بعد تبنيه عملية "سان برناردينو".. "داعش" يخترق حصون الأمريكان

السبت 05/ديسمبر/2015 - 07:49 م
طباعة بعد تبنيه عملية سان
 

حسم تنظيم "داعش" الجدل المُثار حول علاقته بحادث "سان برناردينو" في ولاية "كاليفورنيا" الأربعاء الماضي، وأودى بحياة 14 شخصاً، حيث قالت إذاعة البيان التابعة لتنظيم "داعش" على الإنترنت، اليوم (السبت)، إن اثنين من أنصاره نفذا هجوم كاليفورنيا خلال حفل مؤسسة لذوي الاحتياجات الخاصة.

التنظيم الإرهابي  قال في البث الإذاعي اليوم: "هاجم اثنان من أنصار داعش قبل عدة أيام مركزا في مدينة سان برناردينو في كاليفورنيا"، في وقت كانت مصادر حكومية أميركية، قالت إنه ليس هناك دليل على أن الهجوم نفذ بناء على أوامر تنظيم داعش، أو أن التنظيم يعلم حتى من هما المهاجمان.

بعد تبني "داعش" العملية، هل أصبح التنظيم قادرًا على اختراق القلعة الأمريكية وترميها بلعنة الإرهاب الذي أصاب عاصمة الأنوار قبلها، باريس، ويبدو أن التنظيم الإرهابي استبق التحريات الأمريكية، ففي الوقت الذي تستمر فيه التحريات الامريكية بشأن ما إذا كان منفذي هجوم سان برناردينو الدامي على صلة بتنظيم إرهابي، تبنى تنظيم "داعش" في تسجيل صوتي مسؤولية الهجوم، مؤكدا أن المنفذين سيد فاروق وتاشفين مالك هما من أتباع التنظيم.

ويبدو أن البيت الأبيض استبعد فرضية الإرهاب وربطه بالحادث، وقال وقتها أن الهجوم جنائي بسبب تزايد استخدام الأسلحة داخل الولايات المتحدة التي تصاعدت فيها معدلات الجريمة بشكل لافت. وقال مدير المكتب جيمس كومي، قبيل إصدار التنظيم بيان التبني، إنه تقرر اعتماد هذا التصنيف للهجوم بناء على التحقيقات الجارية، ولكن "ليس لدينا أي مؤشر على أن القاتلين جزء من تنظيم أكبر أو أنهما جزء من خلية".
بعد تبنيه عملية سان

من جهته، قال مساعده ديفد بوديت المشرف على التحقيق إن المحققين في حادثة سان برناردينو يتعاملون معها بوصفها عملا من أعمال "الإرهاب"، مؤكدا أن المعطيات الأولية تفيد بأن أحد منفذي الهجوم كان على تواصل هاتفي مع أحد من يخضعون للرقابة من قبل "FBI"، رافضا في الوقت نفسه التعليق على إمكانية ارتباط المنفذين بتنظيم "داعش".

ووفقا لتصريحاته، فإن أدلة جديدة مكنت المحققين من الاطلاع على "خطة مكثفة" كان يجري الإعداد لها، واكتشاف أسلحة مختلفة وقوية جدا وعبوات متفجرة وذخيرة على حد وصفه، وأن العمل مستمر للتوصل إلى كل الأدلة الخاصة بهذا الحادث.

ولا تزال الدوائر الرسمية تتكتم على علاقة المنفذين بالتنظيمات الإرهابية، إلا أن وسائل الإعلام الأمريكية خرجت عن صمت الحكومة وكشفت عن مبايعة زوجة سيد فاروق، تاشفين مالك، لزعيم "داعش" أبو بكر البغدادي.

من هي تاشفين مالك؟

من هي تاشفين مالك؟

منذ الحادث الذي أودى بحياة 14 شخصا بمركز للضمان الاجتماعي بسان برناردينو، سلط الاهتمام بشكل مكثف على سيد فاروق الباكستاني الأصل، ومر مرور الكرام على زوجته تاشفين مالك 27 عاما، ومساء الجمعة 4 ديسمبر 2015، ركزت وسائل الإعلام الأمريكية على الجانية الثانية، وظهرت صورها للمرة الأولى وراجت عنها معلومات أثارت الاهتمام والمتابعة.

شبكة "CNN" نقلت عن مسؤولين أميركيين مطلعين على تحقيقات حادث إطلاق النار في سان بيرناردينو في كاليفورنيا، أن منفذة الهجوم تاشفين مالك، كانت قد نشرت على حسابها في "فيسبوك" تدوينات عبرت فيها عن ولائها لزعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي.

وقال مسؤول أمني إن تاشفين مالك نشرت التدوينات في حساب يحمل اسما مختلفا، في حين لم يوضح المسؤولون كيفية التأكد من أن مالك هي من قامت بنشر تلك التدوينات، بحسب الشبكة.
بعد تبنيه عملية سان

متحدث باسم "فيسبوك" أعلن حذف حساب من موقع التواصل الاجتماعي أنشأته تاشفين مالك باسم مستعار وذلك لأن الحساب خالف قواعد الموقع التي تحظر الاحتفاء أو الترويج "لأعمال إرهابية".

تاشفين مالك، من أصل باكستاني، كانت تعيش في السعودية منذ 25 عاما قبل أن تنتقل مع زوجها العام الماضي إلى الولايات المتحدة. وبناء على معلومات قدمها عم تاشفين، قال إن والدها ظهرت عليه علامات التشدد بعد انتقاله للسعودية.

ومن المفاجآت الجديدة المتعلقة بهذا الهجوم، كشفت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" نقلا عن مسؤول اتحادي أن سيد فاروق الذي أطلق النار في سان بيرنارينو بولاية كاليفورنيا الأميركية كانت له اتصالات مع أشخاص في تنظيمين متشددين اثنين على الأقل، من بينهما جبهة النصرة في سوريا.

المثير للدهشة هو أن محمود نضوي (39 عاما)، مساعد إمام مسجد دار العلوم الإسلامية، المسجد الوحيد في سان برناردينو، أشار إلى أن المتهم سيد يوسف لم تبدو عليه "مظاهر تشدد" خلال تردده على المسجد. فيما قال نظام علي (23 عاما) إن الشاب الأميركي المنحدر من أصل باكستاني "كان يأتي مرتين أو ثلاث مرات أسبوعيا" للصلاة في المسجد، لكنه لم يحضر منذ ثلاثة أسابيع. بينما وصفه آخرون بأنه "خجول ومحافظ".

صحيفة كريستيان ساينس مونيتور أوردت نقلا عن مسؤول استخباراتي أميركي القول إن يوسف كان على اتصال بمتشددين. ونقلت عن مسئول آخر إنه لم يكن يخضع لمراقبة السلطات الأمريكية قبل الحادث.

شارك