بينهم قطب والقرضاوي.. "السعودية" تحاصر الفكر الإخواني بسحب 80 كتابًا من التدريس

الثلاثاء 08/ديسمبر/2015 - 02:27 م
طباعة بينهم قطب والقرضاوي..
 
في خطوة جديدة من المملكة العربية السعودية، لمواجهة الفكر الإخواني، بدأت الرياض سحب عشرات الكتب التي تنشر الفكر الإخواني من مدارس وجامعات السعودية، وبينها كتب لأسماء بارزة مثل حسن البنا وسيد قطب ويوسف القرضاوي.
يأتي ذلك بالتزامن مع محاولات لمنع المنتمين للفكر الإخواني من التدريس في الجامعات السعودية.
بينهم قطب والقرضاوي..
كانت السعودية صنفت جماعة الإخوان المسلمين ومن يؤيدهم أو يتعاطف معهم بـأي شكل كان ضمن قائمة الجماعات الإرهابية إلى جانب القاعدة، ولم يقع أيّ تغيير على هذا التصنيف في عهد الملك سلمان.
وأصدر وزير التعليم في المملكة عزام الدخيل توجيهاً بسحب نحو 80 كتاباً من مكتبات ومراكز مصادر التعلم في المدارس، من بينها كتاب الله في العقيدة الإسلامية، والوصايا العشر لحسن البنا، وكتاب الحلال والحرام ليوسف القرضاوي، وكتاب شبهات حول الإسلام لسيد قطب، وفي ظلال القرآن، وخصائص التصور الإسلامي والتصوير الفني في القرآن لسيد قطب، إضافة إلى عدد من الكتب الأخرى.
وتشكل كتب الإخوان المسلمين مخاطر جسيمة على أفكار الشباب، والتي يذهب العديد من علماء الدين في المملكة إلى أنها المسؤول الأول عن انحراف العديد من الجماعات الإسلامية واتجاهها لتفجير الشعوب من الداخل وإغراقها في الصراعات.
 ويري محللون أن هذه الخطوة لرفض انتشار الفكر الإخواني وأن المملكة ما زالت تعتبر الإخوان أحد أبرز الأخطار الاستراتيجية التي تهدد أمنها الداخلي وأمن المنطقة ككل.
وقد أثارت هذه الخطوة، استحساناً واسعاً بين المثقفين والأكاديميين، وإن اعتبر عدد منهم أن هذه الخطوة غير كافية، ومطلوب استكمالها بمنع حملة الفكر الإخواني من التدريس في المدارس والجامعات.
يأتي ذلك عقب المزاعم الإخوانية حول وجود انفتاح سعودي على الجماعة في فترة حكم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز.
الشيخ الدكتور محمد
الشيخ الدكتور محمد الفيفي
وشهدت السعودية في الفترة الماضية انفتاحا على إخوان اليمن "حزب الإصلاح" للوقوف ضد الخطر الإيراني المتمثل في الحوثيين، وهو الموقف الذي ينظر إليه مراقبون على أنه ظرف طارئ، معتبرين بأن ذلك لا يتعارض مع موقف المملكة ونقلت صحيفة "عكاظ" السعودية،  دعوة وجهها عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام وعضو لجنة المناصحة الشيخ الدكتور محمد الفيفي، بضرورة "الذهاب لأبعد من حظر وصول الكتب إلى المدارس"، قائلاً: "نطمح إلى ما هو أكثر من ذلك، بمنع تدريس من يحملون هذا الفكر وخصوصاً من نشاهدهم الآن عبر وسائل التواصل الاجتماعي في تويتر وتغريداتهم تضخ هذه الأفكار وربما بشكل أكبر وأخطر مما في بعض الكتب، لافتاً إلى أنه ينبغي أن تستمر وزارة التعليم في معالجة التوجهات وتولية الأفضل لتدريس الطلاب، مضيفًا أن تعميم الوزارة على المدارس بضرورة خلوها من كتب جماعة الإخوان، خطوة جميلة تحسب لها، وقبل ذلك تأتي في باب تحقيق الأمانة لأن هؤلاء الناشئة أمانة في أعناقنا وفي أعناق كل من ولاهم ولي الأمر القيام على توجيههم وتدريسهم، ويجب أن تؤدى الأمانة كاملة بشروطها وبما تحقق تطلعات ولاة الأمر"، مبيناً أن تحذير وزارة التعليم "جاء في وقت تحتاج الأمة إليه تجاه مثل هذه الكتب والتي تحاكي الأفكار والعقول والقلوب مباشرة ومن هناك يكمن الخطر".
يتفق معه استاذ دراسات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ الدكتور غازي بن غزاي المطيري، حيث يريأن المنع وحده ليس كافياً، إذ أن هذه الكتب أصبحت ميسرة الوصول عن طريق المكاتب الخارجية والإنترنت وغيرها"، مؤكداً أن المنع مهم، لكن يجب أن تتبعه خطوات.
أما المستشار الإعلامي والمشرف العام على الإدارة العامة للإعلام الجامعي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض الدكتور عبدالرحمن النامي، فاعتبر أنه يجب بناء سياج توعوي لتحصين عقول الشباب من كل الأفكار الخاطئة وبناء شخصية الشاب وعقليته بحيث لا تتأثر بهذه الأفكار، الأمر الذي يوجب على المدارس والجهات التعليمية أن تسهم فيه بشكل فاعل من الجماعة.
بينهم قطب والقرضاوي..
ويري خبراء أن السعودية لا تتخذ مواقف حادة من حزب أو جماعة إلا إذا وقع منها ما يمس الثوابت أو ينال من الوطن، حيث بين الكاتب الصحفي السعودي علي الرباعي، أن الكتب التي تعتمدها الرياض من المفروض أن تتولى تشخيص أسباب العنف والتطرف، لكنها على أيدي بعض الحزبيين "الإخوان" تتحول إلى عدو للحياة والأحياء، مشيرًا إلي أن الكتاب وحده لا يؤسس للإرهاب بل هناك تغذية يقوم عليها الشارح والداعية والواعظ والمعلم، في إشارة إلى سيطرة الإخوان على الجامعات والمساجد ووسائل الإعلام التي يبثون من خلالها أفكارهم.
ويتهم السعوديون الإخوان بتوظيف سيطرتهم على التعليم والإعلام لجذب الشباب إلى التشدد، والدفع بهم إلى ساحات الحرب في سوريا والعراق، فضلا عن اتخاذها مجالا لإرباك علاقة المملكة بدول عربية أخرى مثلما جرى مع مصر بعد ثورة 30 يونيو 2013.
وينتظر السعوديون تطبيقا فعليا للقرارات التي تجرم التحريض والتي صدرت عن العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز وبينها عقوبات قاسية ضد من يحرض السعوديين على الخروج للقتال في الخارج تحت أيّ شعار، دعوة كانت أو فتوى، أو التحريض على القتال خارج المملكة.
ويعمل العديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي لحساب منظمات دولية مثل التنظيم الدولي للإخوان المسلمين والقاعدة، حيث يستفيدون من تهاون السلطات السعودية تجاه عمليات التحريض في بث الفتنة والكراهية داخل المجتمع السعودي، أو في التحريض على دول أخرى.

شارك