رئيس غامبيا يراوغ بـ"إسلامية" بلاده لتعويض أموال الاتحاد الأوروبي

السبت 12/ديسمبر/2015 - 11:51 م
طباعة رئيس غامبيا يراوغ
 
استمر رئيس دولة "غامبيا" يحيى جامع في إصدار القرارات المفاجئة، وقد اشتهر طوال فترة حكمه المُمتدة منذ 21 سنة، بإصدار مثل تلك البيانات المفاجئة، حيث أعلن بلاده جمهورية إسلامية، أمس (الجمعة)، في خطوة قال إنها تهدف إلى تخلص غامبيا بشكل أكبر من ماضيها الاستعماري.
ويبدو أن خطوة جامع في حقيقتها لا تستهدف ـ كما قال ـ القضاء على ماضي بلاده الاستعماري، وإنما هي محاولة من جامع المتعطش لأموال التنمية، التي كان يمنحها لبلاده الاتحاد الأوربي، وقررت وقفها بسبب سجله المؤسف فيما يتعلق بحقوق الإنسان وسوء الإدارة الاقتصادية، لكن جامع يسعى من خلال تلك الخطوة التطلع إلى العالم العربي كبديل وكمصدر لمساعدات التنمية، عن الاتحاد الأوربي.
وتعد غامبيا أصغر دول القارة الإفريقية، وتبلغ مساحتها 10 آلاف كيلو متر فقط، وتحتضنها السنغال من الشرق والشمال والجنوب، بينما يحدها نهر غامبيا من الغرب.   

رئيس غامبيا يراوغ
جامع قال في التليفزيون الرسمي: "تمشياً مع الهوية والقيم الدينية للبلاد أعلن غامبيا دولة إسلامية، ونظراً لأن المسلمين يمثلون غالبية في البلد لا تستطيع غامبيا مواصلة الإرث الاستعماري"، وبحسب التقارير فإن المسلمين في غامبيا، 95 في المئة من سكانها البالغ عددهم 1.8 مليون نسمة.
جامع حاول منذ البداية طمأنة أصحاب الديانات الأخرى على حق ممارسة شعائرهم الدينية، حيث قال إنه سيظل بإمكان مواطني غامبيا من أصحاب الديانات الأخرى ممارسة شعائرهم.
ومن بين قرارات جامع المُفاجئة إعلانه انسحاب بلاده من قمة "الكومنولث" في العام 2013، واصفاً إياه بأنه استعمار جديد، وفي العام 2007 أعلن توصله لعلاج بالأعشاب لمرض "الإيدز".
كان الاتحاد الأوروبي قد علق بشكل مؤقت أموال المساعدات لغامبيا العام الماضي بسبب ما اعتبرته سوء سجلها في مجال حقوق الإنسان، بينما تحتل غامبيا المركز 165 من بين 187 دولة في مؤشر الأمم المتحدة للتنمية.

رئيس غامبيا يراوغ
وتعرض يحيى جامع في أواخر ديسمبر 2014، إلى محاولة انقلاب فاشلة، إلا أن اللافت أن الخارجية الأمريكية، نفت أن يكون للولايات المتحدة دوراً في محاولة الانقلاب التي وقعت في غامبيا، ويأتي هذا النفي بعد أن قالت تقارير وسائل إعلام محلية ومحللون إن بعض المشاركين في المحاولة مواطنون أمريكيون أو يحملون جنسية مزدوجة.
ودافعت الخارجية الأمريكية عن نفسها وقالت "الحكومة الأمريكية لا دور لها مطلقا في الأحداث التي وقعت في بانجول"، مضيفا أن السفارة الأمريكية في عاصمة غامبيا لا تزال مفتوحة. وأضاف "بانجول هادئة الآن ولا تقارير لدينا عن أعمال عنف،" وأدانت الولايات المتحدة محاولة الانقلاب ودعت الأطراف إلى الكف عن القيام بأي أعمال عنف.
وعاد رئيس غامبيا يحيى جامي إلى بانجول بعد ساعات على محاولة انقلابية فاشلة ضد نظام حكمه أثارت مخاوف من موجة قمع جديدة في البلاد، ووصل جامي الذي يحكم غامبيا منذ حوالي عشرين عاما إلى العاصمة بانجول بعد توقف في نجامينا قادما من دبي، حيث كان يقوم بزيارة خاصة.

رئيس غامبيا يراوغ
والحكومة لم تدل بتعليق هي الأخرى حول الانقلاب الفاشل الذي تمثل في هجوم مسلح ضد القصر الرئاسي، ما أوقع ثلاثة قتلى على الأقل، بحسب حصيلة غير رسمية. واكتفت بالتأكيد أن "السلام والهدوء يسودان البلاد"، في بيان أوردته وسائل الإعلام العامة. ولدى وصوله توجه يحيى جامي مباشرة إلى القصر حيث عرضت عليه جثث المهاجمين، كما أوضح مصدر عسكري لوكالة "فرانس برس".
وتاريخ الانقلابات في غامبيا يعود إلى فترات بعيدة، تبدأ من 
1981 
رئيس غامبيا يراوغ
فعقب حصول غامبيا على استقلالها من التبعية البريطانية في 1965، وخضوعها لحكم الرئيس السابق داودا جاوارا، شهدت محاولة للانقلاب في عام 1981 على يد قيادات بالجيش، أحبطتها السلطة الغامبية بالتعاون مع السنغال.
1994
وفي 1994 انقلب الرئيس الحالي يحيى جامع، أحد ضباط الجيش آنذاك، على جاوارا، وقام بحظر الأنشطة السياسية، واعتقل المشتبه في معارضتهم للنظام، وفرض عدة قيود على حريات الصحافة والإعلام، كما يواجه نظامه انتقادات واسعة من المنظمات الحقوقية، مما جعل الولايات المتحدة تعلق المساعدات الإنسانية الممنوحة لها حتى عام 2002.
2006
أعلنت الحكومة الغامبية في مارس من عام 2006 أنها أحبطت محاولة انقلابية قادها رئيس الأركان السابق العقيد ندوري تشام واعتقل بعض المخططين لها قبل تنفيذها.
وقالت الحكومة في بيان رسمي إن قوات الأمن من ضباط الجيش كانت في مرحلة متقدمة من مؤامرة للإطاحة بالحكومة، مشيرة إلى أن جميع المشاركين في المؤامرة اعتقلوا باستثناء العقيد ندوري تشام.

شارك