رُغم نفيه نبأ وفاته.. الغموض يكتنف مصير "أختر منصور" زعيم "طالبان"

الإثنين 07/ديسمبر/2015 - 07:24 م
طباعة رُغم نفيه نبأ وفاته..
 
بعد نحو أسبوع من الغموض الذي اكتنف مصير زعيم حركة "طالبان" الملا اختر منصور، وزع تنظيم "طالبان" تسجيلاً صوتياً لأختر محمد منصور، نفى فيه ما أشيع أخيراً عن تعرضه لمحاولة اغتيال على يد أحد القادة الميدانيين، وأكد في التسجيل الذي لم تزيد مدته عن 16 دقيقة، أنه بصحة جيدة ولم يزر منذ سنوات منطقة (كاتشلاك) القريبة من (كويتا) التي قيل أنه استهدف فيها بإطلاق نار.
وطالب منصور خلال الكلمة، الصحافة بتوخي الدقة في نقل الأخبار كما طالب ما أسماهم "المجاهدين" بتجاهل "الشائعات" التي وصفها بـ"المغرضة"، وقال إنها تهدف إلى إحداث شرخ داخل الحركة.
ونفى منصور الذي واجه معارضة حادة منذ الأشهر الأولى من تنصيبه زعيماً للحركة، بسبب ما اعتبره قيادات روحية في الحركة أن منصور لم يُعيين بطريقة شرعية بعد إعلان وفاة مؤسس الحركة الملا عمر، وجود انشقاقات في صفوف الحركة، داعياً مسلحيها وعلماءها وقادتها إلى مزيد من الوحدة ورص الصفوف والاستعداد لمواجهات مقبلة، كما جدد الدعوة إلى إقامة الشرع في أفغانستان. وشدد على أن هدفها ليس السلطة والسيطرة، بل تحكيم الشرع، مؤكداً عدم إلقاء السلاح قبل تحقيق هذا الهدف.

رُغم نفيه نبأ وفاته..
كانت مصادر استخباراتية، قالت إن أخرت منصور أُصيب بجروح خطيرة في تبادل لإطلاق النار على خلفية مشادة بين قادة الحركة المنقسمة. وظل مصير منصور غامضاً حتى إصدار التسجيل الصوتي الذي شككت فيه العديد من الدوائر منها دوائر حكومية ومن داخل الحركة.
واشارت التقارير وقت ذاك، أن اشتباكات اندلعت بين قيادات الحركة على إثر انقسامات داخل الحركة. وهو الأمر الذي نفته "طالبان" رسميا بالتسجيل الذي وزعوه، حيث قال التسجيل المنسوب لأختر، "التقارير التي تفيد وقوع تبادل لإطلاق النار، بين قيادات الحركة لا أساس لها من الصحة"، لكن مصادر في حركة طالبان تحدثت لوسائل الإعلام، وأكدت أن إطلاق نار وقع خلال اجتماع في منزل أحد القياديين بعد مشادة كلامية تطورت الى خلاف.
اللافت أن الظروف التي أحاطت بخبر مقتل أختر، هي ذاتها التي أحاطت بأنباء وفاة مؤسس الحركة الملا عمر، لكن الحركة أخفت الخبر، وأصدرت بيان منسوب للملا عمر وقتذاك تنفي خبر وفاته، وهو ميت بالفعل، الأمر الذي لم جعل كثير من عناصر التنظيم متشككاً في صحة البيان.

رُغم نفيه نبأ وفاته..
ما عزز من التشكك في التسجيل المزعوم لأختر، هو أن الاستخبارات الباكستانية، التي أشارت الكثير من التقارير أن أختر قريب منها، كونها ترعي محادثات السلام بين الحركة والحكومة الأفغانية، قالت على لسان مسؤول باكستاني، إن منصور أصيب بجروح خطيرة خلال تبادل كثيف لإطلاق النار أثناء اجتماع لقادة المتمردين قرب بلدة كويتا.
كما أكد مسؤول الاستخبارات الأفغانية ومصادر من المتمردين قريبة من جماعة منصور هذه الرواية لـ"فرانس برس"، مشيرين الى أن إطلاق النار أسفر عن مقتل أربعة أعضاء على الأقل من طالبان وأصاب العديد بجروح. واعتبر مسؤول غربي في كابول أن "التقارير ما زالت غامضة، لكن الحجم الهائل من الشائعات التي تشير إلى أن شيئا ما قد حدث لمنصور سيزيد من الضغط على طالبان لتقديم دليل على أنه ما زال حيا".
لكن جدل آخر ظهر، يشكك في رواية واقعة تبادل إطلاق النار، أن هناك خلافًا حول المكان الذي وقع فيه تبادل إطلاق النار، إذا قال البعض إنه في قندهار كبرى مدن الجنوب ومهد طالبان، لكن كل المصادر قالت ان اطلاق النار وقع خلال اجتماع في منزل عبدالله سرهدي القائد المقرب من منصور والمعتقل السابق في جوانتانامو.

رُغم نفيه نبأ وفاته..
من جانبها، شككت الحكومة الأفغانية في صحة التسجيل الصوتي المنسوب لملا منصور، مشيرة إلى أنها تعكف على دراسته مع يقينها أن زعيم "طالبان" أصيب في تبادل لإطلاق النار في منطقة كويتا الباكستانية. كما نسبت وسائل إعلام في كابول إلى مسؤولين في طالبان لم تسمهم، تشكيكهم بصحة التسجيل الصوتي وتأكيدهم أن منصور توفي متأثراً بجروحه. غير أن المحلل السياسي الباكستاني رحيم الله يوسفزي المعروف بقربه من قيادات "طالبان"، أكد صحة التسجيل الصوتي، مستغرباً في الوقت ذاته، تأخر الحركة خمسة أيام لإذاعة النفي بعد انتشار أخبار إصابة منصور ووفاته.
ذبيح الله مجاهد الناطق باسم "طالبان" برر التأخر بإجراءات أمنية، مؤكداً وجود منصور داخل الأراضي الأفغانية، وأن الحركة تمهلت حرصاً على عدم كشف مكان تواجده. بينما أجرى عدد من وكالات الأنباء اتصالات مع عبد الله سرحدي القائد الميداني في "طالبان" الذي قال إن منصور قتل في منزله. ونفى سرحدي الذي أفادت تقارير سابقة أن حراس زعيم "طالبان" قتلوه بعد الحادث مباشرة، أن يكون استضاف منصور في منزله.

رُغم نفيه نبأ وفاته..
على صعيد آخر، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن مبعوث الكرملين الخاص لدى أفغانستان زامير كابولوف، قوله اليوم (الاثنين)، أن روسيا ستبحث بحرص طلب أفغانستان الحصول على إمدادات أسلحة، وتعد هذه المهمة خاصة في المقام الأول بالولايات المتحدة، وأن روسيا تلقّت بالفعل بعض الطلبات من أفغانستان، ونجري دراستها، لكن كل شيء سيتقرر في شكل نسبي ومعقول وبحرص، فليهتمّ الأميركيون بالإمدادات كما يفعلون مع قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو)، هذه هي مشكلتهم في المقام الأول.
كانت روسيا تعهدت بإرسال 10 آلاف بندقية كلاشنيكوف "آيه كيه-47" إلى كابول لدعم القوات الأفغانية في حربها ضد الإرهاب. ونقلت وكالة أنباء "كاما" الأفغانية عن فضل هادي مسلميار رئيس مجلس الشيوخ الأفغاني، قوله إنه من المتوقع وصول الأسلحة إلى كابول خلال الـ20 يوما القادمين.
وأضاف مسلميار "لحسن الحظ، أود أن أقول أن حرص روسيا تجاه أفغانستان كان أعلى من ذي قبل، وتمت الموافقة على تسليم 10 آلاف كلاشينكوف إلى وزارة الداخلية الأفغانية".

شارك