الغرب ومخاوف المواجهة "البرية" مع داعش

الأحد 22/نوفمبر/2015 - 06:56 م
طباعة الغرب ومخاوف المواجهة
 
لازال العالم يخشى "النزال " من خلال قوات برية لمواجهة تنظيم داعش على الارض خوفا من الخسائر المباشرة التى ستحلق به حال المجازفة بقوات برية في الحرب المستعرة ضد التنظيم في سوريا والعراق 
الغرب ومخاوف المواجهة
فرنسا التي تجرعت كأس المر القاتل من التنظيم الدموي فى تفجيرات باريس  لازالت تراوح مكانها في مدى استعدادها على مواجهة التنظيم بريا  حيث قال جان إيف لو دريان وزير الدفاع الفرنسي إن الانتصار على تنظيم الدولة يمر حتما عبر وجود قوات برية على الأرض،  وإن القوات البرية ليس بالضرورة أن تكون فرنسية و أن حاملة الطائرات الفرنسية "شارل ديجول"  التي وصلت شرقي البحر المتوسط- جاهزة لإطلاق طائراتها الحربية اعتبارا من الاثنين المقبل لضرب مواقع التنظيم في سوريا.
وأضاف أن من بين الأهداف التي يجب ضربها مدينة الموصل بالعراق حيث توجد مواقع القرار السياسي للتنظيم، والرقة السورية حيث مراكز التدريب والمقاتلين الأجانب المخصصين للتحرك بالخارج  أنه يجب ضرب مصادر التمويل التي يملكها تنظيم الدولة، أي مواقع الحقول النفطية،  وان التغييرات الحساسة جدا لقواعد التدخل الخاصة لدى سلاح الجو الأميركي بضرب الحقول النفطية ووسائل إمداد النفط بالعراق وسوريا، مريحة  ولذلك يجب القضاء على التنظيم مهما كلف الأمر.
الغرب ومخاوف المواجهة
هذا التذبذب الفرنسي في شن حملة برية أكد عليه بيير دو فيلييه قائد الجيش الفرنسي  عندما قال إنه لا يتوقع تحقيق انتصار عسكري في المدى القريب بالحرب على تنظيم الدولة داعش رغم تكثيف الغارات الجوية و أن الجميع يعلمون أن هذا الصراع سيحل في النهاية عبر القنوات الدبلوماسية والسياسية، إن نحو ستين قنبلة ألقيت في غضون ثلاثة أيام، مؤكدا استهداف معسكرات تدريب أو مراكز قيادة لتنظيم الدولة  في أسبوعَ  وأن فرنسا ليس لديها أي تنسيق للهجمات مع الروس في هذه المرحلة.
الغرب ومخاوف المواجهة
حديث وزير الدفاع  وقائده جيشه يكشف عن العديد من الصعوبات التى تواجه التدخل البري ضد داعش والتى يأتي  على رأسها :
1- نجاح "داعش"  في كسب تعاطف بعض السنة وأهل العشائر في  العراق وسوريا مما يصعب من العمليان البرية 
2- التخوف من ارتفاع تكلفة الحرب البرية، فقد تراوحت تكلفة انخراط واشنطن في التحالف على "داعش" ما بين 250 و 400 مليون دولار، بينما بلغ إجمالي اشراك التحالف ككل من منتصف يونيو حتى 24 سبتمبر ما بين 780 و 930 مليون دولار، بما يعني أن تكلفة الحرب البرية ستكون أضعاف وربما ثلاثة أضعاف هذه التكلفة، وهو ما لا ستتحمله واشنطن أو حتى حلفاؤها خاصة بعد تجربة أفغانستان والعراق، والأزمة المالية التي ضربت واشنطن، ومازالت تعيش تحت وطأتها. 
3- يبدو أن الرئيس أوباما يصًر على عدم التورط في مستنقع المنطقة، والحفاظ على إرثه التاريخي عبر خروج واشنطن من العراق وعدم شن حروب أخرى، لذلك ربما ينتظر لحين الانتهاء من ولايته، ويكون القرار في يد خلفه، أو حتى انتظار بانتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي، فقد أشار أوباما في 17 سبتمبر "أننا لا نعتزم إرسال قوات أميركية لاحتلال أراضٍ أجنبية".
الغرب ومخاوف المواجهة
4- ما تعانيه  المعارضة السورية وخاصة انها ستكون ظهير الدول  التى ستتخل بريا  من مشكلات  كثيرة سواء تلك المتعلقة بمشاكل التمويل، بعد أن سيطرت داعش على معاقل وحقول النفط التابعة لجبهة النصرة والجبهة الإسلامية وصعوبة الحصول على جهات تمويل، وحدوث انشقاقات داخل جبهة الثوار الاسلامي
  ومن خلال ما سبق يتأكد لنا ان سيناريوهات الحرب البرية  مستبعدة وأن الطريق لا يزال طويلاً في للقضاء على تنظيم داعش،  خاصة وان التنظيم الدموي صدر للعالم وحشيته فأصبح الامر كأن  العالم  أصبح يخشى "النزال " بقوات برية لمواجهة داعش على الارض خوفا من الخسائر المباشرة التى ستحلق به حال المجازفة بقوات برية في حرب  لايعلم أحد متى ستكون نهايتها .

شارك