كاهن بغداد ينزح للأردن و"داعش" تستمر في مطاردة المسيحيين

الثلاثاء 08/ديسمبر/2015 - 10:28 ص
طباعة كاهن بغداد ينزح للأردن
 
نزوح المسيحيين من العراق اصبح واقع مرير لا يقتصر علي المسيحيين العاديين  بل وصل الي رجال الدين الذين يواصل تنظيم داعش تهديدهم ومؤخرا ترك الاسقف كانون اندرو وايت  الذي كان معروف ولسنين طوال بـ "كاهن بغداد" ومحبوب من الجميع كنيسته  بسبب تهديدات تنظيم الدولة الاسلامية الارهابي  في العراق ،فصار شريكا للألاف من المسيحيين .
ويقيم الكاهن اندرو وايت حاليا في الاردن حيث اسس ابرشية جديدة في عمان ، وهو ، كما ابناء رعيته ، منفيون قسريا من  بلادهم ،  الموصل واجزاء اخرى من العراق والتي هي حاليا تحت سيطرة الدولة الاسلامية .
زار مراسل BBC دالي كفلاك الكاهن كانون وايت اثناء تجوله في رعيته الجديدة والتي تضم عيادات ، دور حضانة وكنيسة للمسيحيين الذين تمكنوا من الهرب من الاضطهاد . حضر دالي قداس والذي من خلاله يسعى الكاهن كانون ان يجمع فيه كل المسيحيين من مختلف الطوائف للصلاة في خدمة واحدة موحدة .  
وايضا ، بجانب لقائه بالكاهن كانون ، التقى دالي ايضا العراقيين في مخيمات اللاجئين والمرتبطة بابرشيته وذلك ليستمع الى قصصهم ومعاناتهم في الهروب من داعش والدور الذي يلعبه ايمانهم في حياتهم . كما استمع الى قصة الكاهن كانون وكيف وصل الى مناطق الحرب حول العالم ، كما سأله عن وجهة نظره المثيرة للجدل عن اسرائيل وفلسطين والمبرر للحرب والتي جعلته على خلاف من الكنيسة . 
ولقد صدر مؤخرا اكثر من تقرير عن جماعات مسيحية ومراكز بحثية تؤكد ان العراق سوف يخلوا من المسيحيين خلال خمس سنوات.

نبذة عن الاسقف كانون وايت

يعتبر اسقف كنيسة سانت جورج ، كانون اندرو وايت ، بريطاني الاصل  والذي قدم الى العراق عام 1998، من القساوسة المعرووفين بعملهم الدؤوب على الحوار بين الاديان ومناقشة الخلافات الطائفية  ، وقد حقق نجاحا كبيرا على هذا الصعيد ، لكن ذلك لم يمنع من ان يكون قسا مثيرا للجدل .
كان وايت يرعى كنيسة سانت جورج ، وهي الكنيسة الانجيلية الوحيدة المتبقية في بغداد ،  والتي تقع خارج المنطقة الخضراء وقد تعرضت للكثير من الهجمات حتى ان القس يرتدي سترة واقية اثناء تقدمة القداس الذي يحضره اكثر من 500 عائلة مسيحييه . 
وتكمن شعبيته الكبيرة من خلال مساعيه الدائمة لعقد مؤتمرات مصالحة مع المجلس الاعلى لرجال الدين في العراق ايمانا منه انها الوسيلة التي يتحقق بها السلام في الشرق الاوسط.
ومن خلال مواقفه ، تمكن وايت من مد جسور الثقة مع شخصيات رفيعة المستوى من رجال الدين وممثلين عن السنّة والشيعة والازيدية والتركمانية والمسيحيّة واليهودية ، حتى انه حقق  فرصة اجراء حوار مفتوح مع المتطرفين المسلحين .
وبخصوص الربيع العربي ، يؤكد وايت كما الكثيرين ، ان الربيع العربي هو شتاء قارس للمسيحيين في معظم انحاء الشرق الاوسط مما تسبّب ذلك في اضطهادات كثيرة تنتهي بخلو المنطقة من مسيحييها ومثال ذلك هو العراق والذي يشعر بخسارة سكانه المسيحيين .

شارك