بعد توافق الدول الكبرى.. هل بدأت حرب حقيقية ضد تنظيم "داعش"؟

الأحد 22/نوفمبر/2015 - 03:10 م
طباعة بعد توافق الدول الكبرى..
 
فيما يبدو أن دول العالم باتت عاجزة عن مواجهة التنظيمات الإرهابية، وبالأخص التنظيم الإرهابي "داعش"، الذي توغل وتمدد في العالم بدءًا من الشرق إلى الغرب، لم يكتف الأخير بالسيطرة على بقاع من أراضي تلك الدول، بل أصبح يوميًا يقوم بمجازر دامية، لن يستطيع أحد التصدي لها، وعلى الرغم من تدشين التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لمحاربته، إلا أنه فشل في شتى محاولاته للقضاء عليه.
بعد توافق الدول الكبرى..
ومع آخر العمليات التي ارتكبها تنظيم "داعش" الإرهابي في العاصمة الفرنسية باريس، انتفضت دول العالم العربية والأوروبية، وبدأت في الحشد لمواجهة الإرهاب المتوغل إلى أراضيها، ويومًا عن الآخر يظهر إحدى الرؤساء ليلقي خطابًا ضد التنظيم الإرهابي دون إعلان استراتيجية واضحة للتصدي للأخير.
واتفق زعماء العالم على أن ضرب مصادر تمويل الإرهاب سيؤثر على قدرة التنظيم بشكل كبير، لم يبدأ ضرب آبار نفط التنظيم بشكل جدي إلا بعد هجمات باريس، الأمر الذي فسره مراقبون بأن الغرب توحد على ضرورة تجفيف منابع الإرهاب؟ متسائلين، هل أصبح الاتفاق بين القوى الكبرى قريبًا أم أن الخلافات ما زالت تسيطر؟ وهل تتفق القوتان العظميان الاتحاد الروسي والولايات المتحدة على استراتيجية موحدة لمواجهة الإرهاب الذي وصل إلى أوروبا؟ أم أن الخلافات باقية وهو ما ينذر بتوسع دائرة الإرهاب؟
وتساءل العديد من الخبراء وغيرهم من السياسيين: هل بالفعل بدأت حرب حقيقية ضد تنظيم داعش بعد توحد الدول العظمي في مواجهة التنظيم؟ أم أن كل ذلك مجرد انتفاضة وقتيه وستزول مع مرور الوقت؟
وكان آخر التصريحات التي أصبحت متتالية، +طل الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بخطاباته الشفوية وقال: إن واشنطن ستستمر في قيادة التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وستعمل على "تدميره في الميدان"، مشيرًا إلى أن روسيا ليست ملتزمة بعد برحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة.
وأكد أن تدمير داعش ليس فقط هدفًا واقعيًّا، بل هو هدف سنحققه وننجزه وسنستخدم كل نواحي القوة الأمريكية ونحشد كل جهود حلفائنا لتطبيقه.
وشدد أوباما على أن الولايات المتحدة التي تقود تحالفًا دوليًّا ضد التنظيم ستعمل على تدمير التنظيم على أرض المعركة، متعهدًا بتحقيق ذلك واسترجاع الأراضي التي يسيطر عليها مقاتلو التنظيم حاليًا في العراق وسوريا، فضلًا عن قطع سبل تمويلهم ومطاردة قادتهم وتفكيك شبكاتهم وخطوط إمدادهم.
إلا أن الرئيس الأمريكي أوضح أن هذه الحرب ليست "حربًا ضد دين بأكمله"؛ لأن أمريكا بلد تتعدد فيه الأديان والأعراق، ولا يمكن للتفرقة والتمييز إلا أن تساعد تنظيم الدولة في تطبيق أيديولوجيته.
بعد توافق الدول الكبرى..
كما ذكر في التصريحات ذاتها أن هذه الحرب ستكون من دون خسارة "القيم والمبادئ، حيث يمكن للجميع أن يشارك فيها عبر التمسك بقيم العدالة والمساواة واحترام الآخرين"، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة ستستمر في قيادة هذا التحالف العالمي، وستعزز استراتيجيته على كل الجبهات مع الشركاء على الأرض، مع الاستمرار في دحر التنظيم في العراق وسوريا.
وتطرق أوباما إلى "تهديدات الإرهاب العاجلة"، مشيرًا إلى أن العائلات في الكثير من البلدان تشعر بالألم في فرنسا وفي مالي وفي غيرهما لفقدان أحبتها، ورأى أن ما حدث لفرنسا سيبقى عالقًا في ذاكرتنا؛ لأن الأمر ليس متعلقًا فقط بعائلات الضحايا بل بنا جميعًا، وحسبما قال أمين عام هيئة الأمم المتحدة، بان كي مون: إن المنظمة الدولية تراهن على دور روسيا الأساسي الريادي في مكافحة الإرهاب.
وكان أشار بان كي مون إلى أن المجتمع الدولي يتوجب عليه في الظرف الراهن إظهار تضامنه الكامل وتضافر جهوده؛ من أجل التصدي الجماعي للعدو المشترك المتمثل في "داعش" وغيره من التنظيمات الإرهابية، مشددًا على أنه يراهن على أن تكون روسيا في طليعة الدول المشاركة في مكافحة الإرهاب.
فيما يرى رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف أن الكفاح الفعال ضد الإرهاب يتطلب تنسيق الجهود الدولية بالاستناد إلى هيبة منظمة الأمم المتحدة.
جاء ذلك في كلمة ألقاها في القمة الآسيوية الشرقية العاشرة التي افتتحت في كوالالمبور اليوم الأحد 22 نوفمبر 2015، وينوب ميدفيديف في اجتماعات القمة الحالية عن رئيس الدولة الروسية فلاديمير بوتين؛ نظرا لكثافة أجندة الأخير الداخلية والخارجية.
بعد توافق الدول الكبرى..
وأشار ميدفيديف في كلمته إلى أن الخطر الناجم عن داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية يواجه دول أوروبا وأمريكا وجنوب شرق ووسط آسيا وكذلك إفريقيا، معيدًا إلى الأذهان حادثي مقتل 224 مواطنا روسيا في تفجير طائرة الركاب فوق سيناء في 31 أكتوبر و6 طيارين روس على أيدي إرهابيين في عاصمة مالي باماكو يوم الجمعة الماضي، داعيًا باسم روسيا إلى بناء هيكلية موحدة تضمن الأمن المتساوي للجميع على نطاق العالم أجمع، بما في ذلك منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
كانت فرنسا وزعت، أول أمس الجمعة، مسودة قرار على مجلس الأمن الدولي يدعو كل الدول إلى "مضاعفة وتنسيق جهودها" لمنع وقوع هجمات أخرى لتنظيم "داعش" أو جماعات مشابهة، و"القضاء على الملاذ الآمن الذي صنعوه لهم في أجزاء مهمة من العراق وسوريا".
وأدانت المسودة الهجمات الأخيرة لتنظيم "داعش"، منها هجمات باريس التي قتلت 129 شخصًا، ويحث الدول على "تكثيف جهودها للقضاء على تدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب إلى العراق وسوريا".
وقالت بريطانيا، إنها ستعد تصويتا على المسودة بمجرد إعلان فرنسا رغبتها في ذلك، ويشير الدبلوماسيون إلى أن مسودة قرار روسي منفصلة تسعى لتوحيد الدول في مواجهة تنظيم "داعش"، لكن لن يتم تمريرها.
وتحتاج تلك الانتفاضة من زعماء العالم عزيمة قوية في مواجهة التنظيم، عن طريق اتباع استراتيجية مختلفة عن تلك الذي يتبعها التحالف الدولي، ولابد من توافق الدول الكبرى على نفس الاستراتيجية حتى تنجح الخطة في القضاء على التنظيمات الإرهابية وبالأخص داعش .

شارك