بعد مطالب "حفتر".. ليبيا المحطة القادمة للنفوذ الروسي

الخميس 17/ديسمبر/2015 - 01:04 م
طباعة بعد مطالب حفتر..
 
مع احتدام الأزمة الليبية، في ظل عرقلة الأطراف المتنازعة للحوار الليبي، وتأجيل التوقيع علي مسودة تشكيل حكومة وفاق وطني التي أعلنها الطرفان في تونس الأسبوع الماضي، باتت ليبيا بحاجة إلي تدخل روسيا بحجة التصدي للجماعات الإرهابية ومحاربة التنظيم الإرهابي "داعش".
بعد مطالب حفتر..
ومع توالي تصريحات روسيا عن احتمالية التدخل العسكري، في ليبيا أعلن الفريق أول ركن خليفة حفتر قائد القوات الليبية الموالية للحكومة المعترف بها دوليا أن قواته مستعدة للتعامل مع روسيا في مسألة محاربة الإرهاب في ليبيا إذا تقدمت موسكو بطرح حول هذه المسألة.
يأتي ذلك فيما تتخوف دول الجوار الليبي من احتمالية التدخل العسكري الوشيك في ليبيا، ما يضعها في أزمة حال فرار الجماعات الإرهابية إلي أراضيها.
وجري لقاء بين مارتن كوبلر واللواء خليفه حفتر، أمس الأربعاء 16 ديسمبر 2015، بمقر القيادة العامة للجيش الليبي في المرج، والذي صرح في عقبه كوبلر بأن الأمم المتحدة ستدعم الجيش الليبي لكن بعد وجود حكومة موحدة حسب تعبيره.
وتخوض القوات التي يقودها حفتر، وهي خليط من وحدات الجيش وجماعات مسلحة موالية له، معارك ضد تنظيمات مسلحة في عدة مناطق على راسها بنغازي لكنها تعاني، بحسب حفتر، من حظر توريد السلاح المفروض عليها.
وقال حفتر عقب لقائه رئيس بعثة الامم المتحدة للدعم في ليبيا مارتن كوبلر في المرج شرق ليبيا، إن الذي نراه بالنسبة للروس هو أنهم يقومون بعمل جيد جدا ضد الإرهاب ونحن مشكلتنا الأولى هي الإرهاب".
تابع حفتر خلال مؤتمر صحفي عقد أمس، "من يستطيع أن يقدم في هذا المجال فنحن معه، ونحن نرى أن في الروس إشارات تدل على أنهم جادون في مقاومة الإرهاب، وربما في الفترة القادمة يكون عندنا نظرة في هذا الموضوع"، قائلا: "أي دولة تتقدم نحن مستعدون للتعامل معها وخاصة روسيا لأننا نرى فيها جدية".
ونقلت مصادر مقربة من حفتر قوله قبل انعقاد المؤتمر، إن دور الجيش يتمثل بحماية التراب الليبي، مؤكدا أنهذه الأمانة حملنها وسنموت عليها حتى وإن حاصرتنا الأمم ولم تسمح لنا بشراء السلاح للذود عن الوطن، فليعلم العالم أن كل نساء ليبيا ستنجب أقوى سلاح على الأرض وهم الرجال و نحن كمؤسسة عسكرية نعمل تحت شرعية مجلس النواب.
بعد مطالب حفتر..
وكان أعلن الجمعة الماضية الفرقاء الليبيون عن موعد توقيع الاتفاق النهائي للحوار الذي أشرفت عليه الأمم المتحدة وينص على تشكيل حكومة وفاق وطني، والذى كان مفترض اليوم الخميس.
من جانبه أعلن حفتر، أنه لا يتفق تماما مع مسودة الاتفاق، الذي سيتم التوقيع عليه في وقت لاحق من اليوم الخميس، لكنه قدم 12 نقطة ليتم تضمينها في تلك المسودة، مشيرا إلى أن المهم هو الإسراع في الوصول إلى اتفاق وعدم إضاعة المزيد من الوقت. 
في نفس الوقت يعارض رئيسا البرلمانيين عملية التوقيع هذه، ويعتبران أن الحكومة المقترحة مفروضة على ليبيا.
 ويذكر أن المؤتمر الوطني العام، الهيئة التشريعية لسلطات طرابلس والذي لا يحظى باعتراف دولي، يرفض أي دور لحفتر، الشخصية العسكرية المثيرة للجدل، في المشهد السياسي والعسكري الليبي، بينما يتمسك به نواب في البرلمان المعترف به.
وأصدر كوبلر بيانا أعلن فيه أنه سيتم توقيع مسودة اتفاق المصالحة الوطنية بين الأطراف الليبية في مدينة الصخيرات المغربية في وقت لاحق من اليوم.
وقال البيان إنه تم تحديد اليوم الخميس موعدا لحفل التوقيع لأسباب لوجستية بغية تمكين مشاركة ليبية ودولية واسعة النطاق.
والجدير بالذكر أن روسيا شنت هجمات جوية سوريا مساندة لقوات النظام منذ 30 سبتمبر تقول إنها تستهدف تنظيم داعش و"مجموعات إرهابية" أخرى.
وتشهد ليبيا منذ الإطاحة بمعمر القذافي نزاعا على الحكم تسبب بانقسام البلاد بين سلطتين، حكومة وبرلمان يعترف بهما المجتمع الدولي في الشرق، وحكومة وبرلمان في العاصمة طرابلس ويواليهما ميلشيات فجر ليبيا.
وساعدت الفوضى التي تشهدها ليبيا في تمدد وتوغل الجماعات الإرهابية المسلحة، عن طريق استغلال أماكن النزاع لفرض سيطرتهم فيها وكان على رأسهم التنظيم الإرهابي "داعش" والذى تمكن من الاستحواذ على العديد من المناطق الليبية، ويسعى للتمدد في المناطق المحيطة بها والتي تضم حقولا نفطية وموانئ تصدير رئيسية.
وأكد كوبلر أن رفع الحظر من قبل مجلس الأمن لن يتم قبل تشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا، ملمحا الى مشاركة دولية محتملة في عملية محاربة التنظيمات المتطرفة في هذا البلد المطل على البحر المتوسط.
بعد مطالب حفتر..
وقال المبعوث الأممي إن رفع الحظر عن السلاح يتطلب وجود حكومة، وفي الوقت الحالي هناك حكومتان، ولذا فمن المهم أن تكون هناك حكومة وحدة وطنية واحدة.
ورأى أن محاربة الارهاب في ليبيا يجب أن ينظم، ويجب على المليشيات أن تتوقف عن القتال في ما بينها وأن يكون هناك جيشا وشرطة نظاميين، قائلا: "بعد ذلك على الليبيين أن يحاربوا الارهاب بأنفسهم وان يوحدوا قواهم، وهذا الامر يتطلب وجود أسلحة، لكن ربما يتطلب هذا الامر ايضا، اذا طلبت الحكومة الليبية ذلك، مساعدة خارجية".
كان أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن حماية مواطنيه بالخارج، تأتي على قائمة أولوياته، ويشمل ذلك حماية الروس الذين يقيمون بليبيا، في تلويح باحتمالية التدخل العسكري في ليبيا.
وتتخوف دول الجوار من توسع وتوغل الجماعات الإرهابية، ما يساعد إلي تمدد الإرهاب إلي أراضيها، ولكن في ذات الوقت تحذر الفرقاء الليبيين من اقتراب وشيك بالتدخل العسكري حيث حذرت تونس أمس طرفا النزاع من تدخل عسكري أجنبي وشيك في بلادهم.

شارك