كاهن كاثوليكي: مستقبل المسيحين في إفريقيا مرهون بالحوار مع المسلمين

الأربعاء 02/ديسمبر/2015 - 11:59 ص
طباعة كاهن كاثوليكي: مستقبل
 
على إثر الزيارة التي قام بها البابا فرنسيس الأول بابا الفاتيكان لإفريقيا. كتب الأب رفعت بدر رئيس اللجنة الإعلامية الكاثوليكية بالأردن تحليلًا مهمًّا وموثقًا حول مستقبل المسيحيين في إفريقيا، في ظل التحديات الكثيرة الراهنة. 
حيث قال الأب رفعت إنه مع حلول عام 2050، وبحسب تقرير معهد بيو، سيكون في إفريقيا 38% من مسيحيي العالم، و28% من مسلميه، وبالتالي فإن التحدي الأكبر هو تحدي إشاعة أجواء السلم والتعاون بين أتباع الديانات، وبالأخص بين المسيحيين والمسلمين، وسيكون له التأثير البالغ في إشاعة السلم على المستوى العالمي.
وفي وسط أوضاع قارة تسير وسط أشواكٍ من التحديات المناخية والاجتماعية والاقتصادية، هبطت طائرة البابا فرنسيس لأول مرة في القارة الإفريقية. وقد جاء ليقول عدة كلمات ومن بينها: "لا للفساد، ولا للتفرقة، ولا للامساواة ولا للعنف ولا للتلوّث". وهو يعرف في طريقه بين البلدان الثلاثة التي يزورها حالياً أن كل هذه الآفات موجودة، وأنّ التلوث يتخطى البيئة، أو البيت المشترك، ليبدأ أولاً من إصلاح التلوّث العقلي الذي أوصل الأمر ببعض التنظيمات الإرهابية إلى أن "تحصد" أرواح العديد من الشباب الأبرياء في بيوت العبادة أو في أماكن المدارس والجامعات.
التحدي الكنسي
ومع ذلك، هنالك التحدي داخل الكنيسة ذاتها، أعني الكنيسة الكاثوليكية التي تريد أن تعيش الأخلاقيات المسيحية وبالأخص في مجالات الصحة، أو الطب الحياتي، والزواج والإجهاض وأساليب منع الحمل، وصولاً إلى تحدي الزواج الشاذ. فعلى سبيل المثال عندما زار الرئيس الأمريكي، ذو الأصول الكينية، كينيا، شدّد على أن يكون للمثليين حقوق محترمة، ووقتها شدّد الرئيس الكيني على مطلب الأمريكي. لكنّه وجد نفسه اليوم مرحّبا بالبابا فرنسيس وقائلاً له، إنّ في بلده 800 مدرسة كاثوليكية، وهو بدوره تعلّم في واحدة منها. أفلا يجدر به احترام الأخلاق الكاثوليكية التي تربى عليها؟ إنه التحدي الأخلاقي الذي يجد البابا نفسه في وسطه داعياً إلى النزاهة والعدالة الاجتماعية؛ كونهما كذلك من صميم الأخلاق المسيحية.
وهنالك تحدي الوحدة المسيحية في تنوّع الكنائس والطقوس و"الطوائف"، إلاّ أنّ ذلك بالنسبة لبابا الانفتاح و"الضواحي" وبابا الناس لا يشكّل تحدياً كبيراً؛ كونه يتعامل مع الجميع بغض النظر عن الانتماء الديني أو العقائدي، ولا يضيره أبداً أن تكون نيجيريا التي يلامس حدودها ثاني أكبر دولة من؛ حيث سكانها البروتستانت، فالمهم للبابا أن يبقى الإنسان إنساناً وإنسانياً، في تعامله مع أخيه الإنسان، مع احترام كامل لتوجهاته الفكرية وانتماءاته العقائدية، ومن هنا ينبع اهتمام البابا المتواضع، بالفقراء، ضمن المعادلة الصعبة، فالإرهاب إن ضرب لا يميز بين غني وفقير. والبابا يحث على عدم التمييز، بل العدالة في الاهتمام بكافة أطياف المجتمع الإفريقي، مع انتباه خاص للفقراء.
البابا فرنسيس على خطى المسيح، وعلى خطى القديس فرنسيس الذي زار إفريقيا، في عام 1219م والتقى في مدينة دمياط في مصر مع السلطان الفاطمي "الكامل الأيوبي الأخ الأكبر لصلاح الدين الأيوبي"- الذي كان يحكم الأرض المقدّسة. وأجرى معه حواراً رائعاً سبق حوارات الحادي والعشرين بألف عام. وفي الزيارة البابوية اليوم، سيجدد فرنسيس البابا هذا الالتزام بالانفتاح التزاماً دائماً.. فالكنيسة تسير بتعاون وثيق مع أبناء الديانات الأخرى، وهي مستمرة بتقديم العون والخدمة الإنسانية والروحية والثقافية.

شارك