تحالف موسكو مع أكراد سوريا "اللطمة" الروسية المتوقعة إلى أنقره

الخميس 26/نوفمبر/2015 - 02:27 م
طباعة تحالف موسكو مع أكراد
 
 ستحاول روسيا خلال الفترة القادمة الرد على إسقاط تركيا للطائرة السوخوي الروسية بكافة السبل الممكنة، ولكنها ستتجنب بلا شك الدخول في مواجهة عسكرية معها خوفًا من أن تجرها إلى مواجهة شاملة مع حلف الناتو والولايات المتحدة الأمريكية، ومن الوسائل التي ستستخدمها استمالة الأكراد السوريين إليها مستغلةً العداء التاريخي بينهم وبين تركيا. 
تحالف موسكو مع أكراد
موسكو بدأت بالفعل في إجراءات التقارب مع الأكراد السوريين رغم علمها مسبقًا بمخاوف أنقرة من علاقاتهم بحزب العمال الكردستاني الخصم العنيد لتركيا، وهو ما كشفت عنه تقارير روسية على أن إقليم "كردستان سورية" قد يفتح مكتب تمثيل رسمي في روسيا بهدف ‏تعزيز التعاون بين موسكو والأكراد في القتال ضد تنظيم "داعش"، وهو ما أكد عليه مصدر كردي قائلا: "إنه تعذر تحقيق هذه الفكرة في وقت سابق نظرًا لبعض المشكلات الفنية، ولكن الجانب الروسي لم يضع أية عراقيل، وقد يجري بحث هذه المسألة خلال المشاورات التي ستعقدها قيادات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، وعلى رأسهم ‏آسيا عبد الله، الرئيسة المشتركة للحزب، بوزارة الخارجية الروسية خلال هذه الفترة . 
حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي هو الآخر حريص على توطيد علاقته بروسيا واستفزاز الجانب التركي، من خلال استباق زيارته لروسيا بضم مدينة تل أبيض على الحدود مع تركيا إلى "الإدارة الذاتية" الكردية في شمال سوريا، بعد طرد تنظيم "داعش" منها، وقال في بيان له: "إن مجلس الأعيان الذي يضم ممثلين عن العرب والأكراد والتركمان والأرمن، من سكان تل أبيض قد أعلن المدينة جزءاً من نظام الإدارة الذاتية الذي أقامه الأكراد شمال سوريا، وإن القرار بضم تل أبيض يعزز علاقاتنا مع كوباني والمقاطعات الأخرى". 
تحالف موسكو مع أكراد
 كما قام الأكراد بتنسيق الجهود مع روسيا خلال مؤتمر تحت عنوان "مستقبل تشكيل تحالف دولي لمكافحة داعش" الذي عقد بمعهد البحوث الاستراتيجية في موسكو، وطالبوا فيه بتسليحهم، وإنما يعولون عليها في أن يتاح لهم حكم ذاتي في سوريا، وهو ما اعتبر من قبل العديد من الباحثين خطراً على صعيدين: أولهما يتصل بقلق أنقرة من التقارب الروسي الكردي، أما الثاني يكمن باعتبار أنها خطوة نحو تقسيم سوريا، بموازاة التدخل العسكري الروسي في الحرب السورية، وتشريع روسي لكيان كردي في شمال سوريا، تحت مسمى "كردستان سوريا"، أو "غرب كردستان".
 يذكر أنه منذ بدء التدخل الروسي المباشر في سوريا في 30 سبتمبر2015م ازدادت حدة التوتر في العلاقات بين موسكو وأنقرة، ‏لا سيما بعد انتهاك الطيران الروسي المجال الجوي التركي وإسقاط السوخوي الروسية، كما حذرت تركيا كلاًّ من روسيا والولايات المتحدة من التعاون مع ‏أكراد سوريا، وتعتبر أنقرة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري امتدادًا لحزب العمال الكردستاني المصنف كتنظيم إرهابي ‏في تركيا، إلا أن السفير الروسي لدى تركيا أندريه كارلوف أشار إلى أن "روسيا ومجلس الأمن الدولي ‏لا يعتبران حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري من المنظمات الإرهابية، وأن روسيا لا ‏تزود الأكراد السوريين بالسلاح، بل هناك اتصالات سياسية فقط".‏
تحالف موسكو مع أكراد
 وقال آمور غادجييف، الباحث في الشئون التركية بمعهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية، قال: "إن جهود أكراد سوريا ‏الرامية إلى تأسيس مكتب تمثيل في روسيا بهدف التنسيق السياسي المباشر لمكافحة "داعش"، قد تنجح؛ لأن الأكراد أثبتوا خلال المعارك في كوباني أنهم قوة قادرة على مواجهة إرهابيي "داعش"، والسيطرة على عدد من المواقع الاستراتيجية في سوريا، وأن روسيا تتفهم جيدًا مخاوف أنقرة من تعزيز حزب العمال الكردستاني مواقعه في تركيا، وتعمل موسكو ‏وأنقرة على مستوى سياسي حاليًا، على فكرة إنشاء مركز تنسيق مكافحة الإرهاب، وفي إطار هذه الآلية، قد يتم تحديد الشكل ‏المناسب لتمثيل الأكراد في روسيا".‏
مما سبق نستطيع التأكيد على أن مباراة روسية- تركية ستجري خلال الفترة القادمة، ستحاول روسيا خلالها الرد على إسقاط تركيا للطائرة السوخوي الروسية بكافة السبل الممكنة، وأن استمالة الأكراد السوريين إليها ستكون أحد أدواتها. 

شارك