كاهن كاثوليكي: "الإرهاب أصبح معضلة بشرية في العالم كله"

الخميس 19/نوفمبر/2015 - 12:42 م
طباعة كاهن كاثوليكي: الإرهاب
 
في ظل توالي الإدانات الدولية والكنسية لأحداث الإرهاب المتكررة  طالب الكاردينال أنجلو بانياسكو، رئيس مجلس الأساقفة الإيطاليين، بأن "يُعلي العالم الإسلامي بأسره صوته في إدانة هذه الأعمال الوحشية"، في إشارة إلى الهجمات الإرهابية في باريس.
وفي تصريحات على هامش افتتاح السنة الدراسية الجديد في جامعة اللاتران البابوية في روما، أضاف الكاردينال الإيطالي أن "هذه الأعمال لا يدركها العقل الإنساني"، مشيراً إلى أنه "حتى إن كان قلب الإنسان لا يمكن سبر غوره، ويبدو أن الشر لا حدود له مطلقاً"، إلا أن "علينا أن ننظر دائماً إلى الخير وأن نتبعه معاً بعزم".
وذكّر الكاردينال بانياسكو بكلمات البابا فرنسيس، الذي قال: إن "القتل باسم الله أمر عبثي إلى جانب كونه لا إنساني"، واختتم بالقول: "إنه كفر حقيقي ولا يمكن وصفه بكلمات أخرى".
وقال الأب رفعت بدر، مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام: "يقف العالم مذهولاً أمام مقدرة الشرّ والشيطان أن يصل إلى كل ملتقيات البشر، فيحيل الأفراح إلى أحزان وإلى مآسٍ عائلية ووطنية وبشرية". وأضاف: "نترحم على أرواح الضحايا في كل من لبنان وفرنسا، ونطلب من الرّب للراقدين منهم الحياة الأبدية وللجرحى الشفاء وللعائلات المنكوبة العزاء والطمأنينة".
لكنّ الإرهاب- وفق الأب بدر- "الذي بات يحدث يومياً بشكل غير مسبوق، أصبح معضلة بشرية، لا تخص طرفاً ولا دولة بمعزل عن الأخرى. إنّه معضلة المعضلات وآفة علينا العمل مجتمعون لمحاربتها والحدّ منها لا بل اجتثاثها والعمل على اختفائها نهائياً".
وشدد على أنه "علينا أولاً توجيه التقدير والتشجيع لكل الجهات الأمنية التي تعمل ليلاً ونهاراً من أجل مصلحة المواطنين والسكان في الدول المتعددة، وعلى دول العالم أن تتنبه بشكل حثيث وساهر لمخاطر تسرب الإرهاب وأعوانه والتابعين له والمروجين له. وفي الكنائس نصلّي، أننا نكفر بالشيطان وبجميع أعماله وأباطيله، وهكذا نحن اليوم مدعوون إلى الكفر بالإرهاب وأباطيله وأعماله الشيطانية".
ودعا إلى أن "نشترك في «المعركة الفكرية» التي يقودها النبلاء والخَيِّرون في العالم، والذين ما زالوا قادرين على أن يبصروا الخير والجمال في المستقبل". وبيّن أن هذه المعركة هي بتنقية «الثقافة والدين» من كل مآرب شريرة وصفة عنيفة ودموية. فالثقافة هي للبنيان والدين للسلام. وهذا ما يحتم على البشر في كل زمان ومكان النظر في المناهج التربوية وطرق التدريس في المدارس والجامعات، والأهم من ذلك التربية في البيوت العائلية وبيوت العبادة على أهمية احترام «الآخر» وهو كل إنسان واحترام كرامته الإنسانية".

شارك