هل تتحول " النصرة " و"التركمان" ضحية للتوتر الروسي التركي في سوريا؟

الخميس 26/نوفمبر/2015 - 11:52 ص
طباعة  هل تتحول  النصرة
 
مع تزايد التوتر التركي الروسي أعقاب إسقاط أنقرة طائرة سوخوي روسية كثفت موسكو غاراتها الجوية على مواقع المعارضة السورية، بقرب من الحدود السورية التركية وهي المناطق التي ينشر بها فصائل قاعدة الجهاد في بلاد الشام "جبهة النصرة" والتركمان. 
 هل تتحول  النصرة
"جبهة النصرة" تسيطر فعليًّا على عدة مناطق في الشمال السوري، في أرياف حلب التي تمتد شمالًا حتى الحدود التركية، ومساحات إضافية من المدينة على محور الشيخ نجار شمال شرقي المدينة وجمعية الزهراء شمال غربي المدينة، والسجن العسكري كما تقوم دائمًا باختراق صفوف النظام بعمليات في مناطق واقعة تحت سيطرته، أهمها باب الفرج وحلب القديمة التي تسيطر المعارضة على نحو 70 % منها، بالإضافة مناطق في عمق المدينة مثل ثكنة هنانو وبلدة المليحة في الغوطة الشرقية ومنطقة عدرا العمالية في ريف دمشق، وسفح الجبل الغربي لمدينة الزبداني في الريف الدمشقي وبلدة الطيبة بالغوطة الغربية في ريف دمشق.
الطيران الروسي في ردة فعله على إسقاطه طائرته سوف يكثف من طلعاته الجوية على هذه المناطق؛ خاصة بعد إعلان جبهة النصرة عن إنها انسحبت من خطوط مواجهة مع تنظيم داعش شمال حلب وتركتها لمقاتلين معارضين يدينون بالولاء لتركيا؛ من أجل منطقة عازلة تأمل تركيا في إنشائها في الشمال السوري قائلة: "الخطة الأمريكية التركية لطرد تنظيم داعش من منطقة الحدود السورية التركية الهدف منها هو خدمة "أمن تركيا القومي" وليس قتال الرئيس السوري بشار الأسد، وإن تركيا تعمل لمنع تشكيل دولة كردية في شمال سوريا، وإن الحكومة التركية والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية هدفهما تحويل دفة القتال حسب أولوياتهما".
 هل تتحول  النصرة
 وأضافت: "أمام هذا المشهد الحالي لم يكن أمامنا إلا الانسحاب وترك نقاط رباطنا مع الخوارج في الريف الشمالي لحلب ليتولاها أي فصيل مقاتل في هذه المناطق، وإن قرار المعركة الآن لم يكن خيارًا استراتيجيًّا نابعًا عن إرادة حرة للفصائل المقاتلة بل هدفها الأول هو أمن تركيا القومي وإنها ستبقي على الخطوط الأمامية مع الدولة الإسلامية في مناطق أخرى بينها محافظة حماة وجبال القلمون على الحدود مع لبنان".
وفي حال نجاح الروس في ضرباتهم الجوية يكونون قد حققوا هدفين: الأول منع تركيا من إنشاء المنطقة العازلة التي ستخدم مصالحهم في منع المقاتلين الأكراد في وحدات حماية الشعب الكردية من التوسع أكثر في مناطق نفوذها التي تمتد لأكثر من 400 كيلومتر بطول الحدود السورية التركية، والثانية حرمان تركيا من مساحات واسعة من الأراضي لصالح وحدات حماية الشعب الكردية.
 هل تتحول  النصرة
 على الجانب الآخر سوف يشكل التركمان الخاسر الأكبر من التوتر التركي الروسي؛ حيث يعتبرون، حلفاء تركيا الرئيسيين في محافظة اللاذقية التي تقع شمال غربي سوريا؛ حيث أُسقطت المقاتلة الروسية، ويتمتعون بعلاقات متينة مع تركيا، وكان النظام السوري يعتبرهم طابوراً خامساً يدين بالولاء لتركيا،  ولم يكن لهم أي حق بتمثيل جاليتهم ضمن اتحادات أو تجمعات ثقافية تحت نظام الأسد، ويتواجدون بكثافة في الشمال السوري في محافظة حلب حيث يرتكزون في مناطق منبج والباب وجرابلس والراعي (جوبان باي) وأعزاز، كما يوجد في محافظة حلب 145 قرية تركمانية شمال المحافظة وفي المدينة يسكنون في أحياء الهلك وبستان الباشا والحيدرية وقاضي عسكر، كما يتواجدون في محافظة الرقة وتل أبيض حوالي 20 قرية تركمانية، وفي محافظة حمص وريفها يوجد حوالي 57 قرية تركمانية، وفي اللاذقية يتواجد 70 قرية، وفي محافظة حماة حوالي 30 قرية تركمانية، بجانب تواجدهم في طرطوس والجولان وإدلب ودمشق.
 هل تتحول  النصرة
 وعقب انضمامهم إلى الثورة السورية في عام 2011، وفي عام 2012 أعلنوا انضمامهم للمعارضة المسلحة، أصبحوا ذرعا قويا لتلقيهم دعماً عسكرياً ملحوظاً من جانب أنقرة، ولكن هذه الحصانة التركية لهم سرعان ما بدأت تتبدد عقب شن روسيا لغاراتها الجوية على سوريا في أكتوبر 2015 واستهدفت المجموعات التركمانية وستكون تركيا في موقف شديد الصعوبة الآن، بعد أن قامت الطائرات الروسية عقب حادثة إسقاط طائرة السوخوي بقصف قرى التركمان ربيعة والسكرية والحلوة وعطيرة والدر، بينما تقوم قوات النظام السوري المتمركزة في برج السولاس ومرصد تلا بالقصف المدفعي على المنطقة وتسبب القصف في إصابات بين المدنيين في المناطق المستهدفة، كما تسبب بدمار حي كامل في قرية عطيرة، إحدى قرى منطقة جبل التركمان، ومن المتوقع ان يشمل القصف الروسي النازحين على الشريط الحدودي مع تركيا.
ومن المتوقع أن تقوم الطائرات الروسية بقصف جميع الألوية المقاتلة التابعة للتركمان وعلى راسه لواء السلطان محمد الفاتح، ولواء السلطان سليمان، ولواء السلاجقة، ولواء السلطان سليم، وكتيبة أنوار الحق، ولواء السلطان مراد، ولواء أصحاب اليمين، ولواء جبل التركمان، التابعين لجبهتي الحركة التركمانية الديمقراطية السورية، والكتلة الوطنية التركمانية السورية.
مما سبق نستطيع أن نؤكد أن جبهة النصرة والتركمان تدخلوا بقصد أو بدون قصد في أزمة إسقاط المقاتلة الروسية، وأصبحوا جزء من المعركة الكونية التي ستدار على الشمال السوري تحديد خلال الفترة القادمة . 

شارك