بعد الفشل في الانتخابات البرلمانية.. النور السلفي يحاول احتكار الدين بحملة الأمر بالمعروف
السبت 28/نوفمبر/2015 - 10:15 م
طباعة
قد طالب عضو مجلس شورى الدعوة السلفية أحمد حمدي، أعضاء الدعوة من بينهم أعضاء حزب النور السلفي بتبني حملة طرق الأبواب لتذكير الناس بربهم وإيقاظهم من غفلتهم ودفع البلاء عنهم، بحسب قوله.
فيا أثارت هذه الدعوة، حفيظة الكثيرين، خاصة مع تزامنها للمرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية التي تجرى جولة الإعادة لها يومي 1و2 ديسمبر المقبل والتي فشل حزب النور في جولتي الانتخابات عن تحقيق المستهدف منها والتواجد بشكل جيد في البرلمان المقبل.
وقد أضاف حمدي في بيان على الموقع الرسمي للدعوة السلفية، أن هناك تقصيرا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ما أدى إلى انتشار المنكرات والجرأة على الباطل وانحسار الالتزام وأنه ينبغي العودة بقوة إلى إقامة الجولات وحملات طرق الأبواب من جانب أبناء الدعوة.
وقال نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، إن أعضاء حزب النور والدعوة السلفية الذي خرج منها الحزب، لديهم إصرار على احتكار الدين وتنصيب أنفسهم أوصياء عليه.
وكتب أحد النشطاء: “هل أصبح هؤلاء هم من يتحكمون في تصرفات المواطنين والحكم عليهم، ويعرفون نيتهم الداخلية وما يدور في ضمائرهم؟.
فيما قالت الناشطة السياسية وأمين عام حركة “بأمر الشعب” الدكتورة جيهان مديح، إن بدء الحملة بالتزامن مع الانتخابات البرلمانية يفقدها مصداقيتها إذا كان أعضاء الحزب يريدون تحقيق نتائج إيجابية تجاه الدعوة فعلا كما يقولون، مشيرة إلى أن البعض يستغل المتاجرة بالدين من أجل حصد مكاسب انتخابية ضيقة.
ولم يقتصر الهجوم على دعوة “طرق الأبواب للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” من قبل النشطاء أو السياسيين فقط، وإنما جاءت من أحد الدعاة وهو الداعية السلفي الشيخ أسامة القوصي الذي شن هجوما حادا على الحملة والتوقيت الزمني لها.
ووصف القوصى، الحملة، بأنها دعوة تأتي في إطار إنقاذ ما يمكن إنقاذه من قبل حزب النور السلفي عقب خسارته في الانتخابات البرلمانية وحصده لـ9 مقاعد فقط من المرحلة الأولى في حين يخوض 8 مرشحين جولة الإعادة.
وأكد الداعية السلفي أن هذه الحملة مخالفة للدستور، لعدم إسناد الأمور المتعلقة بالدعوة والفتاوى أو الأمور الدينية لأي مؤسسة أو كيان بخلاف وزارة الأوقاف أو الأزهر الشريف، مطالبا قيادات الدعوة السلفية بالعدول عن هذه الفكرة ووقف تنفيذها فورا.
وفي نفس السياق شن الشيخ "مظهر شاهين" إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، هجوما حادا على السلفيين بعد تبنيهم هذه الحملة للنهى عن المنكر عقب خسارتهم فى الانتخابات البرلمانية، واصفا تلك الحملة بأنها افتكاسة ومتاجرة بالدين، مؤكدا أنها دعوة مخالفة للدستور.
وكتب "شاهين" فى تغريدة له عبر حسابه الشخصى بموقع التواصل الاجتماعى "تويتر": "شغل الـ3 ورقات بدأ: حملة الدعوة السلفية لطرق الأبواب للنهي عن المنكر افتكاسة سلفية للتغطية على فشلهم في الانتخابات البرلمانية وحلقة من حلقات المتاجرة بالدين علي اعتبار أنهم الصالحون وأننا نحن المنحرفون ونحتاج إلى تقويمهم.. هذا عبث وخبل وهطل"
واضاف: "أنها دعوة مخالفة للدستور والقانون وأحذر من أن تحدث صداما مجتمعيا وأنصحهم بأن يطرقوا أبواب العناتيل السلفيين فقط فهم أحوج الناس إلى ذلك وبطلوا شغل الـ3 ورقات ده".
وتابع شاهين قائلا: "إنتوا رسبتوا في الانتخابات وهتشتغلولنا في الأزرق؟؟ ياعم انصح عناتيلك الأول.. طبيب يداوي والطبيب مريض".
وليست هذه المرة الاولى التي يحاول فيها حزب النور الزراع السياسية للدعوة السلفية من الوصول الى الكتل التصويتية من خلال الدين، بعد الفشل الذي احاط به في جولتي الانتخابات البرلمانية، وليست المرة الاولى ايضا الذي يتعرض فيها للهجوم من قبل بعض الشيوخ خاصة هؤلاء الذين يتبنون المنهج السلفي، مما يؤكد على فشل حزب النور في التواصل على المستويين الديني والسياسي، فأما على المستوى الدين فقد خسر الكثير من قواعده وقياداته بسبب دخول اللعبة السياسية والتي فرضت عليه التنازل عن الكثير من الثوابت التي كان يربي عليها قواعده، مثل عدم ولاية المرأة، وكذلك عدم موالاة الاقباط، والتمسك بتطبيق الشريعة الاسلامية، فقد ارغمه قانون الانتخابات على وضع الاقباط والمرأة على قوائمه الانتخابية، وكذلك تنازل الحزب عن وضع تطبيق الشريعة الاسلامية في برنامجه الانتخابي مما ادى في نهاية الامر الى تخلي قواعده عنه وانصرافهم عن المشاركة الانتخابية، كذلك ارتفعت أصوات شيوخ السلفية بالهجوم على الحزب لهذه المواقف المتناقضة أمثال الشيخ سعيد عبد العظيم ومحمد رسلان وأسامة القوصي وغيرهم مما لهم سطوة وجماهيرية في الاوساط السلفية خاصة وفي تيار الاسلام السياسي بشكل عام، مما أثر على الكثير من القواعد السلفية. اما على المستوى السياسي فقد ارتكب حزب النور أخطاء كثيرة بدايتها استخدام الخطاب الديني في المجال السياسي وكذلك استخدام نفس الآليات التي كانت تستخدمها جماعة الاخوان في الوصول الى الكتل التصويتية والمناطق الفقيرة، من معارض خيرية وقوافل طبية وتوزيع مواد غذائية وادوية على هذه الطبقات، مما سبب نفور الشارع من حزب النور والدعوة السلفية معا لتشابههم مع جماعة الاخوان.
وتعد هذه الدعوة الاخيرة من قيادي حزب النور بالدعوة لطرق الأبواب للامر بالمعروف والنهي عن المنكر ما هي إلا احدى المبادرات التي يحاول بها حزب النور حفظ ماء الوجه بعد فشله في الانتخابات البرلمانية.