كاهن كاثوليكي : "داعش" قتلت 100 ألف مسلم ومسيحي الشرق يتحدون التنظيم بالبقاء

الإثنين 14/ديسمبر/2015 - 09:36 ص
طباعة كاهن كاثوليكي : داعش
 
أن الإيمان بالسيد المسيح وبالديانة المسيحية هي جزء لا يتجزأ من إيمان المسلم وعقيدته    هذا ما اكده رئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور الذي اضاف قائلا  أن الملك عبدالله الثاني حريص على الحفاظ على مسيحيي الشرق، وعدم تفريغ المنطقة منهم، كونهم مكوّن أساسي من حضارة وتاريخ الشرق.
وشدد النسور خلال استقباله  وفداً من الكنيسة الإنجيلية اللوثرية، على أن الدولة الأردنية ملتزمة بتحقيق العدالة والمساواة بين المسلمين والمسيحيين ولا تفريق بينهم في الحقوق والواجبات، وهم أمام القانون سواسية، مؤكداً أن الأردن ورغم محدودية موارده إلا أن لديه ثقافة غنية، وهو يؤمن بالحريات العامة وحرية التعبير وحرية المعتقد.
وأعرب أعضاء الوفد عن تقديرهم للدور الذي يقوم به الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني لتعزيز أواصر المحبة بين أفراد المجتمع الأردني، مشيدين برسالة عمّان التي تبرز صورة الإسلام في تقبله للآخر. كما ثمنوا جهود الحكومة في استضافة اللاجئين واهتمامها بقضايا المرأة والطفولة، مشيرين إلى أن الكنيسة اللوثرية قدمت مساعدات للاجئين وساهمت في إعادة تأهيل مدارس في مناطق الشمال.
كاهن كاثوليكي : داعش
وفي نفس السياق قال الاب رفعت بدر رئيس لجنة الاعلام الكاثوليكية بالاردن  انه هناك  ثوابت تصلح أن تكون علامات مميزة للتفكير الحاضر والمستقبلي بخصوص مسيحي الشرق وهي 
أولاً: إنّ ما يحصل في الوطن العربي، أو في بعض بلدانه، جعل الخوف أكبر، ليس على مستقبل المكوّن المسيحي في هذا الشرق العزيز، وإنّما على هوية الشرق الأساسية التي لن تكون إلاّ وحدة في التعددية، وليس إلغاء للتعددية كما تطالب وتمارس جماعات متطرّفة وعنيفة، وإذا تخيلنا الشرق بدون تعددية دينية واثنية وثقافية، فإننا سنشهد بالضرورة «خراباً» ونسفاً لهوية الشرق الحقيقية والتاريخية.
ثانياً: إنّ ما يحصل على المسيحي في هذه المنطقة إنّما يحصل، بالضرورة، على كل المكوّنات، وبالأخص على أتباع الديانة الاسلامية الذين يتألمون كغيرهم من أعمال العنف والتطرف. وقد قالها جلالة الملك عبدالله الثاني بوضوح بالغ في النمسا قبل أيام، إنّ داعش قد قتلت مئة ألف مسلم. إذا، لا يمكن اعتبار الارهاب حرباً على أتباع دين معّين، انّما هي حرب عدائية تطال الانسانية جمعاء التي تتضامن اليوم أكثر من ذي قبل، وتكافح لانقاذ نفسها من شرور الانغلاق والتحجر والتعصّب والتطرّف الذي يقود حتما الى العنف. وهذا بالطبع يتطلب «وحدة إنسانية» تتخطى أيّة فروقات أو اختلافات، وأيّة خلافات، وصولاً إلى بناء قوة موحدة ضرورية لمواجهة قوى التطرف والغلوّ والكراهية والإلغاء والإقصاء في مواجهة الإنسانية برمتها.
ثالثاً: إن ما يحدث يتطلب بالضرورة أن تتجاوب مختلف الكنائس والتنظيمات الكنسية وأن تتحد فيما بينها، وجدانياً وقلبياً. ويمكن البدء بمبادرات بسيطة مثل توحيد الاحتفال بعيد الفصح المجيد كما سبقت إلى ذلك كنائس الأردن (منذ 1975). وهذا سيعطي العالم انطباعاً بأن الوحدة المسيحية في الشرق ستكون ضرورية للدفاع عن الصورة التعددية الراقية في الشرق.
رابعاً: إنّ التربية أساسية في الحفاظ على المكّونات في الشرق، وهي تتخطى المناهج المدرسية التي ترسمها وزارات التربية الوطنية أو المناهج الأجنبية، بل هي في أن يكون المعلم هو القدوة بعلمه وعمله أمام طلابه في احترام أتباع الديانات وعدم الانحياز وحث الطلبة على الاحترام المتبادل والتعاون الوثيق.
خامساً: إن دول العالم الغربي، وإنّ كانت الحاجة إليها ملحة في استقبال اللاجئين والمهجرين من مختلف الديانات، لكنها مدعوة إلى مزيد من الالتزام الأدبي والأخلاقي، ليس في أن تكون حامية أو وصية على التعددية، بل أن تعمل على إطفاء النيران في الشرق ومكافحة الإرهاب بشكل جذري وحثيث وفاعل. لأن إطفاء النيران ومن بعدها إيجاد حلول سياسية في العراق وسوريا سيقطع الطريق على قوى الإرهاب بشكل سريع وحاسم.
باختصار، وجواباً على تساؤلات الصحافة والإعلام في العالم: مسيحيو الشرق إلى أين؟ هم باقون هنا لإكمال مسيرتهم ورسالتهم الروحية والإنسانية والثقافية.

شارك