واشنطن وطهران كلمة "السر " في انسحاب أنقرة من العراق

الأحد 20/ديسمبر/2015 - 10:28 ص
طباعة واشنطن وطهران كلمة
 
لازالت الولايات المتحدة الأمريكية وايران تشتركان في امتلاك  العديد من أوراق الضغط المختلفة على النظام التركى لدفعه الى إخلاء الساحة العراقية لهما وهو ما حدث بالفعل  حيث  أعلنت تركيا أنها ستواصل سحب قواتها من العراق غداة دعوة الرئيس الأميركي باراك أوباما نظيره التركي رجب طيب أردوغان في اتصال هاتفي إلى اتخاذ هذا الإجراء لتهدئة التوتر بين البلدين وهو ما شكل  ملامح لانفراج الأزمة بين أنقرة وبغداد بالانتقال من مربع التصعيد وتبادل الاتهامات إلى النية في سحب القوات.
واشنطن وطهران كلمة
التأثير الامريكى ظهر بوضوح عندما دخلت  واشنطن على خط الازمة  بمطالبة  الرئيس الامريكى بارك أوباما لرئيس تركيا رجب طيب أردوغان باحترام سيادة العراق  ودعا أوباما، نظيره التركي خلال اتصال هاتفي، إلى اتخاذ إجراءات لـ"تهدئة التوتر مع العراق"، خصوصاً عبر سحب القوات التركية المنتشرة في هذا البلد وقال البيت الأبيض في بيان إن أوباما شدد خلال هذه المكالمة على ضرورة أن "تحترم (تركيا) سيادة العراق ووحدة أراضيه و أن الرئيس الأميركي أشاد بـ"مساهمة" تركيا في التحالف العسكري الذي تقوده واشنطن لمكافحة تنظيم داعش.
 مكالمة أوباما كان لها تأثير السحر حيث أعلنت  تركيا بعدها مباشرة عن  نيتها الشروع بسحب الكتيبة التركية المؤلفة من 300 جندي و20 آلية مدرعة من معسكر بعشيقة بشمال العراق بالرغم من  أن الغموض لم يزل يكتنف تفاصيل عملية الانسحاب، فأنقرة ترى أن يتم تدريجياً وليس بشكل كامل كما تطالب بغداد، موقف كانت قد أتبعته أنقرة باتهام بغداد بتقويض الحرب على تنظيم "داعش" وعجزها عن محاربته.
واشنطن وطهران كلمة
وذكر مكتب رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلوأن أنقرة قررت خلال محادثات مع مسؤولين عراقيين "إعادة تنظيم" قواتها في معسكر بعشيقة قرب مدينة الموصل في شمال العراق، وذلك بعد خلاف شب مع بغداد بسبب نشر هذه القوات و أنه تم التوصل إلى اتفاق لبدء العمل لوضع آليات لتعزيز التعاون مع الحكومة العراقية بشأن القضايا الأمنية.
رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو  حاول تبرير التدخل التركى في وقت سابق  قائلا إن "السلطة والقوات المسلحة العراقية لم تستطع التصدي بقوة لداعش وهو ما أدى الى سقوط الموصل ثاني أكبر مدن العراق، وهو ما  قدم ضرورة ليس فقط لتعاون دولي ولكن لدعم محلي في المنطقة ضد التطرف وفقاً لطلبات السلطات العراقية، فنحن نقدم التعليم نوفر الدعم للبيشمركة والمتطوعين في العراق وسيستمر هذا الدعم لتتم استعادة السيطرة على الموصل".
واشنطن وطهران كلمة
وهو الامر الذى اعتبرته  بغداد توغلاً ينتهك سيادتها، ملوحة باتخاذ خطوات أكبر من ما اعتبرته سلوكاً دبلوماسياً حيال الأزمة حيث أكد وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري أن العراق توخى القنوات الدبلوماسية وتعامل مع قضية التدخل التركي في أراضيه كملف سيادي،  وأن الخيارات ستتخذ على ضوء ما سيحدث في هذا الملف  لترد الخارجية التركية في بيان حاول التخفيف من حدة التوتر بالقول نتمسك  بمبادئ وحدة أراضي العراق وسيادته،  وان هناك سوء تفاهم أخيراً مع الحكومة العراقية بشأن نقل قواتها إلى داخل العراق بحجة أنها تأتي دعماً لبرنامج تدريب قوات البيشمركة التي تحارب "داعش وتعلن عمليا عن سحب  جزءاً من قواتها العسكرية من معسكر بعشيقة قرب الموصل باتجاه شمال البلاد.
واشنطن وطهران كلمة
إيران دخلت على الخط حيث هددت من خلال أذرعها   المتمثلة في المليشيات العراقية  التى تربطها علاقات بإيران،  بأنها ستستخدم القوة ضد تركيا ما لم تسحب أنقرة قواتها من الأراضي العراقية بعد انتهاء مهلة 48 ساعة حددتها حكومة بغداد لسحب هؤلاء الجنود وشبه كريم النوري المتحدث باسم منظمة بدر دخول القوات التركية العراق باحتلال تنظيم داعش للبلاد وقال إن "كل الخيارات متاحة ونحن نمتلك حق الرد ولا نستثني أي رد حتى يتعلم الأتراك هل لا يزالون يفكرون بالعودة إلى الأحلام والأوهام العثمانية؟ هذا وهم كبير وهم سيدفعون ثمن الغطرسة التركية".
 وهو الامر الذى ردت عليه تركيا بحديث شاوش أوغلو وزير خارجيتها بالقول " إن السياسات الطائفية لإيران خطيرة على المنطقة و أن تركيا طالما دعمت إيران وتريد الحفاظ على علاقات طيبة معها، لكنه دعا طهران لأن تنأى بنفسها عن «المزاعم والافتراءات» من دون أن يوضح ماذا يقصد .
واشنطن وطهران كلمة
 مما سبق نستطيع أن نؤكد على أن تركيا  استوعبت  أن الولايات المتحدة الأمريكية وايران تشتركان في امتلاك  العديد من أوراق الضغط المختلفة عليها لدفعها  الى إخلاء الساحة العراقية سواء بضغط المصالح كما تفعل واشنطن او بضغط الميليشيات الشيعية   كما تفعل طهران.

شارك