عن أنه ينفذ أجندة خارجية لصالح دول بعينيها كتركيا وقطر.
الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، رحب بتعيين مارتن كوبلر مبعوثًا خاصًّا للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، متمنيًا له التوفيق والسداد في مهامه الجديدة لاستئناف جولات الحوار الوطني الليبي والبناء على ما تم الاتفاق عليه بين الأطراف الليبية المختلفة.
كما أعرب الأمين العام عن استعداد جامعة الدول العربية لمواصلة التعاون والتنسيق مع المبعوث الدولي الجديد لوضع الأزمة الليبية على مسار الحل السياسي، وذلك بما يضمن تحقيق تطلعات الشعب الليبي في الحرية والتغيير الديمقراطي السلمي، وبما يحفظ وحدة ليبيا واستقلالها وأمنها واستقرارها السياسي.
من جانبه قال وزير خارجية ألمانيا فرانك فالتر شتاينماير: "إن تعيين كوبلر مبعوثا دوليًّا خاصًّا ورئيسًا لبعثة الأمم المتحدة لدعم ليبيا سيكون الأمين العام للأمم المتحدة قد اختيار واحداً من أقدر الدبلوماسيين الألمان وأكثرهم خبرة. 
بعد مباشرة عمله..
وأضاف وزير الخارجية الألماني في تصريح له وزعه المركز الألماني للأعلام بالقاهرة اليوم الأربعاء 18 نوفمبر 2015، أن مارتن كوبلر يتولى هذه المهمة الصعبة في وقت حرج، لكننا في حاجة إلى ليبيا مستقرة كشريك؛ خاصة الآن، حيث يصل كل يوم آلاف من اللاجئين من المنطقة التي تمزقها الصراعات ويعيشون وسط جماعات العنف والفوضى الإرهابية مثل داعش."
وأفاد بأن برناردينو ليون- سلف كوبلر- استطاع في الأشهر القليلة الماضية بقدر كبير من الحكمة والمثابرة جمع أطراف النزاع الليبية حول طاولة المفاوضات – كانت أول مرة في يونيو الماضي في وزارة الخارجية الألمانية في برلين ، ولقد تم قطع شوط كبير للتوصل إلى اتفاقية سلام ، ولكن الخطوة الأخيرة الحاسمة للوصول إلى اتفاق سياسي ما زالت معلقة حتى الآن.
ولفت إلى أن الأمر الآن متروك للقادة السياسيين في ليبيا لتحمل المسئولية عن مستقبل بلدهم واتخاذ الخطوة التالية نحو تشكيل حكومة وحدة وطنية، ومع مارتن كوبلر سيجدون إلى جانبهم مساعداً ووسيطاً ماهراً، قائلا: نحن نتعهد بتقديم كل الدعم لكوبلر وللشعب الليبي.
وقد يؤدي بدء عمل كوبلر إلى تحول مسار الحوار وفق اتباع المبعوث الجديد استراتيجية مختلفة في إقناع أطراف الحوار للقبول بتشكيل حكومة الوفاق الوطني، والدفع بالبلاد إلى الاستقرار.

شارك