بعد تهديداته لـ"تشاد".. مخاطر "بوكو حرام" تتصاعد في إفريقيا

الخميس 03/ديسمبر/2015 - 12:32 م
طباعة بعد تهديداته لـتشاد..
 
في ظل تنامي الجماعات الإرهابية في الدول العربية والأوروبية وكذلك الإفريقية، تتوغل الجماعة الإرهابية "بوكو حرام"، في إفريقيا، في الوقت الذي أعلن الجيش الكاميروني عن تصفية ما يقرب من 100 من مقاتلي بوكو حرام، وتحرير 900 رهينة، جاء خلال عملية عسكرية استمرت طيلة 3 أيام قام بها الجيش الكاميروني على الحدود مع نيجيريا.
بعد تهديداته لـتشاد..
وصرح وزير الدفاع جوزف بيتي أسومو في بيان نقلته الإذاعة المحلية في الكاميرون، أن تحرير 900 رهينة يعد تطورًا هامًا وكبيرًا في معركتنا ضد بوكو حرام.
وتسارعت خلال الأشهر الأخيرة هجمات الجماعة الإرهابية "بوكو حرام"؛ حيث استهدفت بلدان حوض بحيرة تشاد، ولم تقدر التقارير حتى الآن العدد الفعلي لمقاتلي بوكو حرام؛ حيث لا يزال غير محدد بدقة، إلا أن تقديرات بعض المصادر الأمنية تشير إلى أنهم يبلغون حوالي 4 آلاف في منطقة بحيرة تشاد.
 ومنذ انطلاق العملية العسكرية المشتركة "التحالف الإفريقي"، بداية العام الجاري، والتي تقودها جيوش البلدان الأربعة المعنية بهجمات التنظيم تشاد والكاميرون والنيجر ونيجيريا تم اعتقال عدد غير محدد من العناصر المشتبه بانتمائها للتنظيم، من هؤلاء 700 يقبعون حاليًا بالسجن المركزي بمدينة مارو، عاصمة منطقة أقصى الشمال الكاميروني.
وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين قالت الشهر الماضي: إن بوكو حرام نفذت هجمات عديدة بالكاميرون وتشاد والنيجر ونيجيريا هذا العام. مشيرة إلى أن الجماعة تسعى لتحويل المنطقة القريبة من بحيرة تشاد إلى منطقة حرب.
وتعتبر هذه المنطقة، هي نقطة تقاطع بين البلدان الأربعة في حوض بحيرة تشاد، والمستهدفة من قبل التنظيم المسلح، وهي الكاميرون في أقصى شماله، والنيجر في جنوبه الشرقي، وتشاد في وسطه الغربي ونيجيريا في شماله الشرقي، غير أن هذا لا يعني أن تحركات التنظيم محصورة في هذه المنطقة، بما أنه تمكن من الضرب بقوة في قلب العاصمة التشادية نجامينا.
ويقول متابعون من تشاد: إن مقر التنظيم الإرهابي لا يزال في نيجيريا؛ حيث يحتفظ بنفوذ واسع باعتبار أن هذا البلد يشكل مهد ظهوره ومعقله، إضافة إلى انتشار الفقر المدقع بشكل لافت في مناطق الشمال الشرقي النيجيري؛ ما يجعل من شبابه لقمة سائغة لأطماع مقاتلي التنظيم ممّن يعملون على تجنيدهم، إلى جانب الصعوبات التي يعاني منها الجيش النيجيري.
ويقول نائب قائد المنطقة العسكرية الرابعة بأقصى شمال الكاميرون، العقيد عيسى بابتورا: إن الجماعة الإرهابية تعتمد على الهجمات عن طريق الغارات والعمليات الانتحارية التي تشنها عناصره ضمن مجموعات صغيرة تضم 10 أفراد، لافتًا إلى أن الجماعة النيجيرية تتبنى هذا التمشي لسببين؛ أولهما: أن هدفها في الغالب يشمل القرويين العزل، وثانيهما: أن التحرك ضمن مجموعات صغيرة غالبًا ما لا يثير الانتباه ويؤمن السرية المطلوبة.
بعد تهديداته لـتشاد..
كذلك فإن جماعة "بوكو حرام" تعتمد على أسلوب إعدامها لضحاياها من القرويين في الغالب، باستخدام الأسلحة البيضاء "المديات" أو رميًا بالرصاص، أما في مواجهة الجيش النظامي، والذي يحدث وأن تتعرض بعض مواقعه إلى هجمات من قبل التنظيم، فيستخدم الأخير الأسلحة الثقيلة قذائف الهاون والألغام والدبابات وراجمات الصواريخ التي تحصل عليها الجماعة إما من المعسكرات التي تستهدفها، أو من ليبيا والسودان على الأرجح، كذلك تعتمد "بوكو حرام" على أسلوب آخر بدأت في تطبيقه منذ عام، كعلامة على ولائها لـ"داعش"، وهو الهجمات الانتحارية والتي غالبًا ما يقوم بها أطفال أو نساء يخبئون الأحزمة الناسفة.
وبحسب العقيد بابتورا، فإن 85% من الهجمات التي تستهدف القرى تحدث في نهاية الأسبوع وتحديدًا يوم الأحد؛ لأن هذه الفترة تشهد تجمعًا للقرويين في الأسواق الأسبوعية بمعظم البلدات، وتصادف أيام العبادة أيضا بالنسبة إلى المسيحيين، وهذا ما يجعلها مفضلة لـ"بوكو حرام" الباحثة عن أقصى ما يمكنها أن تلحقه من أذى بالأرواح البشرية، لكن ورغم معرفة الحيز الزمني الذي غالبًا ما تشن الجماعة النيجيرية هجماتها خلاله، إلا أنه يبقى من الصعب تأمين المنطقة، بما أن الهجمات يمكن أن تقع ليلًا أو نهارًا، ومعظم القرويين يستقرون في حوض بحيرة تشاد.
وتعتمد بوكو حرام في استراتيجيتها على إقامة "دولة الخلافة" في غرب إفريقيا أسوة بالتنظيم الإرهابي " داعش"، كما أن إعلان ولائه لداعش يدعم هذا التوجه، مع أنه لا يمكن إلى اليوم، إثبات وجود تقاطع بين التنظيمين، ولم يتسن الحصول على ما يثبت مصادر التمويلات التي يمكن أن تتمتع بها. وفق محللين.
ويرى مراقبون أن جماعة "بوكو حرام" تسعى لبث حالة من الفوضى وزرع مناخ من الرعب الناجم عن هجماته، والتي تسببت منذ 6 سنوات في تشريد الملايين وإجبارهم على مغادرة مناطقهم بحثًا عن ملجأ في الجوار.
بعد تهديداته لـتشاد..
كان رئيس نيجيريا محمد بخاري قال: إن أحد أسباب انتشار فكر "بوكو حرام" الإرهابية، التفسير الخاطئ لعلوم القرآن والسنة، كما أوضح الجنرال توكور بوراتاي أن المعلمين الغير آمنين ينقلون المعرفة منحرفة عما ورد في القرآن الكريم. وأضاف أحد الضباط خلال ندوة تم تنظيمها من قبل مديرية الشئون الإسلامية للجيش النيجيري في مايدوغوري، لتوعية الناس وبيان مخاطر الإرهاب والتفسير الخاطئ للإسلام: إننا نواجه الجهل والتفسير الخاطئ للإسلام.
وأوضح مدير الشئون الإسلامية في الجيش النيجيري، أنه على الرغم من التحذير الإسلامي من التطرف والإرهاب، إلا أن بعض الناس لا يستجيبون للتحذير، ولكن دائمًا الشروع في تشويه المعنى الحقيقي للآيات القرآنية والحديث قائم، ونشر المعلومات الخاطئة عن الإسلام؛ من أجل جذب الشبان المسلمين الجهلة في الأنشطة الإجرامية باسم محاربة الجهاد. 

شارك