وسط تهديدات باغتياله .. فرنسيس يقوم زيارة محفوفة بالمخاطر لأفريقيا

الأربعاء 25/نوفمبر/2015 - 02:27 م
طباعة وسط تهديدات باغتياله
 
وسط مخاطر متعددة  قام البابا فرنسيس  بالزيارة الأولى  له إلى أفريقيا اليوم الأربعاء 25 نوفمبر 2015، تشمل زيارة كينيا وأوغندا اللتين شهدتا هجمات شنها متشددون، وتستمر الزيارة حتى نهاية الشهر الجاري. ويلتقي البابا خلال زيارته مع ممثلين للكنيسة الكاثوليكية، كما سيتوجه كذلك إلى جمهورية أفريقيا الوسطى.
وقال البابا فرنسيس في رسالة قبل قيامه بجولته "نعيش في عصر يتواجد فيه أتباع الديانات وأصحاب النوايا الطيبة في كل مكان، وهم مدعوون إلى تعزيز التفاهم والاحترام المتبادل، ولمؤازرة بعضهم البعض كأعضاء في عائلتنا الإنسانية".
ويسعى البابا من خلال جولته الإفريقية إلى رأب الانقسامات العرقية التي تضرب كينيا منذ فترة، وسيزور مقر الأمم المتحدة في نيروبي، ومن المتوقع أن يُلقي كلمة عن قضايا المناخ. ويشمل برنامج زيارة البابا لبانغي عاصمة جمهورية أفريقيا الوسطى، زيارة إلى مسجد في أحد أخطر أحياء المدينة.
وتشهد الكنيسة الكاثوليكية في أفريقيا نمواً سريعاً، وبلغ عدد أتباعها في القارة مائتي مليون عام 2012، ومن المتوقع وصولها إلى نصف مليار بحلول عام 2050. ويشكل الكاثوليك في كينيا حوالى 30% من السكان الذين يصل عددهم إلى خمسة وأربعين مليون نسمة. ومن أتباع هذه الكنيسة الرئيس اوهورو كينياتا.
ورغم التحذيرات الأمنية  بناء على تهديدات "داعش" وذراعها في أفريقيا جماعة "بوكو حرام" الإرهابية  للبابا، إلا أنه قرر أن يتنقل خلال الرحلة على متن سيارة «بابا موبيل» مكشوفة في شوارع نيروبي وكمبالا وبانغي.
ويريد البابا (78 عاماً) أن يوجه خلال زيارته الأولى إلى القارة السوداء رسالة سلام وعدالة اجتماعية وحوار بين الأديان.

وتأتي الرحلة في وقت متوتر بعد اعتداءات باريس واحتجاز رهائن في أحد فنادق باماكو، فيما تقوض الحركات المتطرفة الاستقرار في شمال القارة الأفريقية.
وسيقوم البابا فرنسيس بزيارات ميدانية ويلقي 19 خطاباً، خلال الرحلة الـ11 خارجياً، وسيستمع إلى عدد كبير من شهادات يدلي بها جنود أطفال ومرضى الإيدز وضحايا الحروب والفقر.
وستبلغ الزيارة ذروتها الأحد المقبل29 نوفمبر  لدى افتتاح الباب المقدس في كاتدرائية بانغي، مستبقاً بصورة رمزية بعشرة أيام الافتتاح الرسمي ليوبيل الرحمة في روما، من أجل المغفرة والمصالحة في العالم الكاثوليكي وسواه.
وصرح الخبير في إذاعة الفاتيكان للشؤون الإفريقية الأب جوليو البانيزي، «إذا فتح للمرة الأولى الباب المقدس في بانغي، سيبدأ اليوبيل في الضواحي».
وقال قائد درك الفاتيكان دومنيكو جياني، في تصريح إلى شبكة «تي في 2000» الكاثوليكية الإيطالية، إن «تعديلات قد تطرأ على البرنامج تبعاً للضرورات الأمنية».
وأورد مصدر مطلع أن الرئيسة الانتقالية كاترين سامبا بانزا، ستعلن عن التغيير عشية الزيارة، ويمكن اختصار زيارة أفريقيا الوسطى إلى بضع ساعات، وتقتصر على مطار بانغي الذي تتولى حمايته قوة سنغاريس الفرنسية. عندئذ ستلغى المراحل الأخرى إلى المسجد الكبير، وسط منطقة بي كاي 5 المحفوفة بالمخاطر، وإلى مركز للمهجرين، وإلى ستاد بوغندا الكبير وإلى الكاتدرائية.
وأوضح جياني أن «البابا يعتبر أن إلغاء محطة سيكون فشلاً، سأفكر أولاً في أفريقيا الوسطى، عندما فكر بالقيام برحلة إلى أفريقيا»، وسيصاب مئات الآلاف من أفريقيا الوسطى ومن الكونغو والكاميرون الذين ينتظر مجيئهم، بخيبة أمل مريرة.
وقبل ذلك، سيزور البابا فرنسيس في أفريقيا الناطقة باللغة الإنكليزية، كلاً من كينيا وأوغندا اللتين يشكل الكاثوليك على التوالي 32 و47 في المئة، من سكانهما، ويهددهما التطرف من «حركة الشباب» الصومالية.

وفي كينيا التي زارها البابا يوحنا بولس الثاني ثلاث مرات، مثل أوغندا، أول بلد أفريقي يزوره بابا (بولس السادس) العام 1964، سيوجه البابا فرنسيس رسالة قوية ضد اللامساواة والفساد الذي ينخر المجتمع والطبقة السياسية وحتى الكنيسة.
وسيزور ضاحية كانغيمي الكبيرة في نيروبي، حيث سيلتقي الحركات الشعبية التي تناضل ضد الفقر، ومركزاً خيرياً في نالوكولونغو في أوغندا.
وقال الأب البانيز إن «مشكلة التهميش الاجتماعي كبيرة في هذين البلدين، في كينيا يمتلك 75 في المئة من الثروة 1 في المئة من السكان».
وفي نيروبي، يكتسب خطابه أمام برنامج الأمم المتحدة للبيئة والأمم المتحدة للإسكان، أهمية، قبل أيام من افتتاح المؤتمر الدولي حول المناخ في باريس، ويتصدر البابا معركة، من أجل تنمية شاملة تحترم الطبيعة.

شارك