بعد سقوط "مرج السلطان".. الصراعات بين الإرهابيين تُساعد الجيش السوري في التقدم ميدانياً

الإثنين 14/ديسمبر/2015 - 07:52 م
طباعة بعد سقوط مرج السلطان..
 
وسط حديث عن خيانة تسببت في خسارة التنظيمات الإرهابية مواقع مهمة في غوطة سوريا الشرقية، أثناء قتالها مع الجيش السوري الوطني، ما يعكس أن تلك التنظيمات لا تقاتل وفق عقيدة يقتنعون بها، إنما يقاتلون لتحقيق مصالحهم الشخصية، حيث خسر تنظيمي "جيش الإسلام" و"جبهة النصرة"، أمام الجيش السوري، ظهر اليوم الاثنين 14 ديسمبر 2015، وبحسب مواقع للمعارضة، السيطرة على بلدة مرج السلطان ومطارها العسكري.
وترجع أهمية السيطرة على بلدة (مرج السلطان) وعلى مطارها العسكري، إلى أنها تساعد على تضييق الخناق على المسلحين في الغوطة الشرقية لدمشق، وإراحة العاصمة السورية من هول قذائف الهاون المميتة التي تسقط على المدنيين بشكل شبه يومي على كامل مناطق العاصمة.
مصادر مطلعة تحدثت لمواقع تابعة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، أن عناصر الجيش رصدت عشرات المكالمات، تتحدث عن خيانات وتخاذل بين صفوف الإرهابيين بكافة انتماءاتهم، وانسحابات بالجملة من المواقع التي كانوا يتحصنون بها، وأن الخلافات الأساسية كانت حاصلة بين العناصر، الذين لم يستجيبوا لمؤازرة بعضهم في الجبهات المُشتعلة في مناطق الغوطة الشرقية.
بعد سقوط مرج السلطان..
وبدا أن الجيش السوري الوطني كان متحمساً لتحرير الغوطة الشرقية من يد العناصر الإرهابية، حيث تمكنت وحدات المشاة التابعة لقوات الجيش السوري وقواته الرديفة في إشارة إلى قوات (حزب الله اللبنانية – قوات النخبة الإيرانية) من إحكام الطوق والسيطرة، بشكل كامل، على بلدة "مرج السلطان" الاستراتيجية ومطارها العسكري، التي تقع في الغوطة الشرقية بريف العاصمة دمشق. بعد عملية دقيقة استمرت نحو أسبوعين، لتتمكن العناصر التابعة للحكومة السورية من فرض سيطرتها وتحقيق أهداف الحملة.
وتعتبر السيطرة على بلدة (مرج السلطان) تأتي في سياق التقدم الواضح للجيش السوري والتوغل في مناطق الغوطة الشرقية المتصلة بشكل مباشر مع معاقل المسلحين من "جبهة النصرة" و"جيش الإسلام" في مناطق جوبر ودوما وزملكا وعين ترما، وقد أظهرت نتائج العملية الحربية مدى خسارة التنظيمات الإرهابية، حيث وقع في صفوف تلك العناصر الإرهابية عشرات القتلى، فضلاً عن تدمير العديد من الآليات التي استخدمها المسلحون لمحاولة ردع قوات مشاة الجيش السوري، إلا أن تقدم الجيش حال دون وقوع أي خسائر كبيرة بين صفوف عناصر المشاة.
على صعيد آخر نقلت وكالة "سانا" عن مصدر عسكري حكومي أن سلاح الجو السوري دمر مقرات وآليات لتنظيمات إرهابية في الباب وجب غبشة ونجارة وسراقب بريفي ‏حلب‬ وإدلب‬، ودمرت وحدة من الجيش رتل آليات مزودة برشاشات ثقيلة لتنظيمات إرهابية بين قريتي وقم وداما ‏بريف السويداء‬ الغربي. كما دمرت وحدات من الجيش تجمعات وآليات لتنظيمات "جبهة النصرة" وغيرها في حيي الصاخور وسليمان الحلبي وفي منطقة الليرمون.
بعد سقوط مرج السلطان..
فيما أحبطت وحدات الجيش هجوما شنه "جيش الفتح" الليلة الماضية على نقاط عسكرية في ريف حماة الشمالي، حيث خاض الجيش اشتباكات عنيفة خلال الـ 24 ساعة الماضية مع مجموعات إرهابية تسللت إلى محيط النقاط العسكرية في قرى وبلدات البويضة والمصاصنة وزلين والمحروقة وزور والزلاقيات، انتهت بإحباط الهجوم ومقتل أكثر من 100 إرهابي وتدمير عدد من العربات.
كما أوقعت قوات "حزب الله" العشرات من إرهابيي تنظيم "داعش" بين قتيل وجريح لدى التصدي لمحاولة تسللهم باتجاه تلال الحمرا بجرود القاع وفقا لما ذكرته قناة المنار، وقالت القناة إن "العديد من إرهابيي التنظيم فروا إلى عرسال بعد تصدي المقاومة لهم".
بعد سقوط مرج السلطان..
في السياق، وفي تطور بدت من خلاله محاولة روسيا عدم الصدام بشكل مباشر مع ما يسمى الجيش "الحر"، كشفت هيئة الأركان العامة في القوات المسلحة الروسية، عن وجود أكثر من 5 آلاف مقاتل من "الجيش الحر" يحاربون الإرهاب بجانب الجيش الحكومي، مؤكدة أن سلاح الجو الروسي يدعم هؤلاء بشتى الوسائل.
وقال الجنرال فاليري غيراسيموف رئيس هيئة الأركان خلال إيجاز صحفي للملحقين الأجانب المعتمدين لدى موسكو، اليوم الاثنين 14 ديسمبر 2015: "يزداد عدد أفراد مثل هذه الوحدات المنضوية تحت لواء الجيش الحر باستمرار. ولدعم هؤلاء يشن سلاح الجو الروسي يوميا 30-40 غارة. كما تُقدم لهم مساعدات بالأسلحة والذخيرة والعتاد".
بعد سقوط مرج السلطان..
وأوضح الجنرال الروسي أن وحدات الجيش الحر التي تحارب "داعش"  بالتعاون مع القوات الحكومية، تتقدم حاليا في محافظات حمص وحماة وحلب والرقة. واعتبر أن الدعم الروسي المذكور يساهم في توحيد جهود القوات الحكومة ووحدات المعارضة المسلحة في سوريا لإلحاق الهزيمة بالإرهاب.
وشدد على أن مجموعة الطائرات الروسية التي تعمل في سوريا تلبية لدعوة حكومة البلاد الشعرية، توجه ضرباتها فقط إلى مواقع الإرهابيين، بما في ذلك مراكز قيادة ومناطق تمركز عصابات ومخازن ذخيرة وقواعد تدريب تابعة لـ"داعش"، وأكد أن وزارة الدفاع الروسية مستعدة لإقامة اتصالات مع أي دولة بشأن القضية السورية.

شارك