بوتين يبحث مع خامنئي الأوضاع في سورية وحلف لقتال "داعش"

السبت 21/نوفمبر/2015 - 09:59 م
طباعة بوتين يبحث مع خامنئي
 
بدا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ينتوي تكثيف نشاطه الخارجي، بعد إظهار نيته تشكيل تحالف دولي لقتال "داعش"، حيث أعلن الكرملين، أمس، أن الرئيس فلاديمير بوتين سيلتقي المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، الاثنين المقبل، في إطار زيارة بوتين إلى طهران، التي يلتقي خلالها كذلك الرئيس الإيراني حسن روحاني.
وتدعو روسيا منذ أشهر إلى تشكيل تحالف موسع يضم إيران لمحاربة تنظيم "داعش" في سورية، ومن المقرر أن يبحث بوتين مع خامنئي مسائل تتعلق بالعلاقات الثنائية خصوصاً في مجالات الطاقة النووية والنفط والغاز وكذلك التعاون الدفاعي، وذلك وفق ما صرح يوري أوشاكوف مستشار الكرملين.

بوتين يبحث مع خامنئي
اللافت أن بوتين لم يلتق خامنئي سوى مرة واحدة في عام 2007، ومن المؤكد أن الزيارة تستهدف بحث زيادة التنسيق بين موسكو وطهران، بشأن الاوضاع في سورية، خاصة وأن الجيش السوري الذي يتكون عناصره حالياً من مقاتلين تابعين للحرس الثوري الإيراني وجماعة "حزب الله" يخوض حالياً أكبر عملية برية منذ اندلاع أحداث سورية في 2011 مدعوماً بضربات جوية يقوم بها الطيران الروسي.
زيارة بوتين سوف تتزامن مع انطلق، المرحلة الرئيسية لمناورات ضخمة لقوات التعبئة أطلق عليها "إلى بيت المقدس" في محافظة "قم" يشارك فيها 120 فوجاً من هذه القوات، وتتضمن المناورات إجراء تمرينات عسكرية لتحرير مبنى يحاكي المسجد الأقصى والقدس الشريف من أيدي "الصهاينة المحتلين"، بحسب وكالة أنباء فارس الإيرانية.

بوتين يبحث مع خامنئي
ميدانياً، وفيما له صلة بالأوضاع في سورية، بعدما كثف الجيشان الروسي والفرنسي، بدأ الجيش الروسي لأول مرة استخدام الصواريخ المجنحة في قصف مواقع لكتائب المعارضة، خصوصاً في إدلب وحماة، في حين زعم المرصد السوري، إن نحو 1300 شخص قتلوا ثلثهم من المدنيين والأطفال في غارات روسيا الجوية.
واعتبر مراقبون أن استخدام الجيش الروسي في عملياته في سورية الصواريخ المجنحة بعيدة المدى تصعيد جديد، حيث قالت وزارة الدفاع الروسية إنها قواتها استخدمت 16 صاروخاً مجنحاً، دمرت بها 7 مواقع مهمة للإرهابيين في حلب وإدلب، و12 موقعاً لتنظيم "داعش" في الرقة ودير الزور.
المرصد السوري المعروف ولاءه للمعارضة المسلحة، زعم سقوط 4 أربعة صواريخ باليستية على محيط مدينة إدلب ومعرة النعمان وفي قرية تل السلطان ومنطقة أخرى في قرية مرعيان بجبل الزاوية، مشيرا إلى سقوط عدة صواريخ بالستية أيضاً على مناطق في سهل الغاب بحماة.
إلى ذلك، استمرت أزمة وجود مقاتلين روس ضمن صفوف داعش، حيث  أعلن نائب وزير الخارجية الروسي أوليغ سيرومولوتوف، أمس الأول، مقتل 160 روسياً وعودة 73 والقبض على 36 من أصل 2179 يقاتلون في صفوف "داعش" في سورية.

بوتين يبحث مع خامنئي
كانت تقارير قالت إن المقاتلين تحت راية المنظمات الإرهابية يصلون نحو 25 ألف مسلح إرهابي أجنبي، يقاتلون تحت راية الدولة الإسلامية، منهم أشخاص من دول عربية وأوروبا وروسيا وكومنولث الدول المستقلة.
واستدعت تركيا أمس سفير روسيا في أنقرة بعد ضربات للطيران الروسي استهدف قرى ومدنيين تركمانيين (سوريون ناطقون بالتركية) ووجهت إليه تحذيرا من "العواقب الوخيمة" للقصف، وطلبت بالوقف الفوري لهذه العملية، وفق وزارة الخارجية التركية.
وبعد فشل هدنة شاركت روسيا في مفاوضاتها، قتل 14 مدنياً على الأقل، وأصيب أكثر من 50 آخرين عندما استأنفت القوات الحكومية قصف المنطقة التي تسيطر عليها قوات المعارضة في الغوطة الشرقية قرب دمشق.
وردا على ذلك قصفت قوات المعارضة المتمركزة في الغوطة الشرقية مناطق داخل دمشق وضواحيها، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل وإصابة 30 آخرين. وأكدت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن القذائف أصابت الأحياء السكنية في المزة والبرامكة في دمشق.

بوتين يبحث مع خامنئي
سياسياً، أعلنت الخارجية الأميركية مساء أمس الأول أن مصير الأسد سيتقرر خلال الجولة الثالثة من الاجتماعات الدولية الموسعة، والتي استضافت فيينا نسختيها الأولى بـ30 أكتوبر الماضي والثانية في 13 الجاري، والتي انتهت في اليوم التالي باتفاق 20 دولة ومنظمة على جدول زمني ينص على تشكيل حكومة انتقالية بعد 6 أشهر وانتخابات خلال 18 شهراً.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي، خلال مؤتمر صحافي إن دور الأسد يبقى مسألة بحاجة إلى أن تحل. نحن نقر بذلك، مضيفا: نريد عملية انتقالية وحكومة بدون الأسد تكون ممثلة للشعب السوري وتستجيب لتطلعاته، موضحا أن دوره في هذه المرحلة سيتقرر خلال جلسات المحادثات المتعددة الأطراف التي سيتواصل عقدها»، من دون أن يحدد متى وأين ستعقد.
وبعد الاتفاق على بدء محادثات بين الحكومة وخصومها بحلول يناير المقبل، أعلنت السعودية  استضافتها مؤتمرا يهدف لتوحيد المعارضة السورية في منتصف ديسمبر.
وأكدت المعارضة السورية أن جهودا تبذل لعقد المؤتمر إلا أنه لم يتم بعد تحديد موعد له. وقال هادي البحرة الرئيس السابق لائتلاف المعارضة إنهم لم يتلقوا دعوة رسمية، لكنهم سيسعون إلى إشراك فصائل المعارضة المسلحة المعتدلة.
ولاحقا، كشف وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن اجتماع المعارضة يهدف لاختيار ممثليها للتفاوض مع النظام في جنيف برعاية أممية، موضحا أن الأطراف الدولية ستشارك في تلك المفاوضات حال عقدها، ولكن القرار يبقى في يد السوريين لتحديد مستقبل بلدهم والتفاوض بينهم ودرونا تشجيعهم على ذلك.

بوتين يبحث مع خامنئي
وأكد المبعوث الأممي ستيفان ديميستورا أن الأمم المتحدة لديها لائحة بأسماء وفد النظام، مشيرا إلى أن وفد المعارضة يجب أن يشمل الأطياف كافة.
وفي ما يتعلق بوقف إطلاق النار، قال: اتفقنا في فيينا على أنه يجب أن يكون وقفا شاملا وليس جزئياً، وكل الأطراف الدولية التي لديها تأثير على الفصائل المقاتلة لديها الرغبة في ذلك.

شارك