هل تنجح "السعودية" في توحيد صفوف المعارضة السورية؟

الأربعاء 09/ديسمبر/2015 - 01:17 م
طباعة هل تنجح السعودية
 
بالتزامن مع انعقاد قمة الخليج السادسة والثلاثون، اليوم الأربعاء، في العاصمة السعودية الرياض، يبدأ من اليوم وعلى مدار ثلاثة أيام تدفق ممثلي المعارضة السورية السياسية والمسلحة، في الرياض، مناقشات تهدف إلى توحيد مواقفهم قبل مفاوضات محتملة مع نظام بشار الأسد.
هل تنجح السعودية
ويبحث الزعماء الخليجيون كذلك صياغة رؤية مشتركة، إزاء ملفات سوريا والعراق، والقضية الفلسطينية، بالإضافة إلى الملف الليبي.
واستقبل وزير الخارجية السعودي عادل الجبير المشاركين، معبرًا عن تفاؤله في أن يكون اللقاء مثمرًا، وكان مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية قال إن المملكة وجهت الدعوة لكل شرائح المعارضة السورية المعتدلة بمختلف أطيافها ومختلف توجهاتها العرقية والمذهبية والسياسية داخل وخارج سوريا بعد التشاور مع الأطراف الدولية الفاعلة، وذلك انطلاقا من دعمها للحل السياسي في سوريا واستنادا إلى مؤتمر فيينا2 الذي عقد الشهر الماضي.
ويأتي هذا المؤتمر بعد اتفاق دول كبرى معنية بالملف السوري الشهر الماضي في فيينا على خطوات لإنهاء النزاع، الذي أودى بأكثر من 250 ألف شخص، تشمل تشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات يشارك فيها سوريو الداخل والخارج.
ويشمل الاتفاق الذي شاركت فيه دول عدة بينها الولايات المتحدة والسعودية الداعمة للمعارضة، وروسيا وإيران حليفتا النظام، السعي إلى عقد مباحثات بين الحكومة والمعارضة السوريتين بحلول الأول من يناير.
وكان يفترض أن يبدأ هذا الاجتماع غير المسبوق منذ بدء النزاع في سوريا في 2011، أمس الثلاثاء، لكنه افتتح في اليوم الأربعاء في الرياض مع استمرار وصول نحو 100 من وفود المعارضة.
 ويتمحور الاجتماع الذي يستمر يومين حول تسوية سياسة للنزاع ومكافحة الإرهاب ووقف محتمل لإطلاق النار وإعادة الإعمار، كما قال أحد المشاركين.
يشار إلى أن مبعوث الأمم المتحدة الى سوريا ستيفان دي ميستورا أعلن في 21 نوفمبر أن السعودية ستستضيف في ديسمبر مؤتمرا موسعا للمعارضة السورية، بشقيها السياسي والفصائل المسلحة التي تصنف بأنها "معتدلة"، بهدف توحيد مواقفها قبل مفاوضات مرتقبة مع الحكومة السورية.
وحضر بعض الدبلومسيين والغربيين الروس، أمس الثلاثاء اجتماعات تمهيديه في في فندق "إنتركونتيننتال" في الرياض الذي أحاطته أجهزة الأمن السعودية بإجراءات أمنية مشددة، شملت انتشار عناصرها والتفتيش باستخدام الكلاب البوليسية ومنع دخول من لا يحمل تصريحا.
وستعقد جلسات متواصلة ليومين مدة كل منها ساعة ونصف ساعة، يتوقع أن يصدر بعدها بيان ختامي غدًا الخميس، حيث تم تجاهل المنظمات "الإرهابية"، مثل تنظيم داعش وجبهة النصرة الفرع السوري لتنظيم القاعدة.
هل تنجح السعودية
في سياق مواز، امتنع عدد من المدعوين عن الحضور، كما احتج أكبر حزب سياسي ممثل للأكراد على عدم دعوته، ونظم مؤتمرا موازيا يوم الثلاثاء في شمال سوريا.
من جانبه أعلن المعارض السوري هيثم مناع، أمين عام تيار "قمح"، انسحابه من المؤتمر، قائلا: إنه موجود حاليًا في جنيف، ولم يغادر إلى الرياض، مشيرًا إلى أن قرار المقاطعة لمؤتمر الرياض جاء بعد تصويت 380 مندوبًا من مندوبي التيار، بالإجماع، على عدم المشاركة في مؤتمر الرياض.
وكان مناع اعترض على وجود ممثلين بمؤتمر الرياض لفصائل قال إنها "متهمة بالإرهاب"، مثلما اعترض على وجود أعضاء آخرين ليس لهم تمثيل في الشارع السوري، وعلى عدم توجيه أي دعوة للاتحاد الوطني الديمقراطي الكردي، والجيش السوري الديمقراطي الذي يضم العرب والأكراد.
سفير الائتلاف الوطني السوري المعارض في الولايات المتحدة نجيب الغضبان، يري أن المعارضة لها توقعات مرتفعة من مؤتمر الرياض، ويكفي من وجهة نظره- أنه اللقاء الأشمل للقوى السياسية السورية، وكذلك وجود الفصائل العسكرية، بالإضافة إلى رمزية انعقاد اللقاء في الرياض.
وحول التخوف من حدوث انقسامات في المؤتمر، قال الغضبان إن الهدف هو الخروج بموقف موحد حول ثوابت الحل السياسي، وما يبشر أن هناك نضجا لدى القوى السياسية التي تكاد تكون قد اتفقت على تلك الثوابت، وسنحاول إقناع الأطراف العسكرية التي تضحي على الأرض بالحل السياسي المستند إلى هذا الأساس.
وشدد الغضبان على أن من أهم النقاط التي يجب الاتفاق عليها هو تأمين حماية للمدنيين في سوريا من خلال مناطق آمنة أو وقف لإطلاق النار.
هل تنجح السعودية
من جانبها قالت حركة أحرار الشام الإسلامية المعارضة، اليوم الأربعاء، إن مؤتمر المعارضة السورية المقرر عقده في السعودية يجب أن يصر على محاكمة أركان ورموز نظام الرئيس بشار الأسد و"تفكيك أجهزة القمع العسكرية والأمنية"، وفقا لرويترز.
وتشارك الحركة في الاجتماع المقرر في الرياض إلى جانب أعضاء آخرين في جماعات المعارضة السورية المنقسمة وجماعات مقاتلة بهدف الاتفاق على موقف موحد إزاء محادثات مزمعة يتوقع أن تجرى مطلع العام المقبل.
وقالت الحركة إن بعض من وجهت إليهم الدعوة للمشاركة، هم أقرب لتمثيل النظام من تمثيل الشعب وثورته وإنها دهشت لعدم تمثيل الفصائل المجاهدة بما يتناسب مع واقعها ودورها في الثورة وعلى الأرض.
وستشارك في المؤتمر نحو 12 جماعة تقاتل تحت اللواء الفضفاض للجيش السوري الحر علاوة على شخصيات سياسية معارضة تعيش في المنفى وليس لديها نفوذ كبير في سورية وبعض جماعات المعارضة داخل سورية.
من جانبها أعلنت جماعة "جيش الإسلام" أنها ستشارك في اجتماع الرياض، وفي بيان له، قال إسلام علوش المتحدث باسم جيش الإسلام إن التنظيم سيرسل وفداً مؤلفاً من عضوين في المكتب السياسي إلى العاصمة السعودية هما محمد علوش ومحمد بيرقدار للمشاركة في الاجتماع الذي سيبدأ الأربعاء.
وأوضح البيان أن قائد جيش الإسلام، زهران علوش، يعتذر عن عدم حضور مؤتمر الرياض لخروج الطريق الذي كان يسلكه عن السيطرة.
وجيش الإسلام هو أهم تنظيم مسلح بالقرب من دمشق، ويسيطر على القسم الأكبر من الغوطة الشرقية، التي تقصفها بانتظام القوات النظامية.
وترغب السعودية في توحيد صفوف المعارضة قبل أول يناير 2016، وذلك قبل  الموعد الذي ترغب الدول الكبرى فيه أن تجمع طرفي النزاع المستمر منذ 2011.

شارك