انشقاقات جديد في "إخوان الأردن" تهدد وحدة حزب العمل الإسلامي
الأحد 06/ديسمبر/2015 - 03:14 م
طباعة
امتد الصراعات بين جناحي جماعة الإخوان المسلمين في الأردن الي ذراعها السياسي المتمثل بحزب جبهة العمل الإسلامي، الذي حاول خلال الأشهر الماضية أن ينأى بنفسه عن معارك الإخوان الطاحنة.
انشقاقات بحزب العمل الاسلامي:
التخوف من تأثير الصراع بين قيادات الاخوان علي حزب جبهة العمل الاسلامين قد وقع بالفعل، في 3 ديسمبر الجاري، أعلن 14 شخصًا انسحابهم من عضوية حزب جبهة العمل الإسلامي- الذراع السياسية لجماعة الإخوان بالأردن- فرع اليرموك، لأسباب قالوا إنهم يحتفظون بها لأنفسهم، وفق ما جاء في بيان صادر عنهم.
وجاء البيان تحت عنوان "فك الارتباط التنظيمي بحزب جبهة العمل الإسلامي"، وحمل توقيع الآتية أسماؤهم: وليد سالم الخطيب، وآمنة محمد حسن الخطيب، وآلاء وليد سالم الخطيب، وأحمد الشياب، أحمد على جرادات، وبشار هاني العمري، وإبراهيم صالح العمري، ويحيى محمد العمري، وعقلة محمد الصمادي، وفريال محمد الشوربجي، محمد على الشرمان، وسامية أحمد العمري، وحمود قاسم الناطور، وغسان المومني.
وفي 28 نوفمبر2015، استقال عدد من أعضاء حزب جبهة العمل الإسلامي باﻷردن، "احتجاجًا على سياسات القيادة غير الشرعية في جماعة الإخوان المسلمين".
ونقلت وكالة "جفرا نيوز" الاردنية، عن مصادر مقربة من الأعضاء الذين قدموا استقالاتهم، أنهم أصحاب "مواقف معتدلة عرفت خلال السنوات الماضية بدعوتها لإصلاح البيت الداخلي لجماعة الإخوان المسلمين، وتغليب صوت العقل على أي أصوات أخرى في إطار الحرص على وحدة الجماعة".
ومن بين الأسماء الموقعة على الاستقالة النائب الأسبق بدر الرياطي، وإبراهيم أبو العز ورائد الذنيبات، وإبراهيم الذنيبات، وناصر ضيف الله، وإبراهيم المرافي وأسماء أخرى من الناشطين داخل الحزب.
انشاء حزب جديد:
الاستقالات لن تتوقف عند ذلك، فقد كلفت مبادرة الشراكة والانقاذ في جماعة الاخوان المسلمين، لجنة المتابعة الداخلية فيها، بدراسة حيثيات تشكيل إطار سياسي جديد، وقياس محددات الإطار القانونية والسياسية مستقبلا.
وجاء التكليف عقب مناقشات مطولة، شهدها الاجتماع الموسع الذي عقدته المبادرة أمس السبت، في منزل القيادي في الحركة الاسلامية نمر العساف، وبحضور أغلبية أعضاء المبادرة، وهو الاجتماع الاول الموسع الذي يعقد بعد إعلان المبادرة انه تم "إفشالها" منذ أكثر من أسبوعين.
وستشهد الأيام القليلة المقبلة، نشاطاً سياسياً مكثفاً لخروج حزب سياسي إلى العلن، نواته قيادات مبادرة “زمزم”، التي ما زال لهم ارتباط تنظيمي بجماعة الإخوان المسلمين المرخصة.
الحزب الجديد، الذي بدأت الاتصالات من أجله ترى النور، ويتداولها ناشطون سياسيون، يتوقع أن يتم اشهاره مطلع العام المقبل والسير بخطوات ترخيصه بعد ذلك، بحسب منسق مبادرة “زمزم” الدكتور رحيل غرايبه.
ويقول غرايبه، إن الحزب الجديد الذي لم ير النور بعد، سيكون عماده الذهاب إلى هموم الناس، ومحاولة ايجاد برامج عملية لمعالجة هموم ومشاكل الناس، والاشتراك مع مختلف مؤسسات الدولة للبحث عن حلول ناجعة لها.
الحزب الجديد بحسب المعلومات المتوفرة، سيبحث عن أصحاب الكفاءات المهنية والأكاديمية والخبراء، في محاولة منه لتقديم وصفات علاج لمشاكل الدولة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والخدمية.
رفض المراقب العام:
وفي خطاب الذي وجهة امس المراقب العام لجماعة الاخوان في الاردن همام سعيد، رفض أي مساعي الي انشاء حزب سياسي اخر للاخوان ، قالا :" إن إنشاء حزب آخر أمر مرفوض على الإطلاق، وهو مخالف لأنظمة الجماعة ما لم يصدر في ذلك تشريع خاص"، مضيفا: "أطالب جميع الإخوة والأخوات بحقي عليهم وبموجب البيعة التي في أعناقهم أن يتوقفوا عن جميع اللقاءات ولا سيّما المتعلقة منها بإنشاء حزب سياسي او أي تشكيل آخر خارج أُطر الجماعة، وأستثني من ذلك لقاءات المجالس الشّورية فيما بينها".
فيما انتقد المتحدث باسم مبادرة "الشراكة والإنقاذ" سالم الفلاحات، بيان المراقب العام لجماعة "الإخوان المسلمين" همام سعيد، الذي دعا فيه أعضاء الجماعة إلى عدم تشكيل حزب جديد. وقال الفلاحات "إن القيادة الحالية للجماعة ممثلة بالمكتب التنفيذي أذاقت الجماعة الويلات ولذلك لا بد من تشكيل لافتة جديدة للعمل السياسي"، على حد وصفه. كما اتفقت مجموعة الحكماء على تحديد اجتماع يوم الاثنين المقبل، يبحث استقالة أعضاء مبادرة الشراكة من عضوية حزب "جبهة العمل الإسلامي".
مستقبل العمل الاسلامي:
مع فشل مبادرات لم الشمل الاخوان واصرار جماعة "همام سعيد" علي مواصلة طريقها، اصبح الانشقاقات الوجهة الغالبة علي اخوان الأردن، وتشهد الاردن الان جماعات جماعة مرخصة من الحكومة الاردنية وجماعة غير مرخصة
وتسعي الجماعة المرخصة الي تأسيس حزب سياسي لتنافس فيه في الانتخابات البرلمانية المقبلة، ومن المرجح أن ينفرط عقد حزب جبهة العمل الاسلامي إذا لم تحسن الجماعة قراءة متطلبات الإصلاح ، وضرورات التحديث التي من أبرزها بالنسبة للجبهة - ذراع الاخوان السياسي - أن لا تهيمن الجماعة على قيادة الحزب ، كما هو حاصل الآن ، وغير ذلك من مطالب إصلاحية حتمية .