تزايد الاتهامات الغربية بتعاون تركيا مع "داعش".. ونجل أردوغان في ورطة
الأحد 06/ديسمبر/2015 - 10:31 م
طباعة


اردوغان متهما
ارتفعت وتيرة الانتقادات لتركيا وعائلة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بسبب العلاقة المشبوهة مع تنظيم داعش، وتهريب النفط من سوريا والعراق إلى تركيا، بعد ان رصدت الصحف الالمانية هذه الاتهامات، في الوقت الذى يواجه فيه بلال أردوغان اتهامات بغسيل الأموال فى إيطاليا، وهو ما اعتبره المحللون دلالة واضحة على تشعب علاقة السلطات التركية بتنظيم داعش، واثره في توتر العلاقة بين روسيا وتركيا.
من جانبها أكدت الصحافة الألمانية أن سمعة بلال أردوغان نجل الرئيس التركي قد تلطخت بنفط تنظيم "داعش" رغم رفض الغرب الاعتراف بتورط الإدارة التركية بتجارة النفط المشبوهة مع التنظيم، بعد ان كشفت صحيفة " Handelsblatt " الالمانية أنه رغم محاولاته تقديم نفسه بصورة رائعة، إلا أن ماضيه يحمل الكثير من النقاط السوداء التي قد تؤكد صحة الاتهامات الروسية الموجهة إليه بالإتجار بنفط "داعش".، وأعادت الصحيفة إلى الأذهان أن النيابة العامة التركية اشتبهت سنة 2013 بضلوع بلال في تبييض أموال تعود لأردوغان الأب، وأن الأدلة التي جمعتها النيابة ضمت صورا وتسجيلات لمكالمات هاتفية بين الابن والأب أردوغان، حيث طلب الأب الذي كان حينها يشغل منصب رئيس الوزراء من نجله "التخلص من جميع الأموال الموجودة في المنزل".

تركيا وأذربيجان تتفقان على تسريع تنفيذ مشروع الغاز تاناب
وفي مطلع العام 2014 استذكرت الصحيفة مكالمة هاتفية ثانية تعلقت باستلام مبلغ 10 ملايين دولار، فيما لم يتم الكشف عن الجهة التي كان عليها تسديد هذا المبلغ ، ورجحت ارتباط مصدرها بمشروع مد أنبوب لضخ النفط،
واسترجعت الصحيفة تصريحا لوزير الإعلام السوري عمران الزعبي في نوفمبر الماضي، أكد فيه أنه يتم نقل نفط "داعش" بواسطة شاحنات تعود لشركة يديرها بلال أردوغان، فضلا عن شرائه الخامات النفطية والآثار السورية المنهوبة على أيدي عناصر التنظيم، كما تشير أصابع الاتهام لأردوغان الابن بالتورط في توريد نفط "داعش" المنهوب في العراق إلى دول آسيوية، حيث صار العراقيون على خلفية هذه الاتهامات يصفونه، حسب الصحيفة، بـ"وزير نفط الدولة الإسلامية".
أكدت الصحيفة أن وسائل الإعلام التركية كانت قد تساءلت غير مرة حول السبب من وراء تواجد سفن تابعة لبلال أردوغان قرب المياه السورية، وخلصت إلى القول إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حينما أعلن مؤخرا استعداده للاستقالة من منصبه إذا ما تم إثبات تورطه والقيادة التركية بتجارة نفط "داعش"، قد أخضع نفسه لرهان كبير في ظل "الأوراق" المتبقية في يده.
وتتزايد اهتمامات الصحف العالمية بمتابعة شكل العلاقة بين السلطات التركية وتنظيم داعش، فى ضوء المعلومات التي كشفت عنها مؤخرا وزارة الدفاع الروسية والتي عرضت مؤخرا صورا ومشاهد التقطتها الأقمار الاصطناعية وطائرات بلا طيار فوق الحدود السورية التركية تظهر آلاف الصهاريج وهي تعبر إلى تركيا على مدار الساعة بنفط "داعش" من شمال سوريا، لتفرغ حمولتها هناك وتعود للتزود بالنفط المنهوب من جديد.
وقامت إيران ايضا بتأكيد معلومات الدفاع الروسية، والاشارة إلى وجود علاقة قوية بين تركيا وداعش، وانها تعد حاليا الأدلة قبل عرضها على المجتمع الدولي.

بلال اردوغان
بينما قالت تركيا إنها "مندهشة" من اتهامات إيرانية لأنقرة بدعم تنظيم داعش وضلوعها في صفقات نفط مع المسلحين الإسلاميين في العراق وسوريا.
وقال تانجو بيليتش المتحدث باسم الخارجية التركية إن اتهامات إيران "لا تؤخذ على محمل الجد".
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه حذر نظيره الإيراني حسن روحاني من تقارير أوردتها مؤسسات إعلامية إيرانية تتهم أردوغان وعائلته في التورط بتجارة النفط مع تنظيم الدولة، وقال أردوغان إنه تحادث مع روحاني هاتفيا وقال له: "سوف تدفع الثمن باهضا إذا استمر ذلك، وزعم أن الإيرانيين أزالوا تلك الأخبار من مواقعهم الإلكترونية لاحقا.
ونقلت وكالة آيرنا الإخبارية الإيرانية عن حسين جابر أنصاري، المتحدث باسم وزير الخارجية الإيراني قوله إن "استمرار السياسات والمواقف التي أدت إلى دعم الإرهاب في سوريا والعراق، ستزيد من الأزمة في المنطقة وتزيد المشكلات للدول التي تستمر في تلك السياسات".
من جانبه تقدم أحد رجال الأعمال بشكوى إلى السلطات القضائية يطالب فيها بالتحقيق في قيام بلال أردوغان نجل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإدارة عملية غسيل أموال بمبالغ طائلة في إيطالبا، ونشرت صحيفة "كوريير دي لاسيرا" الإيطالية أن الشكوى تضمنت قيام بلال أردوغان بنقل أموال سوداء بكميات ضخمة إلى إيطاليا بعد أن زعم أنه قرر الاستقرار في إيطاليا لدراسة الدكتوراه، وأن محاميًا لأحد رجال الأعمال تقدم بشكوى جنائية إلى نيابة بولونيا بإيطاليا من أجل التحقيق في الأموال المذكورة.
نوهت الصحيفة أن رجل الأعمال الذي تقدم بمذكرة الشكوى معارض لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا ويعيش في دولة أوروبية لم يذكر اسمها بصفته لاجئ سياسي.
وطالب المحامي ماسيميليانو آنيتا المسجل في نقابة المحامين بفلورنسا، في مذكرة الشكوى التي تقدم بها لنيابة بولونيا، بالتحقيق بشأن الأموال التي أحضرها بلال أردوغان إلى إيطاليا بدعوى غسيل الأموال، بحسب الصحيفة.

تهريب النفط السوري والعراقي الى تركيا
وتمت الاشارة الى انه فى اكتوبر الماضي انتقل بلال أردوغان مع زوجته وأبنائه إلى بولونيا الواقعة في منطقة إيميليا بإيطاليا، وذكرت الأخبار أن مسألة الانتقال التي دار الحديث والنقاش حولها كثيرا في تركيا كانت من أجل أن يتابع بلال أردوغان مشواره الأكاديمي لإتمام رسالة الدكتوراه التي لم تنته بعد في جامعة جونز هوبكنز في بولونيا لكن المشرف على رسالة الدكتوراه قال إن الأمر لا يستدعي إقامته في إيطاليا من أجل الدراسة.
على الجانب الاخر، وفى إطار محاولات أنقرة للتغلب على الاتهامات الروسية والعقوبات المفروضة بعد اسقاط الطائرة الروسية على الحدود التركة السورية، تسعى تركيا إلى الإسراع في تنفيذ مشروع الغاز "تاناب" الهادف لنقل الغاز الأذربيجاني إلى تركيا ومنها إلى أوروبا، وذلك في محاولة أنقرة للحد من اعتمادها على الغاز الروسي.
واتفقت تركيا مع أذربيجان خلال زيارة لرئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إلى باكو على تسريع العمل بمشروع الغاز "تاناب"، لإنجاز المشروع قبل عام 2018، حيث كان من المفترض أن يكتمل بناء هذا المشروع بحلول عام 2019،
ويعد هذا المشروع بالغ الأهمية بالنسبة لتركيا، خاصة بعد توتر العلاقات بين أنقرة وموسكو وتجميد المحادثات بين روسيا وتركيا فيما يتعلق بمشروع نقل الغاز الروسي إلى تركيا عبر قاع البحر الأسود ومنها إلى أوروبا "السيل التركي".
يتضمن مشروع "تاناب" بناء شبكة أنابيب غاز بحلول عام 2019، لنقل الغاز من حقل شاه دنيز الأذربيجاني إلى جنوب إيطاليا مرورا بجورجيا وتركيا واليونان وألبانيا. ومن المخطط توريد نحو 6 مليارات متر مكعب من الغاز سنويا إلى تركيا، ونحو 10 مليارات متر مكعب من الغاز إلى أوروبا، مع إمكانية زيادة القدرة التمريرية لخط الأنابيب هذا إلى 31 مليار متر مكعب من الغاز سنويا في المستقبل.