جوازات السفر المزورة "ذراع " داعش الإرهابية حول العالم
الأربعاء 16/ديسمبر/2015 - 02:52 م
طباعة

لا يكف تنظيم "داعش" الدموي عن ابتكار كافة الوسائل التي تضمن له التسلل داخل دول العالم لبث إرهابه الدموي بها بداية من تصدير صور الذبح والقتل والحرق ومرورا بالإرهاب الإليكتروني على شبكات التواصل الإجتماعى وأخيرا وليس أخرا تزوير جوازات السفر لعناصره المتسللة الى قلب عواصم الغرب والشرق لتفجيرها .

تنظيم الدولة أصبح قادراً ومنذ فترة على اصدار جوازات سفر سورية ببصمات حقيقية، يصعب اكتشافها أو تمييزها عن الأصلية، وهو الامر الذى كشفت عنه قناتى cnnو abc في تقرير استخباراتي أميركي، أكد على أن التنظيم الارهابي تمكن من الوصول إلى معدات طباعة جوازات سفر سورية، لا بل حصل على بعض الجوازات الفارغة، التي يمكن تعبئتها بالداتا المطلوبة، ومما زاد تلك المخاوف أو الشكوك، مبادرة متحدثة باسم إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية إلى تأكيد مضمون القصة التي بثتها شبكة (سي أن أن) يوم الجمعة 11-12-2015م بشأن التقرير، لكنها امتنعت عن تقديم نسخة من التقرير وأشارت الـ (سي أن أن) إلى أن هناك مخاوف أيضاً من إمكان سرقة الهوية لأن التنظيم يستطيع الوصول إلى البيانات الشخصية وبصمات المواطنين السوريين.

وقالت قناة (إيه بي سي نيوز) إن وكالة التحقيقات بوزارة الأمن الداخلي نشرت هذا التقرير لجهات إنفاذ القانون الأسبوع الماضي وأثارت احتمال أن يتمكن المتشددون من استخدام هذه الوثائق للسفر إلى الولايات المتحدة وانه بعد مرور أكثر من 17 شهراً على سقوط الرقة ودير الزور في يد تنظيم داعش من الممكن أن يسافر أشخاص من سوريا يحملون جوازات سفر صدرت في تلك المدينتين اللتين يسيطر عليهما التنظيم الذى اصبح على الأرجح قادر على طباعة "مشروعة المظهر" لجوازات سفر سورية منذ الاستيلاء على مدينة دير الزور، ومصادرة محتوى مكتب لجوازات السفر مع "صناديق لجوازات سفر فارغة "وآلة لطباعة جواز السفر وهو ما أكد عليه جون كيربي، المتحدث باسم الخارجية الأميركية، عندما سئل عنه قائلا "لدينا علم بهذه التقارير ليس فقط من الصحف بأنه ربما أصبح لديهم القدرة على ذلك". و ايضا حديث جيمس كومي، مدير مكتب التحقيقات الاتحادي لإحدى لجان مجلس الشيوخ، إن "أوساط المخابرات تشعر بقلق من أن تنظيم داعش لديهم الإمكانية والقدرة على إصدار جوازات سفر مزورة".

المخاوف الأمريكية سبقتها تأكيدات على استفادة داعش من هذه الجوازات في تنفيذ تفجيراتها في الخارج حيث عثر على جواز سفر سوري قرب جثة مشارك بهجمات باريس، بعد تفجير حزامه الناسف بنفسه قرب ملعب لكرة القدم، وقتل معه 3 فرنسيين بانتحاره الإرهابي، مع ان نفس الجواز يحمله 7 آخرين دخلوا أوروبا كلاجئين، وليس معروفا أيهم الحقيقي، فاسم كل منهم بالجواز فيما رقم الإصدار وتاريخه واحد، أي نسخة مطابقة عما يعود لسوري حقيقي، ولا أحد يدري من كان وأين هو الآن ليكشف محققين فرنسيين، بعد ذلك بأن كل الأرقام والبيانات المدونة في جواز ناسف الحزام بنفسه، باستثناء الصورة "تعود ربما إلى جندي سوري قتل قبل أشهر هذا العام" لذلك فالمرجح أن بيانات الجندي القتيل تم استخدامها في تركيا لتزوير جوازات سفر وبيعها لأي راغب بانتحال شخصية لاجئ سوري، تمكنه من العيش في أوروبا، أو دخولها بنوايا "داعشية" الطراز.

الجوازات الداعشية المزورة اجتاحت أوربا حيث أعلنت سلطات صربيا عن أنها قبضت على لاجئ وصل إلى البلاد حاملا جواز سفر، فيه أرقام وبيانات وأسماء مطابقة تماما لما في الجواز الذي وجدوه قرب جثة "انتحاري الملعب" وأن 6 لاجئين آخرين دخلوا أوروبا هذا العام "حاملين جواز السفر نفسه" إضافة الى "انتحاري الملعب" والذي اعتقلته صربيا وكل منهما اشترى جوازه على حدة كما يبدو، من "وكر" في تركيا يمتهن تزوير الجوازات وبيعها لمن يدفع، وسط ضعف القدرة على تمييز الأصيل من المزور في اليونان بشكل خاص، وفي سبتمبر 2015م اشترى صحفي هولندي جواز سفر سوريا مزورا باسم رئيس وزراء هولندا من مسؤول بسفارة سورية بأقل من 500 دولار

فيما أدلى مواطن تركي، وهو أحد أعضاء شبكة إصدار جوازات سفر تركية مزورة، وتسليمها لأعضاء تنظيم "داعش" الإرهابي خارج البلاد، بتصريحات أكد فيها عمل 100 ألف جواز سفر تركي مزور وإرسالها للخارج، منها 50 ألف جواز إلى الصين و أن مدينة اسطنبول تعتبر مركزا لإصدار جوازات سفر تركية مزورة لتسليمها لتنظيم داعش، التي ترسلها بدورها لأعضائها المنتشرين في دول العالم، وأن سعر جواز السفر المزور هو 200 دولار، ويهدف للانتقال إلى سوريا عبر الأراضي التركية والالتحاق بصفوف التنظيم الإرهابي هناك و أن أعضاء داعش ينتقلون لاسطنبول من دول مختلفة للسفر إلى سوريا عبر تركيا بعد قضائهم ليلة واحدة في أحد الفنادق أو المنازل، وأن مواطناً تركياً هو المنسق والمسئول عن عملية انتقال مقاتلي داعش من سوريا إلى العراق، فضلا عن مسئوليته عن توصيل الجوازات التركية المزورة إلى الصين.

من خلال ما سبق نستطيع أن نؤكد على أن تنظيم داعش الدموي لن يكف عن تصدير إرهابه الى خارج حدود دولته المزعومة من خلال ابتكار كافة الوسائل التي تضمن له التسلل داخل دول العالم وأن جوازات السفر المزوره لعناصره ستكون أحد هذه الوسائل التى يجب أن ينتبه لها العالم .