في حوار له لـ"البوابة".. أمير جماعة الشوقيين يسرد مذكراته

السبت 28/نوفمبر/2015 - 12:55 م
طباعة في حوار له لـالبوابة..
 
استطاعت "البوابة" إجراء حوار مهم مع أمير جماعة الشوقيين "شافعي مجد" الذي أعلن تراجعه بعد خروجه من 19 عامًا من السجن المشدد؛ وتأتي أهمية هذا الحوار في توضيح الأمور لمن يجهلونها، وخاصة مَن يسمون أنفسهم "الجهاديين"، وأن ما يفعلونه بعيد كل البعد عن ثوابت الدين.
بداية "جماعة الشوقيين" جماعة منشقة عن الجماعة الإسلامية؛ ويرجع سبب التسمية نسبةً لمؤسسها شوقي الشيخ عندما انشق هو وعدد من أتباعه في مدينة الفيوم. 
وتولى شافعي مجد الحكم بعد شوقي، ثم قُبض عليه وهرب، ثم قُبض عليه ثانيةً وحُكم عليه بالإعدام شنقًا مرتين وتم تخفيف الأحكام إلى السجن لمدة 19 عامًا بتهمة قيادة تنظيم إرهابي.
وقد تناول الحوار جوانب عدة توضح بداية انضمامه للجماعة الإرهابية، والتي قال عنها: "كنت طالبًا في كلية هندسة قسم عمارة مثلى مثل أي شاب عادي، انضممت في البداية إلى جماعة التبليغ والدعوة، ثم قابلت عضوًا من جماعة الإخوان، فملت للإخوان، وانضممت لهم سنة ونصف السنة تقريبا، بعدها دعاني أحد شيوخ الجهاد للصلاة بمسجد النور في العباسية، وبدأت أتحمس للعمل الجهادي والرغبة في الموت في سبيل الله، ثم بدأت أقابل شخصيات جهادية كثيرة تدعوني للصلاة في مساجد تابعة لأفكارهم كمسجد فاطمة الزهراء في شبرا، ثم مسجد آخر في عين شمس، فتعرفت على الجهاديين على مدار ٥ سنوات حتى أصبح كل همي تنفيذ عمل إرهابي في مصر أموت فيه، وبمرور الوقت كونت أول مجموعة إرهابية في دار السلام من أصحاب نفس الفكر الجهادي، وبدأنا نميل للفكر التكفيري حتى قابلنا شخصا يدعى محمد عبداللطيف عاشور، وكان يدعي أنه أمير جماعة وسيسفرنا خارج مصر للجهاد، ولما تأكدنا أنه يستغلنا ويكذب علينا، قتلناه وألقينا بجثته في مقلب القمامة بعين الصيرة، وكانت تلك أول عملية قتل أشارك بها في حياتي، وأنا لا أريد أن أذكر تلك القضية التي أعتبرها في منتهى السوء".
وأضاف شافعي: "قبض علىّ واثنين من مجموعتي المسلحة، وأنا هربت بعد أن حكم علىّ بالإعدام، ووقتها قابلت جماعة الشوقيين الهاربة من الفيوم بعد مقتل شوقي الشيخ أمير الجماعة، والقبض على معظم أعضائها، فتعرفنا على بعضنا في منزل فيومي كان يؤويهم يدعى مصطفى عمر، وبدأنا نتعاون سويا وخبأتهم بعد قدومهم من الفيوم، فالمجموعة التي سرقت محل ذهب الزيتون سفرتها إلى سيناء وخبأتها هناك، ومجموعة أخرى خبأتها في منزلي في عين شمس وهي المجموعة التي اغتالت ضابط أمن الدولة أحمد علاء في الفيوم، وتخصصت تلك المجموعة بعد ذلك في سرقة محلات الذهب وسرقت ما يقرب من ٦ محلات في إمبابة والزيتون والخصوص وعزبة النخل، وفي تلك الفترة تحديدًا أصبحنا نرغب بقوة في عمل عملية إرهابية كبرى في قلب القاهرة نعلن عن وجودنا بها".
وعن جماعة الشوقيين وإلى أي مدى وصلت مرحلة التكفير عندهم قال: " فكر الشوقيين كان مبنيًا على تكفير الحاكم وتكفير الدولة وتكفير الشعب، ويستحلون دماءهم وأموالهم، وهذا الفكر تحديدا يصعب العودة منه لأن الخروج من هذا الفكر يعني وصولك إلى نقطة تكفر نفسك فيها".
وبالنسبة لأخطر الجماعات الإسلامية آنذاك أجاب موضحًا: "الجماعة الإسلامية كانت أخطر؛ لأنها كانت كبيرة في فترة الثمانينيات والتسعينيات قبل مبادرات وقف العنف، وكانت يوميًا تقوم بعمليات ضد ضباط الشرطة، على عكس «الشوقيين» فهي كانت جماعة محدودة إلا أن فكرها أشد وأخطر من فكر الجماعة الإسلامية، إذ إنها تكفر كل من ليس منهم وتستحل دماءه".
وتطرق الحوار لسبب اختيار الجماعة له، فأجاب: "لأني كنت أشرف على مخابئهم وأشتري لهم الأسلحة وأصنع لهم بطاقات مزورة، كما كنت متخصصًا أيضًا في بيع الذهب المسروق، فكنت بالنسبة لهم قائدًا وملهمًا، وظللت هكذا حتى نصف رمضان ١٩٩٣ عندما تم قتل ٧ قيادات من الشوقيين وامرأة وولدها في ليلة واحدة بعد حملة مداهمات كبرى شنتها الشرطة عليهم في أماكن اختبائهم في عزبة الصعايدة وإمبابة، وكان هناك تبادل لإطلاق النار من الفجر حتى الصباح، والذين قتلوا وقتها «طلعت المغربي، علي عبدالوهاب، أشرف عبدالله، خالد عبدالحميد، محمد عبدالمنعم، خليفة رمضان، الذي أخذ من زوجته وابنها ساترا فقتل ثلاثتهم في هذه الليلة»، وبعد مقتل هؤلاء قررت أنا والشوقيين المتبقين تنفيذ عملية إرهابية كبرى بالمتفجرات للثأر لهم لكن تم القبض علينا في ثاني أيام العيد وقبل شراء المتفجرات، وسجنت مع الشوقيين، وهنا كانت نقطة تحولي حيث عرفتهم على حقيقتهم ووجدت أنهم جهلة بالدين ومغيبون وتكفيريون لأقصى درجة، فهم يكفرون جميع الجماعات الإسلامية وشرط على من ينضم إليهم أن يكون مكفرا لتلك الجماعات".
وتناول الحوار جوانب عدة مهمة، على رأسها كيفية تكفير الجماعات الإسلامية بعضها بعضًا، وسبب ترك شافعي للجماعات، وفترة السجن مع الشوقيين، ورؤيته لوسيلة إقناع الشباب بترك الفكر التكفيري، ونظرته إلى داعش بأنها جماعة تكفيرية وليست جهادية، وأن الجماعات الإرهابية في سيناء ليست جماعات تكفيرية وإنما هي جماعات جهادية قديمة..
وأوضح شافعي أن سبب توحش تلك الجماعات بعد عزل مرسي هو "سُنة سيئة سنها الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي بعد استشهاد جنود مصر في رمضان، إذ كان يعرف هو مَن قتل الجنود، وكان من السهل جدا أن يأتي بهم ويحاكمهم ويعدمهم وينهي الأزمة من جذورها، لكنه تسبب في دخول الجيش والشرطة في سيناء رغم أنه مكلف جدا ووجه ضربات للجميع، فاشتعلت الأوضاع".
وأضاف: "هم لا يثقون في أحد، لا أحد يستطيع الذهاب الآن حتى لو من أجل الكلام، من سيذهب سيقتلونه، الأزمة تحتاج القبائل للتدخل، وأنا عن نفسي أتمنى أن أذهب إلى سيناء وأقنعهم بأن أفكارهم كلها خطأ من قلب القرآن والسنة".
ومن النقاط المهمة التي تناولها الحوار رؤيته للأنباء التي تتحدث عن عودة جماعة الشوقيين للظهور مرة أخرى في مصر؛ حيث قال: "عودة جماعة الشوقيين كارثة كبرى، لأنهم يكفرون عوام الناس ويستحلون أموالهم ودماءهم، وهذا خطر كبير جدا على مصر وأمنها القومي".
رؤية شافعي لجماعة الإخوان
"جماعة الإخوان سبب كل تلك الفوضى؛ لأنها أول بدعة ظهرت في مصر عام ١٩٢٨ باسم جماعة الإخوان المسلمين، ومنها خرجت الجماعة الإسلامية والجهاد، وأنا أعتبرها السبب الرئيسي في خراب هذا البلد".
وفي نهاية الحوار أوضح شافعي رؤيته للإرهاب في مصر وكيفية انتهائه بقوله: "الإرهاب لم ولن ينتهي في مصر مادامت هناك أفواه مكتومة، أما عند فتح الباب للجميع للتحدث في وسائل الإعلام والتعبير عن آرائهم سينتهى الإرهاب، فالأفراد والجماعات لديها كبت يتحول إلى عملية إرهابية".
وختم شافعي بأنه ينوي كتابة مذكراته معللا ذلك بأنه يملك تاريخا طويلا مليئًا بالأحداث منذ أن كان مطربًا حتى دخوله كلية الهندسة ثم انضمامه للشوقيين تنفيذ عمليات إرهابية ثم هروبه لمدة 4 سنوات حتى تم القبض عليه وسجن 19 عامًا.

شارك