أبرياء في قبضة "داعش" والغرب يتراخى

الثلاثاء 01/ديسمبر/2015 - 10:48 م
طباعة
 
التلاسن الروسي التركي على خلفية إسقاط الطائرة الروسية على الحدود السورية، وما نتج عن احتماء تركيا بحلف الناتو والغرب، ودفاع أمريكا وأعضاء التحالف عن تركيا، يشير إلى أن مواجهة الإرهاب لا تسير في الاتجاه الصحيح، وأن تنظيم داعش يستغل حالة التفكك على المستوى الدولي، ورغبة كل الأطراف في تحقيق مصالحها، وأنه لا نهاية للإرهاب ما لم تتوحد الجهود الغربية لتطويق خطر داعش.
وحتى الآن وبالرغم من تصعيد كل من روسيا وفرنسا ضد معاقل تنظيم داعش، إلا أن التنظيم يتمدد ويمارس قمعه وبطشه ضد المدنيين في سوريا، بعد أن أخذهم رهينةً في مواجهة قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، حيث اقتصرت ضربات التحالف على غارات جوية فقط دون الدخول في عمق الأراضي السورية، وهو ما يطيل من فترة مواجهة إرهاب داعش، في ظل إمداد عدد من الدول الخليجية لعناصر معارضة تسمي بـ"المعتدلة" بأسلحة متطورة وخاصة أسلحة مضادة للدبابات وكذلك صواريخ مضادة للطائرات، وهى ما تزيد من الأزمة أمام الجيش السوري الذى يواجه الجماعات الإرهابية على أرض الميدان.
الغريب في الأمر أن كثير من الدول التي تتحدث عن مكافحة الارهاب وحماية الأقليات الدينية من بطش الأنظمة الاستبدادية، هي نفس الدول التي تصمت على المجازر التي ترتكبها الجماعات الإرهابية ضد الأقليات، حيث عدت منذ ايام من حضور منتدى حقوق الأقليات في دورته الثامنة، والذى ينظمه مجلس حقوق الإنسان الدولي، واستمعت فيه لمآسي عديدة رواها شهود عيان من إيزيديين والمسيحيين الاشوريين والكلدان بسوريا والعراق، والمجازر الجماعية التي أقدم عليها تنظيم داعش وسط صمت المجتمع الدولي.
تهجير ونزوح الأقليات الدينية في العراق لم يلق أي اهتمام من المجتمع الغربي، واستمرار تهريب البترول عبر الحدود التركية السورية، واستمرار استغلال داعش لنفوذه في فرض الضرائب على بيع السلع، والحصول على أموال نتيجة خطف بعض الأجانب، وسط عجز وتراخي المجتمع الدولي عن وضع حلول للأزمة، واختزال الأزمة في رحيل أم بقاء الأسد.
الجميع متفق على خطر تنظيم داعش، وفى الوقت نفسه يقومون بإمداد الجماعات الإرهابية بالسلاح لإطالة أمد الأزمة، ومنح الفرصة للجماعات المعارضة بمواجهة الضغط الروسي عليهم، وفى الوقت نفسه تتغير المواقف الفرنسية والبريطانية حسب بوصلة الموقف الأمريكي، لتستغل الجماعات الإرهابية تفكك المواقف الغربية ليتنامى نفوذها ويدفع الثمن المدنيون السوريون والأقليات الدينية وتفتيت الدولة السورية يوما بعد يوم...فهل من نهاية؟       

شارك