بعد بسط سيطرته على 60% من ضواحيها.. هل ينجح العراق في تحرير "الرمادي" من قبضة "داعش"؟

السبت 21/نوفمبر/2015 - 04:04 م
طباعة بعد بسط سيطرته على
 
مع مواصلة الجيش العراقي عملياته الهجومية في مواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي، وفي ظل سيطرة الأخير على أكبر المدن في العراق، وبالأخص مدينة الرمادي، أعلن متحدث باسم الشرطة العراقية أن قوات الشرطة تمكنت ظهر اليوم السبت 21 نوفمبر 2015 من تحرير مناطق من سيطرة داعش في جنوب وشمال غرب مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار.
بعد بسط سيطرته على
وقال العقيد ياسر الدليمي المتحدث باسم قيادة شرطة الأنبار: "إن قوات مكافحة الإرهاب تمكنت ظهر اليوم السبت من تطهير منطقة الزيتون جنوب منطقة الخمسة كيلو شمال غرب مدينة الرمادي من عناصر تنظيم داعش، وإن معارك التطهير أسفرت عن مقتل العشرات من عناصر التنظيم وتدمير أسلحة وعجلات". مضيفًا أن "القوات الأمنية تبسط سيطرتها الآن على حوالي 60 بالمائة من ضواحي مدينة الرمادي الخارجية، وتفرض حصارًا مطبقًا على عناصر داعش، وتمنع عنهم أية إمدادات عسكرية".
وأوضح الدليمي أن الطيران الحربي العراقي والدولي يتابع هذه الأيام بدقة تحركات داعش حتى السيارات والناقلات التي تنقل النفط والأسلحة من مكان لآخر، ويتم تدميرها وهي معركة تجعلنا نحقق النصر يومًا بعد آخر ونقترب من تحرير مدينة الرمادي، مشيرًا إلى أن القوات العراقية تشدد تطويقها على قضاء الفلوجة وعزلها وقطع صلتها بمناطق جزيرة الخالدية والرمادي والكرمة؛ استعدادًا لخطة مهاجمتها في الأيام المقبلة وتطهيرها.
والجدير بالذكر أن رئيس الوزراء حيدر العبادي، قال في تصريح سابق له، لوزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر: إن القوات التي تقاتل "داعش" على الأرض عراقية، وفيما أشار إلى حاجة الأخيرة إلى التدريب والتسليح، عبر عن ثقته بأن تحرير مدينة الرمادي من سيطرة التنظيم "سيكون قريباً".
وأكد العبادي أن القوات المسلحة تحقق انتصارات على العدو، وإن تحرير الرمادي سيكون قريباً"، مؤكداً أن "القوات التي تقاتل على الأرض عراقية وتحتاج إلى التدريب والتسليح".
وكان الجيش العراقي نجح في تحرير مدينة "سنجار" الأسبوع الماضي؛ حيث عزز تحرير سنجار من داعش الآمال في إمكان عزل جناحي التنظيم في سوريا والعراق على امتداد الحدود، فباكتمال تحرير المنطقة في وقت قياسي لم يتجاوز 48 ساعة، وهي لا تبعد أكثر من 100 كلم عن الموصل والمسافة ذاتها تقريباً، عن منفذ ربيعة الحدودي الذي يربط المدينة بالحسكة والرقة، يكون التنظيم قد خسر أحد أبرز خطوط إمداده البرية التي استثمرها طوال الشهور الماضية في الدعم اللوجستي عبر الجبهات في البلدين، لكنه لا ينهيها.
بعد بسط سيطرته على
ويرى محللون أن داعش لم يخسر كل خطوط إمداداته، لكنه بات مضطراً إلى اتخاذ خطين جديدين لربط الأراضي التي يسيطر عليها: الأول يمتد من الموصل باتجاه البعاج جنوباً، وهي منطقة وعرة جغرافياً، ومن أهم مواقع التنظيمات المتطرفة طوال العقد الماضي، بالإضافة إلى كونها منطقة تهريب تقليدية بين العراق وسوريا، إلا أن هذه الطريق الملتوية والصحراوية وغير المعبدة، لا تسمح إلا بنقل عربات صغيرة وتهريب مقاتلين، ولن تتمكن شاحنات النفط وخطوط التجارة، وقوافل الأسلحة الثقيلة من عبورها.
من ناحية أخرى ما زال داعش يسيطر على معبر القائم الحدودي، في محافظة الأنبار؛ حيث الطرق الدولية معبدة، لكن الانتقال من الموصل إلى هذا المعبر رحلة طويلة، فضلاً عن طرقه غير النظامية في الصحراء غرب محافظة صلاح الدين وصولاً إلى ممر الحدود السورية، لكن المعبر ما زال يوفر للتنظيم حرية الحركة؛ ما استدعى محافظة الأنبار إلى العمل لإغلاقه.
فيما أطلق الجيش العراقي في مطلع نوفمبر الجاري، عملية عسكرية جديدة لتحرير مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار غربي البلاد، من أيدي مسلحي داعش، الذين يسيطرون على أجزاء من المدينة منذ أشهر، حيث قال رئيس مجلس قضاء الخالدية شرقي الرمادي: إن عملية عسكرية انطلقت من جميع المحاور لتحرير مدينة الرمادي، موضحًا أن القوات العراقية فرضت حظرًا للتجول في قضاء الخالدية، لتجنيب المدنيين أي هجمات انتقامية محتملة من مسلحي داعش في المدينة، وضمان تحرك القوات فيها.
ويأتي هذا التحرك بعد ساعات من قصف طائرات الجيش العراقي تجمعًا لمسلحي تنظيم داعش غربي مدينة الرمادي؛ حيث أسفر القصف عن مقتل عدد من الإرهابيين، وفق ما ذكرته مصادر أمنية عراقية.
تجدر الإشارة إلى أن الجيش العراقي أوقف مؤقتًا عمليات تحرير الرمادي؛ بسبب العواصف الرعدية والأمطار التي اجتاحت البلاد خلال الأيام القليلة الماضية.
بعد بسط سيطرته على
وقال الجيش، إن قواته تقدمت في ثلاثة محاور لبدء تمشيط مدينة الرمادي غرب البلاد، وملاحقة متشددي تنظيم "داعش".
وتتمركز القوات العراقية في مواقع أفضل من ذي قبل لشن هجوم على الرمادي، التي تقع على بعد 60 كيلومترًا إلى الغرب من بغداد وتحاصرها قوات الأمن منذ شهور.
وأعلن مسئول أمني محلي عراقي، اليوم السبت، انتهاء تدريب 1000 مقاتل من أبناء عشائر محافظة الأنبار، غرب العراق، في قاعدة الحبانية العسكرية شرق الرمادي، مؤكدًا أن المقاتلين سوف يشاركون باستعادة الرمادي ومسك الأرض بعد التحرير.
وأوضح إبراهيم الفهداوي، رئيس اللجنة الأمنية لمجلس قضاء الخالدية، أن مدربين عراقيين أنهوا تدريب 1000 مقاتل من أبناء عشائر الأنبار بالحشد في قاعدة الحبانية العسكرية 30 كم شرق الرمادي، مضيفًا أن المقاتلين تلقوا تدريبات مختلفة لمدة أسبوعين على مكافحة الإرهاب والمداهمات والاقتحامات واستخدام الأسلحة المتوسطة والخفيفة والثقيلة، لافتًا إلى أنه "سيتم تجهيزهم وتسليحهم بأسلحة متوسطة وخفيفة، مشيرًا إلى أن المقاتلين سوف يشاركون بعمليات عسكرية إلى جانب القطاعات العسكرية لتحرير الرمادي من تنظيم داعش، وخاصة المحور الشمالي، ومسك المدينة بعد تحريرها إلى جانب قوات الشرطة وأفواج الطوارئ لبسط الأمن فيها".
وسيُزيد الهجوم الضغوط على داعش، التي تحارب على جبهات متعددة في سوريا المجاورة وطردت من بلدة سنجار شمال العراق الجمعة، بعد هجوم شنته القوات الكردية بدعم من ضربات جوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

شارك