"طالبان باكستان" تُجدد رفضها شرعية خلافة البغدادي

السبت 19/ديسمبر/2015 - 11:29 م
طباعة طالبان باكستان تُجدد
 
عاد السجال مجدداً بين التنظيمات الإرهابية وتنظيم "داعش" حول الزعامة والخلافة، حيث قالت حركة "طالبان باكستان" الإرهابية، في بيان شرعي اليوم (السبت) 19 ديسمبر 2015، إنها ترفض ادعاء زعيم تنظيم داعش أبوبكر البغدادي بأنه خليفة لعموم المسلمين، وقال مراقبون إن بيان "طالبان باكستان" جاء إثر رفض مماثل من حركة "طالبان أفغانستان" بعد إعلان قيادات صغيرة في الحركتين الإرهابيتين مبايعتهم لـ"داعش" الذي يسيطر على مساحات واسعة من أراضي العراق وسورية.
ويتجدد ذلك السجال من حين لآخر، منذ أعلن تنظيم "داعش" الذي انشق عن تنظيم القاعدة تنصيب زعيمه أبو بكر البغدادي خليفة للمسلمين. وقال بيان "داعش" الذي صدر العام الماضي 2014، إنه البغدادي يتطلع لإقامة خلافة عالمية بقيادته.

طالبان باكستان تُجدد
بيان "طالبان باكستان" يأتي وسط تكهنات بأن قيادة الحركة - التي تهدف لإسقاط حكومة رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف وإقامة دولة تحكمها الشريعة - قلقة بالفعل من "داعش" التي لديها تطلعات مختلفة ليس لها شأن بجنوب آسيا، فضلاً عن تصاعد نفوذ التنظيم الإرهابي في تلك المنطقة "أفغانستان" و"باكستان"، وقال بيان في محالة لإظهار الموقف الشرعي، "البغدادي ليس خليفة لأن الخليفة في الإسلام يعني قيادته للعالم الإسلامي بأسره وهي قيادة لا تتوفر للبغدادي، لديه سلطة على مجموعة معينة من الأشخاص والأراضي."
وتعمل طالبان باكستان بمعزل عن طالبان أفغانستان لكن بينهما تحالفا فضفاضا، ومساحات واسعة من الاتفاق، إلا أن تتابع الأحداث لفت إلى أن "طالبان باكستان" تتجه غلى العنف المفرط عن "طالبان أفغانستان" التي تدين من حين لآخر ما تعتبره عنفاً مفرطاً من شقيقتها في أفغانستان، وفي أواخر العام الماضي أعلنت فصائل وإن كانت قليلة، منشقة عن طالبان باكستان البيعة للدولة الإسلامية وأمرت المقاتلين في عموم المنطقة بالانضمام للحملة الساعية لإقامة خلافة إسلامية عالمية.
السلطات الباكستانية تقول إن "داعش" لا تربطها أي صلات مالية بأي جماعة باكستانية. لكن هناك مخاوف من حدوث المزيد من الاضطرابات في المنطقة مع انسحاب قوات أمريكية وأجنبية أخرى من أفغانستان حيث من المرجح أن تستغل جماعات مثل شبكة حقاني والدولة الإسلامية الفراغ الأمني.
ومن شأن دخول "داعش" على قلة عدد أعضائها للمشهد في باكستان أن يعقد معركة السلطات ضد المتشددين الإسلاميين من سكان المنطقة الذين يقاتلون للإطاحة بالحكومة، بينما اهتزت طالبان باكستان في الفترة الأخيرة بسبب صراعات داخلية رفض خلالها الفصيل الممثل لقبيلة محسود بما له من نفوذ القبول بسلطة الملا فضل الله الذي تولى القيادة في أواخر 2013.
ولفت مراقبون أن "داعش" قد تستغل تلك الاوضاع في سعيها لتوسيع نطاق وجودها في العالم هذه الصراعات لصالحها للدخول إلى منطقة تسيطر عليها عقيدة معادية للغرب ومليئة بشبان لا يملكون وظائف مستعدين لحمل السلاح والقتال باسم الإسلام.

طالبان باكستان تُجدد
وفي البيان أدانت طالبان باكستان الحكم الهمجي لـ"داعش" وهو شيء سبقتها إليه طالبان أفغانستان، وقال البيان "خلافة البغدادي ليست إسلامية لأنك في الخلافة الحقيقية توفر عدلا حقيقيا بينما يقتل رجال البغدادي مجاهدين أبرياء من جماعات أخرى."
وفي وقت سابق هذا العام بعثت طالبان أفغانستان رسالة للبغدادي تطالبه بوقف عمليات التجنيد في أفغانستان قائلة إن المجال لا يسع سوى "لراية واحدة وقيادة واحدة" في قتالها لإعادة الحكم الإسلامي الصارم. إلا أن تلك الدعوات لم تلقى قبولاً لدى "داعش" واستمرت مساعيه في تجنيد المزيد من الأعضاء في أفغانستان وباكستان.
اللافت أن القائم بأعمال وزير الدفاع الأفغاني محمد معصوم ستانكزاي، قال إن مسلحي تنظيم "داعش" وحركة "طالبان" يتلقيان تدريبات في قواعد عسكرية في باكستان، وقال - في إشارة إلى باكستان - إن المخابرات الأجنبية تحاول دفع المسلحين إلى أفغانستان لإظهار أنها مركز الإرهاب، ونقلت وكالة أنباء كاما الأفغانية في نشرتها باللغة الإنجليزية قوله "إن القوات الأفغانية ستطلق "هجوم الشتاء" للرد على هذه التهديدات.

طالبان باكستان تُجدد
تأتي تصريحات ستانكزاي بعد أن أثار قائد القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلنطي (ناتو) في أفغانستان الجنرال جون كامبل مخاوف من أن الموالين لتنظيم داعش يحاولون إقامة قاعدة إقليمية في إقليم نانجارهار في شرق أفغانستان على الحدود مع باكستان، كما حذر وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر أمس الجمعة من التهديد الناشئ لهذه الجماعة الإرهابية.

شارك