محمد حسان يُشعل الصراع بين "الإخوان" وفصائل التيار الإسلامي
السبت 19/ديسمبر/2015 - 06:15 م
طباعة

بعد كشف الشيخ محمد حسان لكواليس اعتصام "رابعة" وفضح جماعة الإخوان، وبعد نشر رسالة قال أشخاص مقربون منه إن صفوت حجازي، وجهها له من محبسه يعترف فيها بخطأ الإخوان ومؤيديهم، شن أعضاء جماعة الإخوان وقنواتها هجومًا حادًا على الداعية السلفي محمد حسان، ما أدخل الجماعة في صراع جديد مع باقي فصائل التيار الإسلامي والذي يتمتع محمد حسان بينهم بمكانة محترمة، فلم تلتفت الجماعة لصراعاتها الداخلية ومحاولات حلها، بل قامت بتصدير الصراع الداخلي أيضا لخارجه مكتسبة عداءات جديدة من بين حلفاء الأمس.

صفوت حجازي
وأعادت قنوات الإخوان نشر فيديو لحسان في أحد دروسه العلمية يؤكد فيه رؤية الصحابي خالد بن الوليد، وأنه دخل عليهم في مسجد التوحيد أثناء إلقائه الدرس، وهو ما أثار قلق الطلاب، فرد عليهم خالد بألا يلتفتوا إليه لأنهم يجلسون بين يد عالم، وكذلك قامت جماعة الاخوان بإعادة نشر تصريحات سابقة للشيخ محمد حسان بعد ثورة 25 يناير يشكر فيها الأمن المصري، واللواء منصور العيسوي وزير الداخلية في ذلك التوقيت، في الوقت الذى رد عليه السلفيون بأن التصريحات التي تتناقلها الجماعة وحلفاؤها لا تدين حسان في شيء. ونشرت الجماعة وحلفاؤها فيديو للشيخ محمد حسان، في أحد حلقاته بعد ثورة 25 يناير يقول فيه،" أعجبني اليوم مدير الأمن القومي أسال الله له السداد والتوفيق ولوزير الداخلية اللواء منصور العيسوي أسال الله لهما السداد والتوفيق بيقول لي:- أنا أصدرت أوامري بأن أي بوابة كانت في أي مكان من مباني أمن الدولة القديمة يدخل الإنسان موطي أمرت بإزالتها علشان كل إنسان يدخل رافع رأسه.. معنى جميل". وسخر الإخوان وحلفاؤهم عبر قنواتهم الإعلامية حول هذه التصريحات، زاعمين أن هذه التصريحات تؤكد أنه تخلى عن تيار الإسلام السياسي على حد قولهم.
وقال حسان في الفيديو الذي تداولته صفحات الجماعة، على موقع التواصل الاجتماعي: "أنا عاشق لخالد بن الوليد والله لقد زار خالد، مسجد التوحيد في درس الأربعاء في رؤيتي بزيه العسكري والطلاب بين يدي، ينظر إلى ويبتسم لما نظر إليه الأخوة التفتوا إليه قال لا تلتفتوا فأنتم بين يد عالم"، ودعا حسان في الفيديو المسئول عن تصوير المشهد لحذفه من الدرس باعتبار أن تلك الرؤية خاصة بطلابه فقط، قائلًا: "ابقى شيلها يا بني واوعى تنشرها، خليها لطلابنا بس ما لازم الطلاب يكون ليهم حاجة خاصة، وهي من المبشرات كما قال الرسول". ودشن أعضاء الإخوان "هاشتاج" حمل اسم "الدجال"، هاجموا فيه حسان وكذبوا ما قاله في الفيديو، كما رفضوا تصريحاته بشأن رسالة صفوت حجازي التي أكد مقربون من حسان أن حجازي يطالبه بأن يسامحه باعتبارهم كانوا على خطأ ولم يستمعوا لنصيحته.
وكذبت الصفحة الرسمية لحجازي، على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، الرسالة وقالت إن إرسال الشيخ صفوت حجازي لرسالة عبر أخيه لأحد المشايخ يطالبه بالسماح ويقر بصحة مواقفه هي رسالة غير صحيحة وهي والعدم سواء، مؤكدةً أن الزيارات مقطوعة عنه منذ فترة وأن شقيقه لم يلتقيه مؤخرا في أي زيارة، وأنه ثابت على مواقفه ومبادئه في دعم الإخوان وتحالف الشرعية والرئيس المعزول. بينما أكدت حركة "دافع" المقربة من حسان، الرسالة التي أرسلها حجازي عبر شقيقه للداعية السلفي، ورفضت هجوم الإخوان وقنواتها عليه. وقالت الحركة، في بيان لها إن قيادات الإخوان لا يمّلون من مهاجمته، وأنه أصبح من أُسس برامجهم التهكم على الشيخ ولا تحلوا حلقاتهم إلا بالتطاول عليه، وذكرت حديثه بـ"الصدق". وأشارت الحركة، إلى أن الجماعة وقنواتها وبرامجها التي تذاع من خارج مصر، تنظم هجمات متتالية أشبه بعمليات التسليم والتسلّم من الشيخ سلامة عبد القوى مرورًا بحمزة زوبع ووقفت جمال عبد الستار، واصفةً هجومهم عليه بـ"الساذج".

محمد رجب مؤسس الحركة
في المقابل رد السلفيون على هذه الاتهامات، مؤكدين أن ما قاله الإخوان لا يمت للحقيقة بصلة، وأن التصريحات تم اجتزاؤها عن سياقها لمحاولة تشويه الشيخ حسان بعدما رفض أن يتبنى موقف الجماعة مؤخرا. وقالت حركة "دافع السلفية" ردا على تلك السخرية: "الفيديو بفضل الله لا يُدين الشيخ في شيء لعدة أسباب، ولكن الكثير ينساق بشكل أعمى وراء من يأمره بنشره ليصير شريك الوزر مع من أمر بهذه الضلال". وقال محمد رجب مؤسس الحركة: "أولا الفيديو قديم إزاء ثورة يناير ووقتئذٍ الجميع كان مجتمعا على الاستقرار ورأب الصدع، وثانيا محتوى الفيديو لا ضير فيه إنما هو دعاء لمسلمين كعادة الشيخ الذى دائما يسعى لاستعطاف الجميع سواء حاكم أو محكوم كي ينقذه من النار إلى الجنة، ثم نأتي في الأخير لنهزأ به وبما يحمله من نوايا نحتسبها عند الله حسنة". وأوضح أن هذا المحتوى ليس كاملا حتى يمكن الحكم على سياق الكلام أن كان الكلام في أصله يُدين، كما أن عنوان الفيديو مكذوب لأن محتواه غير اسمه، الشيخ دعا لشخصين في سدة المسؤولية من أمر المسلمين ولم يدعو لأمن الدولة برمتها كون بها ظلم واستطالة يحرمها الاسلام كما يفهم قارئ العنوان من أول وهلة "إثارة للتضليل وليس إنارة للهدى". وأشار إلى أن هذا الفيديو فيه لمن يعقل رفعة للشيخ ومنزلة عظيمة له إذ أن مدير الأمن القومي ووزير الداخلية يحدثان الشيخ بكلامٍ يُرضيه ويعجبه وكأنه استرضاء للشيخ حيث بدأ الشيخ كلامه بقول "أعجبني" حين قال له شخصيا اللواء منصور العيسوي " وزير الداخلية " أنا أصدرت أوامري بأن أي بوابة كانت في أي مكان من مباني أمن الدولة القديمة يدخل الإنسان موطي أمرت بإزالتها عشان كل إنسان يدخل رافع رأسه. وكأنه يستعرض أمام الشيخ القيمة والقامة أمورا قد تنال إعجاب الشيخ وهو ما حدث بالفعل". وتابع: "الشيخ دعا له ولمدير الامن القومي لانهما فعلا عملا طيبا ونحن المسلمون لا نحقر من المعروف شيئا كما أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بقوله " لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق، والدعاء لمن ولى أمراً من أمور المسلمين من مقتضى النصح لولى الأمر، ومن النصح الدعاء له بالتوفيق والهداية وصلاح النية والعمل وصلاح البطانة". ووجهت الحركة رسالة إلى جماعة الإخوان قائلة: "تعتمدون على قص ولزق بعض الفيديوهات والصور مع تعبيرات تفتعلونها بهمز ولمز وما إلى ذلك في غير موضعها وقد سلب موضوعيتها لتكون كذبة يصدقها الناس، وهل التقليل من شأن العلماء بهذه الطريقة التي خرجت كثيرا عن الضوابط الشرعية تجدها هي الحل او العلاج لما تراه فسادا متراكما، والله تعالى يقول " لا يسخر قوم من قوم " وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " لا تتبعوا عورات المسلمين ومن يتبع عورات المسلمين تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في جوف بيته " " ومن تكلم في مؤمن ما ليس فيه سقاه الله ردغة الخبال (عسارة اهل النار) والعياذ بالله لنا ولك والمسلمين. من جانبه قال الشيخ أسامة القوصي، الداعية السلفي، إن جماعة الإخوان دائما ما تسخر وتقلل من شأن أي داعية إسلامي لا يرضيهم ولا يتخذ مواقف متشابهة مع المواقف التي يتخذونها ضد الدولة المصرية. وأضاف الداعية السلفي، أن الإخوان تتعامل بمبدأ إما أن ترضينا فنرضيك أو تختلف معنا فنحاربك، لذلك فهي إما تنفق على الدعاة الذين يدافعون عنها، أو تشن حملة هجوم على من لا يقفون بجانبها.
وقد رد محمد حسان قائلا " في كلمة مسجلة "يعلم الله كم نصحنا سرا، كما هو أدب النصيحة بكل ما يخطر بشباب الإسلاميين من بال، ونصحت كل مسئول قدر الله لنا أن نصل إليه بكلمة صادقة خالصة واضحة حكيمة مؤدبة، ثم أنكرنا المنكر كله علانية، فجمعنا بين النصح في السر وإنكار المنكر في العلن، وكل هذا موجود على الشبكات ومواقع التواصل الاجتماعي، وما تركنا شيئا إلا وتحدثنا فيه". وأضاف الشيخ محمد حسان، أن الحق مهما ضعف وانزوى كأنه زائل فإنه ظاهر، ولا ينقطع أبداً أن الزبد يذهب جفاءً وأن الذى ينفع الناس هو الذى سيمكث في الأرض والحق الذى ندين به لله سبحانه وتعالى هو القرآن والسنة بفهم سلف الأمة. ودعا حسان الشباب بقوله: "ندعو الشباب المسلم الواعي صاحب الفكر النير أن يُدرك خطورة ما يُحاك لأمته عن طريق هدم حملة الشرع". وأوضح حسان أن الأمة الآن منقسمة وأنا أعي أن كل كلمة الآن تعمق الانقسام، أطرح الآن أية جملة أو كلمة حتى لو في برنامج خاص، سينقسم الناس على كلامي إلى فريقين، فريق يمدح وفريق يهاجم، فريق يثنى وفريق يشتم ويسب، وأنا أرى أن هذه الأخلاق بعيدة عن الإسلام، لا عهد لي بها ولم أكن أعرفها أو أعلمها". واختتم حسان حديثه بـ :"أعلم أن الخلاف موجود بين أهل العلم، ولكن ما وصل الخلاف إلى حد السب والشتم واللعن والتخوين والتشكيك في الدين".

عاصم عبد الماجد
في المقابل، أكد عاصم عبد الماجد، أحد مؤسسي الجماعة الإسلامية، أن الإخوان هاجموا الشيخ محمد حسان، رغم أنهم فعلوا ما كانوا يفعله منذ سنين، مشيرا إلى أن هذا الهجوم الذى تشنه الجماعة الآن على الداعية الإسلامي غير موفق، وقال عبد الماجد في بيان له عبر صفحته على "فيس بوك": "من أخذ على محمد حسان ضعفه في عدم الدفاع عن الإخوان، ونسى له نزوله يوم الفض ومشاركته في مظاهرات ذلك اليوم الغاضبة وإصابته ونقله للمستشفى، وقبل ذلك كلمته بعد أحداث المنصة، وبيانه يوم فض رابعة والنهضة، فهذا إنسان أعور كالدجال". وتابع: "هيا أظهر لنا غباءك وكرر على مسامعنا ما نعرفه جميعا أن محمد حسان قال كذا يوم كذا وكذا وفعل كذا يوم كذا وكذا، وكأنك لا تعرف أن هذا هو محمد حسان، وهذا هو في الحياة مذهبه من قبل عزل محمد مرسى، بل من قبل يناير 2011، لا تحاول الهروب إلى الأمام لتناقش هل هذا مذهب يجوز إتباعه، فلن أجاريك في الغباء، بل موضوعنا اليوم يفترض ابتداء أن الأخطاء والمعاصي واردة بل قائمة"، على حد قوله. ووجه عبد الماجد رسالته للإخوان قائلا: "إهدار كل من لا يوافقك رأيك أو يخضع لتوجهك ومحاولة إهالة التراب عليه وعلى تاريخه وطمس كل حسناته رغم أنك أنت كنت تفعل قبل سنوات مثلما فعل حسان، بل ربما كنت أسوأ حالا وأقبح فعلا، فأنتم تهاجمونه الآن رغم أنكم لم تجدوا ذلك مانعا من أن تقف إلى جواره على منصة مليونية الشرعية والشريعة، بل أنت الذى دعوته ودعوته أيضا يوم مؤتمر سوريا، ولم يتأخر هو ولا غيره ممن كنت تدعوهم كي يقفوا إلى جوارك".
فيديو محمد حسان