خسائر التنظيم الداعشي تتوالى بعد الحرب "الإلكترونية" الكونية على أذرعه الإعلامية

الثلاثاء 01/ديسمبر/2015 - 11:30 ص
طباعة  خسائر التنظيم الداعشي
 
 تصاعدت مؤخرًا الحرب الإلكترونية ضد الإعلام الداعشي أحد الأذرع المهمة لتنظيم "داعش" الدموي، والذي حرص على دعمه بشكل أساسي باعتباره هو الذي يروج لجرائمه التي تقذف الرعب في قلوب أعدائه،  ويحاول التنظيم عقب كل خسارة لعناصره الإعلامية التي في الغالب لا تكون معروفة، يحاول تعويضها للحفاظ على تماسك كيانه الإعلامي، ولكن في الفترة الأخيرة تلقى ضربة موجعة. 
 خسائر التنظيم الداعشي
 حيث فقد خلال شهر نوفمبر 2015م 6 من إعلامييه الإلكترونيين في هجوم بمحافظة الحسكة الممتدة في الشمال السوري، وعلى الرغم من محاولة التنظيم إخفاء الأمر إلا أن الشبكة العنكبوتية كشفت عن مقتلهم بالأسماء والألقاب والمسئوليات الإعلامية، وخاصة المواقع التابعة للتنظيم، ومنها  قوافل الشهداء وأخبار الخلافة، ومجاهد أنت أيها الإعلامي؛ حيث كان العامل المشترك بينهم هو كلمة "تقبله الله" التي يستخدمها التنظيم في نعي قتلاه، والتي أظهرت ألقابهم وصفاتهم الإعلامية وصورهم على تويتر، وكانوا كالتالي: 
 خسائر التنظيم الداعشي
1- أبو قسورة العراقي المنشور وظهر نعيه على "تويتر" مرفقاً بصورة عليها عبارة "مجاهد أنت أيها الإعلامي"، وفي العشرينيات من عمره، بحسب صورته. 
2- حسن عواد حسين الأنصاري، وظهر نعيه ممهورًا بكلمتي "مداد الجهاد" في إشارة إلى أنه من الإعلاميين، وقد يكون عراقي الجنسية، وفي العشرينيات من عمره أيضاً.
3- أبو جعفر الإعلامي العشريني ويبلغ عمره بحسب ما يبدو من صورته، إلا أن جنسيته غير معروفة، وشارك بإنتاج شرائط تسجيل دعائية للتنظيم، أو قام بتصوير مشاهد ذبح وقطع للرءوس، خصوصاً في محافظة الرقة بالشمال السوري.
 خسائر التنظيم الداعشي
4- أبو حمزة الإعلامي، وتوحي صورته بأنه أكبر سناً من زملائه بعض الشيء، وهو مجهول الجنسية والمسئول في الجهاز الدعائي "الداعشي". 
5- أبو عمر الأنصاري، الموحية صورته بأنه الأصغر سناً بين قتلى "داعش" الإعلاميين.
6- أبو تراب المغربي الواضح من صورته أنه عشريني العمر. إلا أن خاطف الأضواء، وهو منتشر في 15 صورة مكررة على موقع مجاهد أنت أيها الإعلامي.
 خسائر التنظيم الداعشي
وكان العامل المشترك بينهم هو أنهم لقوا مصرعهم في هجوم استهدف الوجود "الداعشي" في ريف محافظة الحسكة، شنه عناصر من "قوات سوريا الديمقراطية" المكونة من وحدات حماية الشعب الكردية، وفصائل عربية مسلحة وعدد من سريان وآشوريين من أهالي المنطقة، وبه استعادوا السيطرة على 200 قرية ومزرعة، بدعم أمريكي في الأسابيع الأخيرة، أهمها بلدة "الهول" المعروفة كممر "داعشي" رئيسي من العراق إلى سوريا، وبالعكس، وكانت مركز مقراته الرئيسية، وفيها عاش الإعلام "الداعشي" مجزرة الأسبوع الأخير من نوفمبر 2015م .
 خسائر التنظيم الداعشي
وقد سبق هؤلاء قتل الـ"هاكر" البريطاني الداعش حسين جنيد الخبير الإلكتروني، وزعيم جناح "الخلافة الإلكترونيّة"، وأحد أهم الشخصيات المتخصصة في اقتحام المواقع المعادية للتنظيم، في ضربة نفّذتها طائرة أمريكيّة من دون طيّار على مواقع للتنظيم في سوريا، والذي كان من أهم جرائمه الإلكترونية نشر سلسلة تغريدات تحثّ على قتل منفذي مؤتمر "ارسموا محمد" الذي حصل في تكساس في مايو 2015م، قبل دقائق من الإعلان عن تعرّض الموجودين فيه لإطلاق نار، وقرصنة حساب وزارة الدفاع الأمريكية على "تويتر" في يناير 2015م، وكان المشرف على الاختراق واختراق حسابات القيادة الأمريكية الوسطى في الجيش الأمريكي على يوتيوب وتويتر في يناير 2015 م؛ حيث نشرت "الخلافة الإلكترونية" بيانات تهديد لعناصر الجيش الأمريكي.
 خسائر التنظيم الداعشي
 هذه الخسائر دفعت "داعش" إلى سحب أحد مواقعه الرئيسية على شبكة الإنترنت إلى ما يعرف بـ"الإنترنت المظلم" وهي شبكة من الصعب الوصول إليها، في محاولة يائسة لإنقاذه من الهجمات الانتقامية التي تعهدت بها بعض جماعات القراصنة مثل "أنونيموس" في أعقاب الهجوم المروع على باريس، والتي قال المتحدث باسمها "أنونيموس من جميع أنحاء العالم سوف تطاردكم باستمرار يجب أن تعرفوا أننا سنجدكم ولن ندعكم، سنطلق أكبر عملية قرصنة ضدكم؛ ولذلك قمنا بتسريب ما لا يقل عن خمسة أشخاص يعملون بالتجنيد لصالح داعش، وأغلقنا 5500 حساب للتنظيم على تويتر".
 خسائر التنظيم الداعشي
وقال سكوت تربان خبير الأمن الإلكتروني: إن أنصار المتطرفين الجهاديين يتشاركون عنوان صفحة جديدة على الإنترنت، لا يمكن الوصول إليها إلا ببرمجية خاص، وأنه سيكون من الصعوبة بمكان اعتراض داعش إذا انتقلت المجموعة الإرهابية إلى نطاقات آمنة نسبيا على شبكة الإنترنت المظلمة، وإن حقيقة أن داعش لديها موقع في الإنترنت المظلم "مشكلة"؛ لأن كل أشرطة الفيديو والملفات سيتم تخزينها هناك، وهذا يعني أن محاولة اعتراضهم ستكون في غاية الصعوبة".
 خسائر التنظيم الداعشي
 مما سبق نستطيع التأكيد على أنه بالرغم من أن تنظيم الدولة "داعش" يجيد استخدام وسائل الإعلام المختلفة والإنترنت، ويوظفها من أجل تحقيق أهدافه السياسية، ونشر الرعب في صفوف أعدائه، إلا أنه يتلقى الضربات الموجعة بعد الحرب إلكترونية الكونية الضارية التي تشن على أذرعه الإعلامية، وهو ما يدفعه دائمًا إلى محاولة تجنب هذه الخسائر بالخفاء والمقاومة، ولكن سرعان ما تنكشف للعالم لتبين للجماعة هشاشة التنظيم وضعفه، وأن ما يضخم قوته هو تلكؤ العالم في القضاء عليه. 

شارك