تضارب أنباء مقتل الملا أختر.. تساؤلات حول مستقبل طالبان؟
السبت 05/ديسمبر/2015 - 12:34 م
طباعة
حالة من الغموض تحيط بمصير زعيم حركة طالبان الجديد الملا اختر منصور، الذي اصيب في حادث تبادل اطلاق النار، واكد متحدث باسم الحكومة الافغانية وفاته في بيان رسمي، بينما نفت قيادة طالبان وفاة الملا منصور ن وتشير الي اصابته بجروح خطيرة في تبادل لإطلاق النار في اجتماع للحركة التي تشهد انقساما حادا قرب مدينة كويتا الباكستانية.
تأكيد حكومي:
أكّد الرئيس التنفيذي لأفغانستان عبد الله عبد الله، على تويتر، خبر اصابة زعيم طالبا الملا اختر منصور، ولكن لا يوجد، حتى الآن، دليل مباشر
كما قال المتحدث باسم نائب الرئيس الاول سلطات فايزي على تويتر بأن "زعيم طالبان الملا اختر منصور توفي متأثرا بجروحه" من دون توفير مصادر او اثباتات.
ونقلت وكالة (باجهواك) الإخبارية عن وزير الإعلام والثقافة في الحركة ملا أخير خان متقي قوله إن الأخير لفظ أنفاسه نتيجة إصابته جروح وفي النهاية تشير الوكالة إلى الحركة لا تؤكد الخبر رسمياً.
و قالت مصادر عدّة في «طالبان» أنّ منصور، الذي رفض فصيل منافس زعامته للحركة، أصيب بجروح خطيرة، وربّما قتل، خلال تبادل لإطلاق النار، الثلاثاء الماضي، في منزل زعيم آخر من «طالبان» قرب كويتا، في باكستان، مشيرا الي تعيين الملا هيبت الله أخوند القائم بأعمال الحركة.
واوضح مسؤول كبير في الاستخبارات الباكستانية ان منصور “اصيب بجروح خطيرة” خلال ما وصفه بـ“تبادل كثيف لإطلاق النار” اثناء اجتماع لقادة المتمردين قرب بلدة كويتا. واكد مسؤول في الاستخبارات الافغانية ومصادر من المتمردين قريبة من جماعة منصور هذه الرواية مشيرين الى اطلاق النار اسفر عن مقتل اربعة أعضاء على الأقل من طالبان واصابة العديد بجروح.
طالبان تنفي:
وذهب المتحدث باسم الحركة هذه الانباء تذبيح الله مجاهد، باسم الحكومة الافغانية الجمعة الى حد التأكيد ان منصور لم ينج من اطلاق النار، ما يهدد الجهود الجارية لإعادة اطلاق المحادثات بين كابول وطالبان.
لكن المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد اعتبر هذه المعلومات "بلا اي اساس" مؤكدا ان الملا منصور حي وبصحة جيدة.
الملا منصور الذي كان من المقربين جدا للملا محمد عمر، مؤسس الحركة، وقوبل توليه زعامة الحركة بعد عامين من اخفائه لوفاة الملا عمر، واصدار بيانات وخطابات سنوية باسمه، بمعارضة شديدة داخل الحركة، لان عدم اعلان وفاة زعيم حركة طالبان في حينه كان خروجا عن الاعراف الاسلامية، ومناقضا لأحكام الشريعة الاسلامية التي تحتم هذا الاعلان لحسم قضايا الارث، واعطاء الحرية للزوجات بالزواج اذا رغبن في ذلك بعد انتهاء عدتهن وخلافه.
كما ادي اخفاء خبر وفاة الملا عمر في احد المستشفيات الباكستانية لمدة عامين، واصدار بيانات “مفبركة” بإسمه وصوته، حالة من الغضب الشديد في صفوف الحركة ضد الملا اختر منصور والمجموعة المحيطة به، ورفض عدد كبير من قيادات الصف الاول في الحركة مباركة الملا اختر خليفة خليفة للملا عمر، وتقديم البيعة له، خاصة ان الملا منصور رضخ لضغوط المخابرات الباكستانية، وانخرط في مفاوضات السلام مع حكومة كابول برعاية اميركية، ووساطة قطرية، تمثلتا في فتح سفارة لإمارة افغانستان في الدوحة.
تأكيدات أعضاء طالبان:
ورغم نفي الجماعة وفاة داد الله، تصر المصادر على انه قتل الشهر الماضي في اشتباك مع موالين لمنصور، بينما لم يحدد الفصيل المنشق حتى الآن ما اذا كان له دور في إصابة الملا منصور.
وأكّد أعضاء في «طالبان»، مقربون من منصور، أنه أصيب في المعركة المسلّحة التي حدثت بعد نزاع، بشأن كيفية التعامل مع الانقسام بين الفصائل في الحركة، وأنّه نقل على ما يبدو إلى مستشفى خاص للعلاج.
وأضاف أحد أعضاء «طالبان» الكبار أنه «لا نعرف حتى الآن إلى أين أخذ، لكن بعض أتباعنا أبلغونا في وقت لاحق أنه أدخل مستشفىً خاص، وأن حالته لا تزال حرجة».
وتأتي هذه التطورات بعد اربعة اشهر فقط من تعيين منصور زعيما لطالبان، وتعكس الانقسامات العميقة داخل الحركة المتمردة التي شهدت رسميا في نوفمبر أول انقسام داخلي بعد ظهور فصيل منشق.
الانشقاقات:
وفي نوفمبر الماضي تم تشكيل فصيل منشق عن طالبان بقيادة الملا محمد رسول، وهو اول انشقاق رسمي في الحركة المتطرفة.
وسيؤدي وفاة الملا اختر منصور الي صراعة أجنحة داخل التنظيم، مع نفوذ اقوي للتيار المتشدد مما يعني زيادة اعمال العنف في أفغانستان، بين اجنحة الحركة والتنظيمات الأخرى كـ"داعش" والجيش الافغاني.
فشائعة خبر وفاته لو تم تاكيدها فانه سوف تثير إثارة بلبلة الخلافات في صفوف الحركة وتوعية الشعب وعامة المواطنين في البلاد بشأنها بأنها حقيقة وواقعية وإبرازها بحيث إنها وصلت إلى ما بين قادة الحركة الكبار.
وأكد مسؤولون أفغان، تقارير أفادت عن موت نائبه الملا داد الله، وهو قيادي بارز ومنافس رئيسي للملا منصور.
وكان أحد فصائل طالبان على الأقل يفضل انتخاب ابن الملا عمر ليخلفه.
وكانت تقارير اعلامية قد ذهبت إلى أن القائد العسكري "قيوم ذاكر" عارض عملية انتخاب الملا منصور، وذاكر هو نزيل سابق في معتقل غوانتانامو وله قاعدة من الأنصار في إقليم هلمند، وسيضطلع بمستقبل حاسم في مستقبل طالبان.
تمدد "داعش":
حقيقة وفاة الملا اختر منصور وصراع الاجنحة داخل حركة طاالبان، يصب بشكل مباشر في صالح تنظيم "داعش" الارهابي، حيث تشهد أفغانستان وباكستان حالة من التمدد والاستقطاب لتنظيم الدولة الاسلامية بزعامة أبو بكر البغدادي لعدد من قيادات واجنحة طالبان، وخاصة في افغانستان والتي اصبحت منطقة تنافس على "إمارة المؤمنين" بين داعش وطالبان.
يأتي ذلك بعد أن أصبح في الأسابيع الماضية بعض المتطرِّفين على الجانب الأفغاني وكذلك على الجانب الباكستاني مستقلين، أقسموا بالولاء لتنظيم "الدولة الإسلامية" ومبايعتها. وتمت قيادتهم من قبل حافظ سعيد خان، وهو زعيم سابق لحركة طالبان الباكستانية. وبعد ذلك رد المتحدِّث باسم تنظيم "داعش" أبو محمد العدناني من خلال اعترافه رسميًا بـ "ولاية" خراسان -باعتبارها منطقة تابعة إداريًا "للدولة الإسلامية"- وبتعيين حافظ سعيد خان حاكمًا عليها.
يشير اسم خراسان إلى اسم المنطقة التاريخي ويشمل أجزاءً من المنطقة المعروفة في يومنا هذا باسم أفغانستان وإيران وطاجيكستان وأوزبكستان وتركمانستان. وكذلك ضُمَّت إلى ولاية خراسان من قبل "الدولة الإسلامية" مناطقُ البشتون القبلية الواقعة خلف خط دوراند، والتي تقول باكستان إنَّها جزء من أراضيها.
مستقبل الحركة:
وفي حال تأكد مقتل منصور فقد يندلع الصراع بين أجنحة السلطة مجددا في صفوف الحركة، وسيصب في خدمة “داعش” وانصارها في افغانستان الذين يتوسعون ويزدادون قوة.
ومن المرجح ان تؤدي هذه الوفاة الى تجميد، ان لم يكن نسف، عملية المفاوضات السلمية مع الحكومة الافغانية، و رفع معنويات قوات الأمن الأفغانية في مجابهة طالبان ومقاتلتها وإسدال الستار على فشلها في مجابهة الحركة خلال فترة عد شهور ماضية.
نبأ وفاة الملا اختر منصور في عملية اشتباك خلال اجتماع للحركة، فانه سيودي الي زيادة نفوذ الاجنحة المتشددة داخل الحركة.
شائعة مقتل الملا اختر منصور قد تكون لبعة مخابراتية أفغانية اجنبية، من أجل هز الثقة داخل الحركة واضعافها بما يخدم مصالح الدولة الأفغانية علي المدي القريب.
واذا صحت هذه الشائعة وقتل الملا اختر فإن مستقبل حركة طالبان حركة قوية سيكون من الماضي، وستشهد أفغانستان مجموعة من التنظيمات المتحاربة، وهو ما قد يؤدي الي ضعفها ويشكل مكسب علي المدي البعيد للدولة الافغانية فقي سقوط حجج واسانيد الحركة، بعدما دب فيها الصراع مما يسقطها شعبيها وتفقد بيئتها الحاضنة.