ضغوط المبعوث الأممي لدى ليبيا.. هل تدفع المتنازعين إلي توقيع الاتفاق السياسي؟

الأربعاء 25/نوفمبر/2015 - 12:00 م
طباعة ضغوط المبعوث الأممي
 
خلال الأسبوع الأول من تعيينه كمبعوث أممي لدي ليبيا، دعا مارتن كوبلر، الأطراف المتناحرة، إلى التوقيع على الاتفاق السياسي وتشكيل حكومة الوفاق الوطني بشكل عاجل.
ضغوط المبعوث الأممي
ويبدو أن الأزمة الليبية ستظل عالقة على مماطلة المتناحرين، كما حدث مع المبعوث السابق برناردينو ليون، والذى ظل عامًا كاملًا يسعي لجمع الأطراف على طاولة واحدة ولكنه فشل في ذلك، الأمر الذى جعل المبعوث الجديد يكون حذرًا في التعامل مع الأطراف المتنازعة.
ورأى كوبلر، أن حكومة وفاق وطني قوية، هي الخيار الوحيد لتمكين الشعب الليبي من التصدي للمشكلات العديدة التي تواجهها البلاد، لافتًا إلي أنه مستعد للعمل مع الليبيين لتحقيق هذا الهدف بروح مليئة بالشفافية وبشكل يشمل الجميع وفق تعبيره.
وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، في بيان أمس الثلاثاء، إن كوبلر يود العمل بعزم وحزم وحكمة يداً بيد مع الليبيين لتحقيق السلام والأمن والازدهار الذين يستحقه بلدهم.
وأوضح البيان، أن المبعوث الجديد التقى مع المحاورين الليبيين في طبرق وطرابلس، حيث استبشر خيراً بالمناقشات البناءة ووعد بتكثيف الجهود لتحقيق السلام في ليبيا.
والتقى وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلونى الممثل الخاص الجديد للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر، بمقر الخارجية الايطالية في روما، في أول زيارة خارجية للأخير، بعد تسلمه مهامه خلفًا للدبلوماسي الاسباني برناردينو ليون.
وذكر بيان للخارجية الإيطالية أن الوزير جينتيلونى أعرب للمبعوث الجديد عن دعم إيطاليا الكامل لمهمته من أجل توقيع اتفاق سياسي في أقرب وقت، بين الأطراف المتنازعة في ليبيا، يقضى بتشكيل مؤسسات البلاد الشرعية، وفي مقدمتها حكومة وفاق وطني.
 وذكرت بوابة الحركات الإسلامية من قبل، أن الحوار الليبي استنفذ دبلوماسية ليون، وقد يأتي كوبلر بجديد لإقناع الأطراف المتنازعة للموافقة على تشكيل الحكومة والدفع بالبلاد إلى الاستقرار.
وقال كوبلر فور توليه مهمة الحوار أن تنظيم داعش يمثل الخطر الأكبر على ليبيا داعيا الأطراف الليبية إلى التوقيع على الاتفاق السياسي في غضون الأيام القليلة المقبلة وليس خلال أسابيع .
ضغوط المبعوث الأممي
وحذر كوبلر من أن خطر داعش يزداد كل يوم "لهذا السبب مارسنا ضغوط كبيرة للتوصل إلى أتفاق بين مختلف الأطراف"، مشددا على ضرورة توحد الليبيين لمواجهة التنظيم المتطرف.
ووفق متابعين فإن احتمالية نجاح كوبلر في التقدم بالحوار الليبي ولم شمل المتنازعين ستكون كبيرة، ما لم يظهر جديد في المرحلة المقبلة، ولكن حال إصرار الأطراف على نفس النهج المتبع لديهم سيكون مصير الحوار هو العودة لنقطة الصفر الذي بدأ منها ليون.
وكان عددًا من نواب فزان في البرلمان تقدموا  بمبادرة أطلق عليها "مبادرة فزان" تحتوي ثلاثة مواد لمنح الثقة إلى حكومة الوفاق المقترحة من قبل المبعوث الأممي إلى ليبيا.
وتشترط المادة الأولى من المبادرة، بحسب مصدر في مجلس النواب على إضافة نائبين عن المنطقتين الشرقية والجنوبية إلى مجلس رئاسة الوزراء.
وشدد النواب في مبادرتهم التي لاقت موافقة 90 نائب، أن تكون آلية اتخاذ القرار بشأن المناصب السيادية العليا المدنية والعسكرية والأمنية بالإجماع داخل مجلس رئاسة الوزراء، ما أبدى النواب تحفظهم على المادة الثامنة من الأحكام الإضافية بشأن آلية معالجة حكومة التوافق الوطني للمناصب السيادية العليا القائمة المدنية والعسكرية والأمنية .
ونصت المادة الثانية من المقترح على تحفظ النواب على المادة الثامنة من الأحكام الإضافية بشأن آلية معالجة حكومة التوافق الوطني للمناصب السيادية العليا القائمة المدنية والعسكرية والأمنية.
كما نصت المادة الثالثة على التأكيد على أن نصوص المواد المتحفظ عليها غير سارية في مواجهة المجلس إلى حين معالجتها قبل منح الثقة للحكومة.
فيما كشف عضو مجلس النواب مصباح دومة إن رئاسة مجلس النواب رفضت التصويت على مبادرة فزان، قائلا: "إنه طلب خلال جلسة مجلس النواب أمس الثلاثاء، التصويت على المبادرة التي وافق عليها عدد كبير من النواب وأعيان ومشايخ وقيادات عسكرية وأمنية ليبية، لكن رئاسة المجلس رفضت بحجة عدم علمها بالمبادرة".
وأعرب دومة عن استغرابه، موقف الرئاسة من عدم علمها بالمبادرة، وكذلك من رفعها للجلسة بعد دقائق من تقديمه للمبادرة، مؤكدا أن مبادرة فزان قدمت في جلسة الاثنين الماضي ممهورة بتوقيع نواب الجنوب وهو ما أكده مقرر مجلس النواب للرئاسة بحسب قوله.
ضغوط المبعوث الأممي
كما أعربت الممثلة السامية للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية فيدريكا موجريني عن تطلعها إلى العمل عن كثب مع الممثل الخاص الجديد للأمين العام في ليبيا مارتين كوبلر، للتوصل إلى حل للأزمة الليبية بناء على التقدم الذي تحقق في الماضي.
وقالت موجريني - في تصريحها الذي نشر على موقع خارجية الاتحاد الأوروبي- "إن الهدف الذي حدده كوبلر عند توليه منصبه الجديد هو العمل معا من أجل السلام والأمن والازدهار ونحن نشاطره هذا الهدف"، مضيفة "أن كوبلر لديه خبره كبيرة لمنصبه الجديد"، معربة عن ثقتها في أن الشعب الليبي والمجتمع الدولي سيستفيدون من خبرته وقدرته وكفاءته المهنية وسيدعمون عمله بإصرار.
وجددت موغريني قولها: "إن الأزمة الليبية جلبت الكثير من المعاناة للشعب الليبي، وأنها تشكل خطرا متزايدا على جميع جيرانها والمنطقة"، داعية كافة الأطراف الليبية إلى العمل بشكل بناء مع الأمم المتحدة لاستعادة السلام والاستقرار في بلادهم، لأن الشعب الليبي يستحق ذلك وفق تعبيرها.
وكانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا قد أعلنت أن الألماني مارتن كوبلر بدأ يوم الثلاثاء الماضي مهامه رسميا لرئاسة البعثة.
وتتخوف الدول الأوروبية والعربية من تفاقم الأزمة في ليبيا يومًا عن الأخر في ظل انتشار الجماعات الإرهابية، التي باتت تهدد العالم بأكمله، الأمر الذى أدى إلي انتفاضة عالمية لمواجهة التنظيمات المسلحة وعلى رأسهم تنظيم داعش الإرهابي والمتوغل في الأراضي الليبية.
وفي حال عدم وصول المبعوث الجديد إلي حال مرضي للأطراف المتناحرة في البلاد، فقد يدفع ذلك الدول الكبرى إلي التدخل العسكري لإنقاذ دولها من تمدد التنظيم الإرهابي "داعش" إلي أراضيها.

شارك