استمرار مباحثات "جنيف2".. وانتهاكات الحوثيين تضرب الهدنة
الأربعاء 16/ديسمبر/2015 - 07:39 م
طباعة

مع تواصل المبحاثات بين الحكومة اليمنية والحوثيين، كشف اليوم الأول من وقف إطلاق النار في اليمن الثلاثاء عن عدم تخلي ميليشيات الحوثي وصالح عن نهج التملص من تعهداتها، إذ انتهكت الهدنة عشرات المرات، حسب ما أكدت مصادر عدة.
الوضع الميداني:

وعلى صعيد الوضع الميداني، شنت مقاتلات التحالف العربي اليوم الأربعاء، غارات جوية استهدفت مواقع للحوثيين والقوات العسكرية الموالية للرئيس اليمني السابق علي صالح بمحافظة تعز، بعد يوم من الإعلان عن وقف إطلاق النار تزامناً مع انطلاق مشاورات السلام "جنيف2".
وقالت مصادر محلية إن مقاتلات التحالف قصفت مواقع للحوثيين في الجبهتين الشرقية والغربية للمدينة، تزامناً مع اندلاع مواجهات عنيفة بين الحوثيين وقوات الجيش والمقاومة الشعبية.
وأوضحت المصادر أن الغارات نفذت بعد "الخروقات التي ارتكبها مقاتلو الحوثيين وصالح، حيث شنوا قصفاً عنيفا وعشوائيا على الأحياء السكنية منذ أمس الثلاثاء، وهو ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى مدنيين".
واستهدف القصف أحياء ثعبات و جبل جره ووادي القاضي والمناخ وقرى صبر.
فالمتمردون مستمرون بخرقهم للهدنة المعلنة في جميع الجبهات، ضاربين بتلك الالتزامات التي قطعوها للأمم المتحدة عرض الحائط، ومعرضين مباحثات السلام في سويسرا للخطر، فقد أكدت مصادر ميدانية يمنية مختلفة رصدها لأكثر من 50 خرقاً من جانب الانقلابيين في تعز ومأرب والجوف والضالع والبيضاء، وذلك منذ بدء سريانها ظهر الثلاثاء.
تبادل أسرى:

كما أكد مصدر محلي من المقاومة الشعبية وإدارة السجن المركزي في صنعاء، أن المليشيات الحوثية أطلقت سراح العشرات من الأسرى والمعتقلين من سجون صنعاء.
وذكر مصدر محلي للـ "المشهد اليمني"، أن المقاومة سلمت وساطة قبلية للحوثيين قرابة 370 أسير من عناصرهم الذين تم القبض عليهم خلال المعارك بالمحافظات الجنوبية . وأضاف المصدر أن مليشيات الحوثي سلمت لوساطة المقاومة 280 من رجالها الذين اختطفتهم مليشات الحوثي أيام مهاجمتها مدن الجنوب مطلع مارس الماضي . وأوضحت المصادر أن من بين أبرز قيادات المقاومة الذين تم الإفراج عنهم قائد يدعى " أبو همام اليافعي " ويعتبر قائد كبير في المقاومة ألقى الحوثيون القبض عليه خلال المعارك بجعولة بمدينة عدن حيث كان يقود وحدات عسكرية للمقاومة . وأشار المصدر أن وساطة المقاومة مكونة من كلاً من : ( الشيخ حكيم الحسني – مختار الرباش – ناصر بن حدور – كمال الضالعي – صبري السباعي ) فيما يتكومة فريق للحوثيين من مجموعة من العاملين في الصليب الأحمر الدولي إضافة إلى شيخ آخر من البيضاء وآخر من عنس التابعة لمحافظة ذمار . وكان " المشهد اليمني" قد نشر صباح اليوم عن ترقب لأكبر عملية تبادل بين الحوثيين والمقاومة تقضي بالإفراج عن قرابة 600 عنصر من الطرفين.
المشهد السياسي:
وعلي صعيد المشهد السياسي، أجرى، الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليوم اتصالاً هاتفياً بقائد المنطقة العسكرية الثالثة اللواء الركن عبد الرب الشدادي، اطمأن خلاله على أحوال الضباط والصف والجنود وسير الخطط العسكرية الرامية لتحرير محافظة مأرب من مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية. وبحسب وكالة الأنباء اليمنية "سبا" نوه رئيس الجمهورية بالدور الايجابي لقوات الجيش والمقاومة الشعبية التي تقدم كل يوم دروس جديدة في الانتصارات والدفاع عن الوطن وأمنه واستقراره من الغاصبين والمنقلبين على السلطة الذين تسببوا في مقتل وجرح الآلاف من المواطنين وزعزعة الأمن والاستقرار من خلال أعمالهم الإجرامية المجردة من قيمنا الأخلاقية والإنسانية. وأكد الرئيس هادي بتقديم كافة الدعم اللازم لقوات الجيش والمقاومة لتحقيق مزيد من الانتصارات وإعادة الأمن والاستقرار إلى كافة أرجاء اليمن لينعم المواطنون بالأمن.
المسار التفاوضي:

وفيما يتعلق بالمفاوضات.. رحّب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ببدء محادثات السلام اليمنية في جنيف برعاية المبعوث الخاص إسماعيل ولد الشيخ أحمد، واعتبر بان كي مون في بيان أن الحوار السلمي والشامل هو السبيل الوحيد لإنهاء المعاناة وإعادة بناء الثقة بعد أشهر من الحرب.
كما حث أطراف النزاع في اليمن على الانخراط في محادثات السلام بشكل بناء لوضع حد لمعاناة الشعب اليمني وتحسين حياتهم اليومية.
وأفاد مراسل قناة "العربية" أن أجواء إيجابية تسود مفاوضات وفد الشرعية اليمنية والمتمردين في سويسرا.
وكان المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، شدد في بداية اجتماعه بالوفدين على أن الحل الوحيد للأزمة في اليمن هو الحل السياسي، مناشداً أطراف النزاع بإيقاف العنف.
وأفاد مراسل "سكاي نيوز عربية"، نقلا عن مصادر مقربة من المحادثات، أن مشاورات الثلاثاء انصبت كذلك على فك الحصار عن المدن، خاصة عن مدينة تعز الجنوبية التي يحاصرها الحوثيون منذ أشهر.
وتطرقت المحادثات إلى ضرورة إفراج المتمردين الحوثيين وميليشيات علي عبد الله صالح عن المعتقلين في سجونهم، باعتبارها بادرة حسن نية لتمهيد الطريق أمام نجاح المباحثات.
وتناول وفدا التفاوض بالبحث خطوات تحسين الوضع الاقتصادي في اليمن، وإيصال المساعدات للمتضررين، وعدم عرقلة وصولها للمدنيين داخل البلاد.
المشهد اليمني:
في ظل وجود انقسام واستقطاب شديد في الطبقات السياسية في اليمن، هناك صعوبة في أن تخرج محادثات جنيف بصيغة انتقال سياسي، واذا توصل الي وقف وقف القتل اليومي سيكون انجازا كبيرا مع وقوع حالات خرق للهدنة الحالية وفشل لهدنات سابقة.