رغم اتفاق وقف دعم "داعش".. روسيا تتهم أمريكا بتمويل التنظيم

السبت 05/ديسمبر/2015 - 11:04 م
طباعة رغم اتفاق وقف دعم
 
تجاوز تلاسن موسكو الموجه إلى أنقرة على خلفية اتهام الأولى لنظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بسرقة النفط السوري عبر تسهيل بيع النفط الذي يسيطر عليه "داعش" من سورية، ليصل التلاسن إلى واشنطن التي قالت إنها لا تمتلك دليلًا قويًا على قيام تركيا بتسهيل ذلك الأمر لداعش.
كان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية اعترف سابقا بأن الصور المعروضة من قبل العسكريين الروس التي تظهر مئات من صهاريج النفط التابعة لداعش هي صور أصلية، مع ذلك فقد قال إنه "لم ير صورا للمعابر التي تعبر من خلالها الصهاريج الحدود (السورية التركية)".
وتمثل التلاسن الروسي لأمريكي، في إعراب وزارة الدفاع الروسية اليوم السبت 5 ديسمبر 2015 عن اندهاشها من تصريحات المسؤولين الأمريكيين بأنهم لا يرون كيف يتم تهريب النفط المسروق من قبل تنظيم داعش الإرهابي إلى تركيا.

رغم اتفاق وقف دعم
وفي تصريح صحفي قال المتحدث باسم الوزارة اللواء إيغور كوناشينكوف: "عندما يقول المسؤولون الأمريكيون أنهم لا يرون كيف يتم نقل النفط المهرب من قبل الإرهابيين إلى تركيا، فإن ذلك أكثر من مكر بسيط، لأنه يشبه توفير غطاء مباشر".
وفي تعليقه على هذه التصريحات ذكر كوناشينكوف أن الأحاديث عن عدم رصد حركة الصهاريج عبر الحدود "تثير السخرية، ولو لأن أي صورة فوتوغرافية هي صورة غير متحركة"، وأعاد المسؤول العسكري الروسي إلى الأذهان أن وزارة الدفاع عرضت، إلى جانب الصور الفضائية، تسجيلات جوية تثبت أن الصهاريج المليئة بالنفط تعبر الحدود التركية بسرعة عالية دون أن تتوقف في المعابر.
وتابع كوناشينكوف قائلا إن التصريحات الأمريكية الأخيرة بشأن سوريا مبنية على معايير مزدوجة "تشبه مسرح العبث المبني على المعايير المزدوجة والتلاعب بالألفاظ، فإنهم يرون شيئا ما تارة، ولا يرونه تارة أخرى، أو أنهم يميزون بين معارضين معتدلين وغير معتدلين، إلى حد تمييزهم بين إرهابيين سيئين وإرهابيين سيئين جدا".

رغم اتفاق وقف دعم
وذكر المتحدث باسم الوزارة أن روسيا حذرت مرارا من خطر مغازلة الإرهابيين، بل وشددت على أن "مثل هذه السياسة قصيرة النظر وقد يكون لها صدى دموي في شوارع مدنكم ومدننا".
وأكد المسؤول العسكري الروسي أن الإرهاب لا يفرق بين هذا وذاك أو بين الانتماءات القومية، بل هو "شر مطلق يجب مواجهته بمظاهره كافة، وهو أمر لا شك فيه، شأنه شأن أدلتنا التي عرضناها في المؤتمر الصحفي في 2 ديسمبر 2015، التي تظهر من أين وإلى أين ينقل النفط المسروق من المناطق المسيطر عليها من قبل الإرهاب الدولي، ومَن الذي يغطيه ومِن أين يأخذ داعش الأموال من أجل تنظيم أعماله الإرهابية الدامية".
صحيفة "واشنطن بوست"، ذكرت نقلا عن قائد في إحدى القوات الشعبية العراقية يقاتل ضد مسلحي "داعش"، مصطفى السعدي أن الجيش العراقي قد شاهد مرارا وتكرارا أن المروحيات الأمريكية التي تشن غارات على مواقع "داعش" ترمي الأسلحة لهم بدلا من قتلهم، وقد أكد هذا الأمر شهود عيان.
وكثيراً ما يتناقل الناس في العراق روايات عن مواطنين شاهدوا مقاطع مصورة للطائرات وهي تلقي الأسلحة إلى المسلحين، وقصصاً أخرى توصلت إلى نفس الاستنتاج، ورغم أنها تعتبر استنتاجات سخيفة لدى الأمريكيين إلا أنها منتشرة على نطاق واسع بين العراقيين، وفقاً للصحيفة.
وتشير الصحيفة، إلى أن العراقيين يعتقدون أن أمريكا تدعم تنظيم "داعش" من أجل مجموعة متنوعة من "الأسباب الخبيثة التي لها علاقة بسيطرة أمريكا على العراق والشرق الأوسط الكبير والنفط وما إلى ذلك"، وأضاف السعدي: "إن توقف الأمريكيين عن دعم مسلحي داعش، فإننا سنهزمهم في بضعة أيام".

رغم اتفاق وقف دعم
وفي محاولة تعتبر ليست هي الأولى، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الولايات المتحدة وروسيا يجريان حاليا مفاوضات بشأن إصدار قرار جديد من مجلس الأمن يسعى إلى تعزيز الجهود الدولية لقطع مصادر التمويل التي يحصل عليها تنظيم داعش، وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة التي ترأس الدورة الحالية لمجلس الأمن تسعى إلى إصدار القرار خلال اجتماع استثنائي لمجلس الأمن يوم 17 ديسمبر الحالي، والذي من المتوقع أن يحضره بعض وزراء مالية الدول الأعضاء بالمجلس.
وسيقوم القرار الجديد حسبما ذكرت الصحيفة الأمريكية على أساس قرار سابق صدر عام 1999 لاستهداف مصادر تمويل تنظيم القاعدة وزعيمه وقتها أسامة بن لادن، وكان قد تم تبني إجراء مماثل في شهر فبراير الماضي لمحاربة مصادر تمويل تنظيم داعش غير أن روسيا أعربت عن استيائها إزاء انتهاك القرار بصورة مستمرة. 
ونقلت الصحيفة عن السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي شوركين قوله إن بلاده ترغب في أن يشمل القرار الجديد بندا يطالب مكتب الأمين العام للأمم المتحدة بتقديم تقارير حول مَن ينتهك الحظر دون أن يذكر مزيدا من التفاصيل، وأن القرار الجديد سيشدد الإجراءات ضد مَن يتعامل تجاريا مع داعش، ومن المقرر أن يرأس وزير المالية الأمريكي جاكوب لو اجتماع نيويورك المقبل. 

شارك