عقب أحداث باريس.. الدواعش الأمريكيون يثيرون قلق واشنطن مجددًا

الإثنين 30/نوفمبر/2015 - 01:17 م
طباعة  عقب أحداث باريس..
 
على الرغم من إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن أنه لا تهديدات جدية ضد الولايات المتحدة من التنظيم الدموي تنظيم الدولة المعروف بـ "داعش"، إلا أنه حض فريق الأمن القومي على تكثيف الجهود الجارية لإضعاف التنظيم الإرهابي، وهو ما كشف عن المخاوف الأمريكية من تزايد أعداد الأمريكيين المنضمين إلى التنظيم الدموي. 
 عقب أحداث باريس..
 حيث كشف مايكل ماكول رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس النواب الأمريكي عن أن مئات الأمريكيين توجهوا إلى العراق وسوريا للقتال في صفوف تنظيم داعش، وأن نحو 50 منهم عادوا إلى الولايات المتحدة وسط قلق مسئولي استخبارات أمريكيين من احتمال وضع قنبلة في طائرة متوجهة إلى الولايات المتحدة، وأن هناك معلومات عن التلاعب بشخص يعمل في المطار؛ من أجل قيامه بدس قنبلة في طائرة.
 هذا الأمر يعيد هاجس هجمات الحادي عشر من سبتمبر على الولايات المتحدة الأمريكية من جديد ولكن بشكل مختلف، ويعزز هذه المخاوف من انضمام نحو 250 أمريكيًّا إلى صفوف "داعش" في العراق وسوريا، والدور الذي قد يلعبه هؤلاء المقاتلون في حال تمكنوا من العودة إلى الولايات المتحدة وتكرار سيناريو هجمات باريس، على الرغم من أن هذه النظرية ربما كانت قبل شهر مجرد فرضية إلا أنها تعززت بشكل كبير بعد إسقاط الطائرة الروسية في سيناء في سيناريو مشابه. 
 عقب أحداث باريس..
 وهذ التخوفات أيضًا أقر بها "جيمس كومي" مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية  FBI، الذي أكد على أن وكالة التحقيقات الفيدرالية الأمريكية FBI  لم تمتلك القدرة حتى الآن للحد من محاولات تنظيم داعش الإرهابي تجنيد الأمريكيين، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وأن الأمريكيين وبشكل متزايد ينجذبون تجاه التنظيمات المتطرفة من خلال الانخراط مع "داعش" عبر الإنترنت، وإننا لا نملك القدرة التي نحتاجها من أجل الحفاظ على "العقول المضطربة" في الداخل، وإن عملنا هو العثور على "إبرة في كومة قش" عبر البلاد، تلك الإبرة الخفية بشكل متزايد بالنسبة لنا بسبب التشفير، وهو ما يزيد من مشكلة التعمية بشكل أكثر وضوحًا.
وشدد على أن تنظيم داعش الإرهابي يزيد من تواصله مع الأمريكيين عبر تطبيقات الهاتف، وهو أمر يجعل من فك التشفير بالنسبة لـFBI مسألة صعبة، وأن هناك توازنًا ما بين الرغبة في اعتراض الاتصالات والقلق المتزايد بشأن الخصوصية، قائلًا: "إنها مشكلة في الحقيقة، مشكلة صعبة، ولكن التعارض بين أهمية الخصوصية والأمن العام مهمة بما يكفي لكي نجد طريقة لحلها."
 عقب أحداث باريس..
ومن أهم الصعوبات التي تواجه الولايات المتحدة في ملاحقة هؤلاء الأمريكيين الدواعش ما يلي: 
1- عدم وجود صفات مشتركة لدى المنضمّين إلى صفوف التنظيم.
2- صعوبة تحديد أولئك الذين يخطّطون للانضمام إليه ومنعهم من مغادرة البلاد.
3- يتطلب إحباط محاولتهم في تنفيذ هجمات داخل الولايات المتحدة. متابعة مستمرة وهو أمر غاية في الصعوبة. 
4- معظم الدواعش الأمريكيين من الشبان الذين انضموا للإسلام حديثًا؛ وهو ما يصعب من ملاحقتهم. 
  تنوع تركيبتهم بين النساء والمراهقين الذين لم يصلوا إلى سنّ الحصول على رخصة قيادة ومتوسطي العمر، ممّن لديهم عائلات ومهن، ومجرمون صغار وطلاب مجتهدون يصعب من ملاحقتهم.
ونشرت شبكة CNN الأمريكية في مارس 2015م قائمة بعدد من الأمريكيين، الذين انضموا لـ"داعش"، وحاولوا مساعدة التنظيم، وتضمنت القائمة الأسماء والمساعدات الموجهة ومن أبرز الأسماء في القائمة: 
1- آدم دندش البالغ من العمر 21 عامًا، واعتقل بولاية كاليفورنيا، وتم توجيه الاتهامات له بمحاولة مساعدة "داعش"، وتقديم الدعم المالي للتنظيم، من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي.
2- عبدي نور والذي كشفت سلسلة تغريداته كيف انتقل من ساحات كرة السلة في جنوب مينيابوليس الواقعة في مينيسوتا الأمريكية إلى ساحات القتال في سوريا، وكيف أنه بدأ بالتغريد بتصريحات دينية قوية ومقاطع من الكتابات المقدسة وفي 2 أبريل عام 2014، قال: "كما أن السماء تفخر بوجود النجوم، فعلى الأرض أن تفخر بوجود المجاهدين". وفي 29 مايو وهو اليوم الذي اختفى فيه، كتب في تويتر: "أشكر الله على كلّ شيء، لا يهمّ ما يحدث". وخلال مدة قصيرة وصل إلى تركيا، مع رفضه لمناشدات أمّه وأخته اليائسة واللتين طلبتا منه العودة إلى الولايات المتحدة ليظهر في نهاية شهر يوليو ممسكا ببندقية كلاشينكوف في الرقّة"، العاصمة الفعلية لداعش. 
3- عبد الله يوسف، واتهم بالتآمر؛ لتقديم دعم مادي لمنظمة إرهابية أجنبية، بالإضافة لمحاولة الانضمام لـ"داعش".
4- محمد حمزة خان، واعتقل في مطار أوهير الدولي في شيكاغو، بتهمة تقديم دعم مادي لمنظمة إرهابية أجنبية، ومغادرة الولايات المتحدة؛ للانضمام لـ"داعش"، وتصل العقوبات بالسجن 15 عامًا، وغرامة 250,000 دولارًا.
 عقب أحداث باريس..
5- مفيد الفجيه، اتهمته السلطات الاتحادية بتمويل داعش، وحاول إرسال جهاديين إلى سوريا للقتال مع التنظيم.. فضلًا عن محاولة قتل ضباط وموظفين أمريكين، وحيازة سلاح ناري كاتم الصوت غير مسجل.
6- ومن بين القائمة أيضًا طالب مجهول بفرجينيا؛ حيث قال المسئولون عن إنفاذ القانون الاتحادي: إن طالبًا أمريكيًّا من فرجينيا، اتهم بمساعدة كبار السن على الفرار لسوريا، والانضمام لـ"داعش"، وهو متهم أيضًا بتوزيع رسائل التنظيم.
 وعلى الرغم من ذلك لا يزال عدد الأمريكيين الذين انجذبوا للانضمام إلى صفوف الدولة الإسلامية منخفضًا بالمقارنة بما معدله 3,000 أوروبي انضمّوا للتنظيم وبعد اعتقال ما يقارب الثلاثين امرأة ورجلا من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI‎) قبل أن ينجحوا في مغادرة البلاد وتمّ تقديم لوائح اتهام ضدّهم بتهمة دعم داعش، منهم 29 أمريكيّا تم اعتقالهم أو اتهامهم في الولايات المتحدة بدعم داعش منذ عام 2013م منهم 6 مسلمين جددًا، 23 جاءوا من عائلات مسلمة و8 نساء، و21 رجلا و 11 مراهقًا، و18 تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 40 عامًا. 
 عقب أحداث باريس..
 مما سبق نستطيع أن نؤكد على أن أحداث باريس الإرهابية خلقت حالة من القلق لدى واشنطن من الأمريكيين المنضمين إلى تنظيم "داعش" الدموي، على الرغم من قلة عددهم مقارنة بباقي الجنسيات الأخرى، إلا أن هاجس الخوف سيظل يطارد الإدارة الأمريكية دائمًا بعد أن تورطت فيما لا تريد أن تحسمها.

شارك