هروب البغدادي إلي سرت الليبية.. حقيقة أم أكذوبة؟

الخميس 10/ديسمبر/2015 - 12:04 م
طباعة هروب البغدادي إلي
 
مع استمرار حالة الغموض حول مكان إقامة زعيم أكبر تنظيم إرهابي في العالم أبو بكر البغدادي، تداولت تقارير عالمية، أن البغدادي قد يقيم الآن في معقل التنظيم الجديد في سرت الليبية، وذلك فور هروبه من الرقة السورية.
هروب البغدادي إلي
وتفيد التقارير، بأن البغدادي اضطر إلى تغيير مكان إقامته حتى لا تلاحقها المخابرات العراقية، وذلك بعدما كان مقيمًا في تركيا في الفترة الأخيرة
وتناولت صحيفة  ديلي ميل البريطانية الخبر أمس الأربعاء، نقلاً عن مصادر ليبية وعربية مختلفة، مؤكدة وجوده في المعقل البديل للتنظيم بعد وصوله قادماً من تركيا حيث تعالج من الإصابات الخطيرة التي لحقت به بعد الهجوم الذي استهدف موكبه في أكتوبر الماضي في محافظة الأنبار.
الجدير بالذكر أن البغدادي أصيب في غارة للطيران العراقي في الأنبار على مجموعة من السيارات التي وجد البغدادي في إحداها، على الأرجح، في الـ 11 من أكتوبر.
كانت المفاجئة في أن وكالات الأنباء العالمية أكدت أن البغدادي لم يصل إلي ليبيا وحده ولكنه كان يصطحب معه زعيم التنظيم الإرهابي بوكو حرام أبو بكر شيكاغو بعد هروبه من نيجيريا عقب ملاحقة السلطات النيجيرية له.
ووفق المعلومات التي أورتها التقارير فإن البغدادي استقر في مركز المؤتمرات الشهير الذي أقامه العقيد معمر القذافي مركز واغادوغو للمؤتمرات، الذي يعد حصناً أمنياً فريداً بما أنه صمم لمقاومة هجوم نووي.
فيما أكد فرج صالح وزير الدولة للداخلية في حكومة طبرق المعترف بها دوليًا، أن المعلومات المتوفرة لدى حكومته تشير إلى محاولة البغدادي الوصول إلى ليبيا، ولكنه لا يعرف ما إذا كان وصل البلاد بعد أم لا.
الجدير بالذكر أن البغدادي قد أعلن في وقت سابق أن دولة الخلافة على حد وصفه، تمدَّدت لتشمل عددًا من الدول بينها ليبيا، مضيفًا أنه بتمدد الدولة إلى الحرمين واليمن ومصر وليبيا والجزائر وإعلانها ولايات جديدة للدولة الإسلاميّة"، لافتًا إلي أن ليبيا أصبحت دولة الخلافة، وفق تعبيره.
ومن جهتها نقلت صحيفة الليبيرو الإيطالية، أن وصول البغدادي إلى ليبيا القريبة من إيطاليا، يعني الانتقال إلى مرحلة جديدة، من الحرب ضد أوروبا والعالم.
هروب البغدادي إلي
من جهة أخرى، قالت ايه دي آن كرونوس الإيطالية، إن هذا الوصول إذا تأكد، يعني بداية حرب النفط في ليبيا بين داعش والقوى المسلحة الأخرى في المناطق النفطية، بما أن التوقعات تُشير إلى قرب إطلاق التنظيم الإرهابي حملة للسيطرة على آبار النفط في المنطقة الممتدة من سرت إلى طبرق شرقاً ومن سرت إلى سبها جنوباً، لتأمين احتياجاته المالية الكبيرة ولتمويل مشاريعه الإرهابية ضد أوروبا ودول المنطقة.
هذا وكانت جريدة الشروق الجزائرية كشفت عن  خبر وجود معلومات في سرت الليبية تؤكد وصول زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي، الخميس الماضي  إلى سرت بشكل مفاجئ.
ويري متابعون أن البغدادي قد يلجأ فعلا إلى سرت التي يسيطر عليها التنظيم بشكل كامل خاصة وأن بها قاعة "واغادوغو" المحصنة بشكل كبير، ولا يمكن أن تتأثر حتى بالقصف الجوي لتوفرها على مساحة كبيرة تحت الأرض 
من جهتها نشرت الصفحة الرسمية لـ "فجر ليبيا"، إحدى الفصائل المسلحة في ليبيا، أكدت أن البغدادي وصل إلى مدينة سرت الليبية الأيام الماضية سرا، ومعه أبو بكر شيكاغو، زعيم تنظيم "بوكو حرام" في نيجيريا، والذي بايع داعش مؤخرا.
وتشهد ليبيا حالة من الفوضى عقب الإطاحة بمعمر القذافي، حيث استغلت الجماعات المسلحة الحالة التي تعيشها ليبيا وبدأت تتوغل في مناطق الفوضي، وكان على رأس هذه الجماعات، تنظيم "داعش" الإرهابي، حيث استغل الصراع الداخلي في البلاد وبدأ يتوسع في معظم المناطق، اتخذ من سرت الليبية عاصمة له.
وتشير كافة المعلومات إلي أن البغدادي قد هرب من العراق إلى تركيا في شهر نوفمبر الماضي، ومنها إلى سرت حيث يعيش في سرية مطلقة، لكونه أحد أكثر الشخصيات المطلوبة من قبل أمريكا.
هروب البغدادي إلي
ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية،عن مصادر، إن البغدادي وصل إلى سرت في نوفمبر، حيث تم نقله بعد الهجوم على قافلته في الموصل إلى الرقة السورية، ولكن فشل الأطباء علاجه نظرًا لنقص المعدات الطبية اللازمة جعله يغادر العراق بشكل نهائي.
ولفتت إلي أن اثنين من رفاق البغدادي اللذين تم إلقاء القبض عليهما من قبل القوات الأمنية العراقية، أكدا تعرضه لإصابة بالغة جراء الغارة الجوية الأمريكية في الموصل.
ويري مراقبون أن هروب البغدادي إلي ليبيا، قد يكون حقيقة، في ظل ملاحقته المستمرة في العراق وسوريا، مشيرين إلي أن التنظيم توسع في ليبيا وفرض سيطرته بقوة، ولذلك فإن منطقة سرت تعتبر الملاذ الوحيد للبغدادي في الوقت الحالي.
ويؤكد المراقبون على أن إقامة زعيم التنظيم الإرهابي في ليبيا، سيصعد الأزمة الحالية وقد يعرقل كافة المساعي التي تقوم بها الأمم المتحدة، وكذلك قد يوقف جميع محاولات الصلح بين الأطراف المتنازعة في البلاد.
ولم يبدي التنظيم الإرهابي "داعش" أى رد فعل حول حقيقه هروب البغدادي إلي ليبيا، فيما تؤكد مصادر بليبيا استحالة دخول البغدادى إلي البلاد في ظل هذا الوضع المتوتر.
وفيما يبدو أن الغموض حول حقيقة المكان الفعلي لأبو بكر البغدادي سيظل غامضًا، وبالأخص مع محاولات التنظيم الإرهابي بالتوسع والتوغل في معظم الدول العربية، ويظل السؤال مطروح حول هل وصول البغدادي بصحبة شيكاغو حقيقة أم أكذوبة داعشية؟.

شارك