انتفاضة الشباب المسلم "الأكذوبة" التي صدقها السلفيون

الأحد 29/نوفمبر/2015 - 01:16 م
طباعة انتفاضة الشباب المسلم
 
على الرغم من مرور عام كامل على ما يسمى "انتفاضة الشباب المسلم" لا زالت الجبهة السلفية التي دعت إليها تُصَدِّق أكذوبتها التي رَوَّجَت لها، تحت دعوى نُصرة الشباب المسلم للمعزول محمد مرسي ابن جماعة الإخوان، التي رفضت المشاركة في هذه الانتفاضة الكاذبة. 
انتفاضة الشباب المسلم
 فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اعتبر أن "دعوتهم من حيل "الخوارج"، وأن إقحام الدين في السياسة لكسب تعاطف العامة إثم كبير وذنب خطير، ويكفي الإسلام ما أصابه من تشويه صورته على يد من يرفعون راية الإسلام، ويتسترون به مرتكبين أعمالهم الإجرامية والإرهابية باسمه، وهو منهم براء، وأن حب الوطن أمر فطري، والحفاظ عليه أمر أوجبه الشرع؛ حيث أمر بتحقق صدق الانتماء إلى الدين أولًا، ثم الوطن ثانيًا. إن مصر تمر بمنعطف تاريخي خطير تواجه فيه قوى التطرف والإرهاب التي تَكيد لمصر، ولا تريد لها استقرارًا، ثم يخرج علينا بعض من لا يريدون لمصر أمنًا ولا أمانًا ليفكروا في حيلة رفع المصاحف ليخدعوا بها الناس".
انتفاضة الشباب المسلم
 وتابع: "هم في صنيعهم هذا يذكروننا بالخوارج أيام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، لما رفعوا المصاحف على أَسِنَّة الرماح، وقالوا لا حكم إلا لله، ثم كفّروه، وكانت فتنة عظيمة لا زال المسلمون يعانون من ويلاتها إلى يومنا هذا. إن تلك الدعوات التي تنادي برفع المصاحف هدفها إحداث فتنة عظيمة تعصف بالبلاد والعباد من قتل وتدمير وتخريب وزعزعة لأمن الفرد والمجتمع، وشريعتنا الغراء تدعو إلى تقديس المصحف وتعظيمه وصيانته عن كل ما لا يليق به، ولكن هؤلاء المتطرفين لم يتورعوا عن التفكير في تلك الحيلة الخبيثة – مثل سابقيهم من الخوارج – باستخدام كتاب الله لإحداث الهرج والمرج، سعيًا لتحقيق مصالح شخصية وأطماع خارجية.
انتفاضة الشباب المسلم
"الجبهة السلفية" حاولت إعادة تجميل صورتها من خلال تقرير حمل عنوان "عام على انتفاضة الشباب المسلم.. الواقع والرؤية"، حاولت من خلاله تبرير دعوتها الفوضوية الفاشلة، وقالت فيه إنها كانت انتفاضة على الوضع القائم لإدارة الصراع الدائر، من أجيال واعية تفهم حقيقة المعركة والصراع، ترفع قضية الهوية المسلمة شعارًا لها، وعام مضى حتى الآن على انتفاضة الشباب المسلم، التي دعت لها وأطلقتها الجبهة السلفية، والتي جعلت من 28 نوفمبر تاريخًا لتلك الانطلاقة ومنذ تلك الانطلاقة، وبين موجات التأييد والاستنكار من جهة، وموجات التهويل والتهوين من جهة أخرى، فالشيء المؤكد أنها صنعت زخمًا هادرًا وتساؤلات كثيرة في الواقع، وحركت هذا الواقع وسقفه وطموحه، واليوم وبعد عام من تلك الانطلاقة، نجد لزامًا علينا أن نقدم صورة كاملة مختصرة، تتناول ماضي الانتفاضة وحاضرها وموقعها، وما لا يعلمه الكثيرون عن الانتفاضة وكواليسها، وأن نجيب بالشفافية والموضوعية على تساؤلات كثيرة طرحت، والأهم أن نقدم تقييمًا للانتفاضة في صورتها ووضعها الحقيقي، بما لها وما عليها، وكحدث مفصلي ومنعطف واقعي، ما بعده ليس كما قبله".
انتفاضة الشباب المسلم
   ورصدت في التقرير البداية وحقيقة ما حدث في 28  نوفمبر، وتقييم ما حدث حتى الخروج من التحالف وتساؤلات: هل انتهت الانتفاضة؟ حيث كانت بداية انتفاضة الشباب المسلم من خلال دعوة أطلقتها الجبهة السلفية، كانتفاضة على الوضع القائم لإدارة الصراع الدائر، من أجيال واعية تفهم حقيقة المعركة والصراع، ترفع قضية الهوية المسلمة شعارًا لها، وقد بلورت انتفاضة الشباب المسلم محاورها الواقعية في ثلاثة محاور: الانتصار للهوية، ورفض الهيمنة، وإسقاط النظام؛ لأن أولويات الدخول في الصراع هو وجود منطلق وراية واضحين والصراع مع النظام في مصر خاصةً، فضلًا عن الواقع الإقليمي الأوسع- افتقد لوضوح المنطلق والراية. فواقع المعركة منذ 30 يونيو وحتى الآن، أثبت بشكل واضح لم يترك فرصة للمنكرين، أن هناك معركة ضد الإسلام والدين نفسه، لا ضد تجربة سياسية محدودة.
انتفاضة الشباب المسلم
وتابعت أنه "بالرغم من وضوح تلك الحقيقة- الصراع على الدين- لم تكن رايات المعركة المرفوعة من معسكرنا تصلح ولا تعبر عن مستوى تلك المعركة، وتَرَتَّبَ على فقدان تلك الراية وتغييب تلك الحقيقة والتخبط في الإدارة السياسية والواقعية والإعلامية للمعركة، فقدُ قطاع شعبي واسع عازف عن الدخول في صراع سياسي محدود، حسب رؤيته، وتعزيز الوهم الذي يريد النظام أن المعركة ضد فصيل سياسي بعينه، وأيضًا فإن الواقع الثوري الرافض للهيمنة الغربية، كان- وما زال- بحاجة لإعادة إحيائه وبث الروح فيه ورفع سقفه وطموحاته، وغياب راية قوية واضحة، أو تمييعها لصالح رايات وشعارات غائمة وضبابية، لا يتناسب مع هذه الضرورة. فينبغي رفع سقف الراية لرفع سقف الحركة في الواقع كله.
 واختتم التقرير بالقول أنه في تلك اللحظة، كان التيار الإسلامي- الحامل لقضية الهوية في أصل منطلقاته وإن أهدافنا وثمار حركتنا متناسبة مع الثمن الذي ندفعه، لا سيما إن كنا وحيدين في تلك المواجهة من البداية، وإن حركة الشباب المسلم حركة تريد الانتصار لقضية الهوية المسلمة باعتبارين: أنها مطلب وغاية للواقع، وإن الصراع إنما يتمحور حولها. ثم رفض الهيمنة الغربية التي هي بدورها محاولة لمضادة ورفض الهوية المسلمة، ومحاولة لوأدها".
انتفاضة الشباب المسلم
وعلى الرغم من ادعاء التقرير تمثيل الجبهة السلفية للتيار السلفي والإسلامي، إلا أن "حزب النور" وظهيره "الدعوة السلفية" اعتبروا دعوتهم "كلمة حق أريد بها باطل"، وعلق عليها سامح محمد بسيونى، عضو الهيئة العليا لحزب النور، وأمين العضوية بمحافظة البحيرة، قائلا: "كفاكم أذى، أليس هذا مما يعرض كتاب الله للامتهان من تمزيق أو وقوع أو إلقاء على الأرض في تلك المظاهرات لا سيما عند حدوث اصطدام وكر وفر، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن حمل المصاحف إلى أرض العدو في الجهاد؛ حتى لا تتعرض للامتهان مع حاجة المجاهدين لقراءة القرآن في مثل هذه الأحوال؟ وأليس في ذلك اقتداء من هذا التيار القطبي الذي يرى أن المجتمع المصري مجتمع جاهلي- بفعل الخوارج الذين اتهموا عليًّا رضي الله عنه والصحابة الكرام والمسلمين معه بالكفر بحجة رفضهم لتحكيم كتاب الله لما رفع أهل الشام المصاحف على أسنة الرماح؟".
انتفاضة الشباب المسلم
مما سبق نستطيع أن نؤكد أن التقرير وتوقيته يكشف عن حالة التصدع والانقسام داخل التيار الإسلامي الذي تقوده جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، وأن ما ترفعه الجبهة السلفية من شعارات حول الهوية الإسلامية مجرد أكاذيب تستغلها؛ من أجل العودة للسلطة مرة أخرى

شارك