الخردل السام والكلور.. أسلحة "داعش" الجديدة في العراق

الإثنين 30/نوفمبر/2015 - 10:11 م
طباعة الخردل السام والكلور..
 
بدا أن الضربات العسكرية الموجهة ضد تنظيم "داعش" في سوريا والعراق، دفعت التنظيم إلى اللجوء إلى استخدام غازات سامة خلال غارات قام بها مستهدفاً القوات العراقية في غرب البلاد، وذلك بحسب مصدر أمني عراقي، وهو الأمر الذي يعني أمرين إما أن يكون التنظيم قد تلقى دفعات جديدة من الأسلحة والذخائر من قوى إقليمية، أو أنه سيطر على مخازن لتلك المواد كانت خاضعة لسيطرة الجيش السوري الوطني بقيادة بشار الأسد.  
عدد من عناصر الجيش العراقي وقوات "سوات"، أصيبوا إثر القصف بقذائف الهاون السامة، التي أطلقها تنظيم "داعش" على مخازن التجارة، على أطراف منطقة التأميم بغرب مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار. وأن القيادة العامة للجيش منعت القوات من دخول المخازن التي قصفها "داعش" خشية وجود أثر لتلك المواد.
واستخدم تنظيم "داعش"، في وقت سابق، بالقصف الصاروخي على القوات العراقية والبيشمركة الكردية التابعة لإقليم كردستان العراق، غازات سامة، منها الخردل السام والكلور.

الخردل السام والكلور..
الخارجية الروسية، طالبت في وقت سابق، بضرورة التحقيق في حالات استخدام تنظيم "داعش" غازات سامة من صنعه تسبب الحروق الجلدية والتقرحات. وقال ميخائيل أوليانوف رئيس دائرة وزارة الخارجية الروسية لشؤون حظر انتشار الأسلحة والرقابة عليها: "لم يعد يقتصر الأمر على حالات استخدام تنظيم "داعش" الكلور في عملياته القتالية، التي تكال الاتهامات بها عادة لدمشق دون توفر أي أدلة على ذلك حتى الآن. هناك أدلة دامغة على استخدام "داعش" لغاز الخردل وما يسمى بالمتصاوغات، في وقت يتطلب فيه تصنيع هذه المركبات تكنولوجيات معقدة".
وأضاف أن "المعلومات المتوفرة لدينا تفيد بأن عصابات تنظيم "داعش" قد حصلت فعلا على تكنولوجيا إنتاج الأسلحة الكيميائية، وصارت تتمتع بقدرات إنتاجية" لتصنيع الأسلحة الكيميائية، لقد تم حتى الآن توثيق الكثير من وقائع استخدام تنظيم "داعش" أسلحة كيميائية على أراضي سوريا والعراق".

الخردل السام والكلور..
وعبر أوليانوف في هذه المناسبة عن أسفه لأن مجلس الأمن الدولي "لم يرد على النحو المطلوب ولم يتعامل مع هذه الوقائع، وبالدرجة الأولى نتيجة لمواقف شركائنا الغربيين"، وأعاد إلى الأذهان أن روسيا "طالبت بإلحاح وأكثر من مرة بتبني الموقف اللازم على هذا الصعيد".
في الوقت نفسه، أعلن سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي أن موسكو تبحث مع بغداد قضية التحقيق في استعمال السلاح الكيميائي في العراق.
وقال ريابكوف، "يحاول الإرهابيون بالفعل الاستيلاء على أسلحة كيميائية، وهناك حالات استعمال مواد سامة من قبل جماعات إرهابية" في العراق وسوريا ضد القوات الحكومية وكذلك في سوريا ضد المدنيين، مؤكدا أن ذلك يتطلب ردا مناسبا من قبل المجتمع الدولي وإجراء تحقيق بهذا الشأن.
وأكد الدبلوماسي الروسي أن موسكو تدعو إلى توسيع مهمة الآلية المشتركة للتحقيق في هذا المجال في سوريا لتشمل كذلك العراق، مشيرا إلى أن الجانب الروسي يبحث هذا الموضوع مع بغداد وغيرها من الشركاء الدوليين. وأضاف أن ردود الأفعال على هذه المبادرة ليست بناءة دائما، وأن موسكو ستصر على تعزيز وترسيخ إدراك ضرورة الجهود العاجلة في هذا المجال.
ما يُعزز امتلاك "داعش" تلك المواد السامة، ما ذكرته حدات حماية الشعب الكردي والمرصد السوري لحقوق الانسان إن تنظيم داعش استخدم غازات سامة في هجمات ضد مناطق يسيطر عليها الاكراد في محافظة الحسكة أواخر يونيو الماضي. وقال متحدث باسم وحدات حماية الشعب إنه لم يتم تحديد نوع المواد المستخدمة على وجه الدقة، كما أنه لم يقتل أحدًا من الذين تعرضوا لهذه الغازات لأنهم نقلوا بسرعة إلى المستشفى.
من جانبه وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان أيضا استخدام داعش غازات سامة في شمال شرق سوريا في 28 من يونيه الماضي.

شارك