بعد سيطرته على معظم المدن الليبية.. "داعش" يهدد "صبراته" بالدمار

السبت 19/ديسمبر/2015 - 03:53 م
طباعة بعد سيطرته على معظم
 
مع توغل وتمدد التنظيم الإرهابي "داعش" في ليبيا، باتت المناطق التي تقع تحت سيطرته مهددة بالدمار، حيث أن قيام عناصر من تنظيم داعش في ولاية طرابلس قاموا اليوم السبت 19 ديسمبر 2015، بتفجير مبنى الاستخبارات في مدينة صبراتة الساحلية غرب العاصمة طرابلس، ما أدى إلى إصابة شخصين.
بعد سيطرته على معظم
وعلى الرغم من توقيع الأطراف الليبية للاتفاق السياسي، إلا أن الوضع يسوء يوما عن الأخر في ظل انشغال الدول بمحاربة التنظيم في سوريا والعراق فقط.
وكشفت مصادر أن التفجير تم من خلال زرع حقائب ناسفة ممتلئة بالمتفجرات، ما أدى إلى انهيار جزء كبير من المبنى ، وإصابة اثنين من الحراس.
ويتوسع تنظيم  داعش بشكل كبير غرب ليبيا، ويتخذ مدينة صبراتة القريبة من الحدود الليبية - التونسية، قاعدة مهمة نظراً لطبيعتها الجغرافية.
كما يستفيد التنظيم من دخول وتسلل التونسيين المتطرفين، ويضمهم إليه ويقوم بتدريبهم في معسكرات سرية بصبراتة.
وأعلن تنظيم "داعش" الأسبوع الماضي مدينة صبراتة الليبية إمارة إسلامية، وكانت المدينة شهدت استعراض أرتال عسكرية قوامها 30 آلية مسلحة، ورفع خلالها المسلحون الرايات السوداء.
وقالت مصادر محلية، إن تنظيم "داعش" بولاية طرابلس الغرب، أعلن رسميا عن وجوده بمدينة صبراته، مؤكدة أن رتلا يقل مسلحين ملثمين، يهتفون بشعارات "جهادية" جابت شوارع المدينة.
وأقام التنظيم نقاط تفتيش وسيطر على مراكز الشرطة هناك.
ويسيطر التنظيم الإرهابي على أكبر المناطق العراقية، الغنية بالنفط، وكان على رأسها مدينة سرت مسقط رأس الرئيس الراحل معمر القذافي، واتخذ منها عاصمة له، وحولها إلى قاعدة خلفية لجذب متشددي المنطقة، والجهود الدولية تتجاهل توسعه وتركز على مكافحته في العراق وسوريا.
واستغل داعش انشغال العالم بمكافحة التنظيم في كل من سوريا والعراق، ليحول التنظيم الجهادى إمارته في منطقتي سرت وصبراتة الليبية إلى قاعدة خلفية يجند فيها مئات المقاتلين الأجانب ويدربهم على تنفيذ هجمات في الخارج، وذلك وسط عد تركيز الجهود الدولية بشأنه، بحسب مسئولين وخبراء.
بعد سيطرته على معظم
ماتييا توالدو، الخبير في الشئون الليبية في معهد المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، يقول إن القيادة المركزية لهذا التنظيم استثمرت في ليبيا منذ وقت طويل، والآن بات المقاتلون الأجانب يتدفقون على سرت بدل التوجه إلى سوريا، مضيفًا أن معقل التنظيم في ليبيا يتحول إلى مركز الاستقطاب الرئيسي للمتشددين في المنطقة.
وبحسب متابعو الشأن الليبي، فإن جهادى داعش في ليبيا استغلوا الفوضى السائدة في البلاد، في ظل الصراع على السلطة، ما بين حكومتين وبرلمانيين، من جانب طرابلس التي تسيطر قوات موالية لها على معظم الغرب الليبي والقوات المستقرة في الشرق والمعترف بها دوليا، لتحويل مدن ليبيا بعينها إلى معقل لهم.
المتحدث باسم القيادة العامة للجيش الليبى الرائد محمد الحجازى، كان قال في تصريح سابق له، إن سرت أصبحت مقر قيادة وتحكم لأعضاء التنظيم، حيث يجرى فيها تدريب المقاتلين الجدد ونشر الفكر الداعشى، فيما أكد أن مئات المقاتلين الأجانب أصبحوا في سرت والمناطق المجاورة لها، آتين من تونس والسودان واليمن خصوصا، وحتى من نيجريا، ليتدربوا ويستعدوا لتنفيذ هجمات في دول أخرى.
ويجد تنظيم داعش في سرت وصبراتة ملاذا آمنا، بعيدا عن أي تهديدات جدية إلى الآن، من السلطات العسكرية والأمنية في البلاد التي تشهد صراعا داميا على الحكم منذ أكثر من عام.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، ذكرت دراسة نشرتها مؤسسة فيريسك مايبلكروفت التى تقدم استشارات أمنية، أن داعش يدرك أن الفوضى في ليبيا توفر له فرصة تعزيز قدراته، معتبرة أن التنظيم يستطيع المحافظة على وجود مهم له في ليبيا، يدعم فروعه في المنطقة كلها، طالما ان الحرب فى هذا البلد قائمة.
ويتجول مسلحو داعش في سرت ومصراته وكأنها مدينتهم منذ وقت بعيد، الصلاة مفروضة على الجميع، والأحكام الشرعية بدأت تطبق فيها، والنساء لا يخرجن إلا للضرورة.
وقال أحد المتابعون أن الوضع في المدينتين في غاية السوء، حيث تمر على نقطة تفتيش فيلقى عليك التحية ملثم سوداني، وعلى بعد أمتار، تصادف مسلحا تونسيا، أو خليجيا.
بعد سيطرته على معظم
وتتجنب الحكومتين في طرابلس، وكذلك الحكومة في طبرق، خوض معركة تحرير هذه المدن المنبوذة منذ نهاية الثورة، وبحسب مسئول في الخارجية الليبية، فإن عدد المقاتلين الأجانب في صفوف التنظيم في سرت حاليا بضعة آلاف، معبرا عن خشيته من ازدياد هذه الأعداد في ظل الضغط الذى يتعرض له التنظيم في سوريا والعراق.
وبعد سرت ومصراته، يسعى التنظيم الذى يقاتل أيضا القوات الحكومية في بنغازي شرق وفى محيط درنة في أقصى الشرق الليبي، إلى توسيع حدود إمارته المتوسطية عبر التمدد نحو مدن قريبة. 
وسيطر على بلدة النوفلية شرق سرت، كما استهدف مدينة أجدابيا الواقعة ضمن منطقة الهلال النفطي، وذلك في ظل حصر جهود المجتمع الدولي لمكافحة التنظيم في سوريا والعراق.
وكان حذر مراقبون من خطورة الوضع في الأراضي الليبية، عقب تزايد سيطرة تنظيم داعش على الكثير من مقاليد الحياة في المدن الليبية على رأسها سرت وصبراتة وإجدابيا، وسط أنباء عن إعلانها عاصمة للتنظيم بشمال أفريقيا.
واعتبرت مصادر أمنية أن توسع داعش في ليبيا، ليس بحثا عن وطن بديل أو هروبا من ضربات عسكرية تشبه ما يتعرض له التنظيم في سوريا والعراق، إنما محاولة لترسيخ أقدامه في هذه المنطقة، وإيجاد بديل بعد تكثيف الضربات في سوريا والعراق. وقالت إن المعركة التي تستعد لها أطراف إقليمية بشأن داعش ليبيا قد تكون بعيدة في الوقت الراهن، لأن تعقيداتها كبيرة، وبحاجة أولا لفك كثير من الشفرات العسكرية والسياسية والاقتصادية.
ورغم تمدد تنظيم داعش  في ليبيا، لا يزال المجتمع الدولي يحصر الجزء الاكبر من جهوده في مكافحة هذا التنظيم في سوريا والعراق.

شارك