الأوقاف وبرهامي.. وبينهما خطبة الجمعة

الأحد 20/ديسمبر/2015 - 12:16 م
طباعة الأوقاف وبرهامي..
 
كثيرا ما يحدث شد وجذب بين الدعوة السلفية ووزارة الاوقاف حول خطبة الجمعة واعتلاء أعضاء الدعوة السلفية المنابر، ويكون رأس الحربة في هذه الحالة الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية ومؤخرا قامت مديرية أوقاف الإسكندرية، بإلغاء تصريح الخطابة الممنوح للدكتور ياسر برهامي، على خلفية قيام أنصار الدعوة السلفية بمنع إمام وخطيب بالأوقاف من أداء خطبة الجمعة بمسجد أولياء الرحمن بمساكن الزواج الحديث بزاوية عبد القادر بالعامرية.
وكان الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، وافق على منح «برهامي» تصريح خطابة قبل أشهر على أن يلتزم بموجبه بكافة تعليمات الوزارة.
وأضاف عبد الناصر نسيم عطيان وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، في بيان له أن ما يقوم به أبناء الدعوة السلفية من عربدة ببيوت الله وإثارة الفوضى بالمساجد لا فرق بينه وبين ما يفعله الدواعش، كما شدد على قيام جميع أجهزة المديرية بدورها ومنع أبناء الدعوة السلفية من ممارسة أي نشاط ديني فهم أخطر ما يكون على أبناء المسلمين وخطورتهم لا تقل عن خطورة داعش. كما أشار على أن الأيام المقبلة ستشهد إجراءات أخرى ضد الدعوة السلفية.
الشيخ صبري عبادة
الشيخ صبري عبادة وكيل وزارة الاوقاف
فيما قال الشيخ صبري عبادة وكيل وزارة الاوقاف، إن قيام اتباع الدعوة السلفية بمنع خطيب الأوقاف اليوم من صعود المنبر لإلقاء خطبة الجمعة بمحافظة الإسكندرية، هو تطور غير عادي وغير مسبوق، مناشدًا أعضاء الدعوة السلفية بضبط النفس.
وأضاف عبادة، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج" 90 دقيقة" المذاع على فضائية "المحور"، أنه سيتم فتح تحقيق في الواقعة لمعرفة إذا ما كان هذا الفعل صدر عن جماعة داخل الدعوة السلفية أم أنه اتجاه عام داخل الدعوة لفعل ذلك.
وقد حررت مديرية أوقاف الإسكندرية، محضرًا ضد 6 من أنصار الدعوة السلفية بمنطقة العامرية؛ لمنعهم الشيخ حسني هاشم بدوي أحمد، إمام وخطيب مسجد أولياء الرحمن بمساكن الزواج الحديث بمنطقة زاوية عبدالقادر، من إلقاء خطبة الجمعة.
وقالت المديرية، في بيان لها، أمس السبت 19 ديسمبر 2015، إن مجموعة من 6 أفراد من الدعوة السلفية، يتزعمهم أحمد السيد جاد محمد فرغلي، منعوا الإمام من صعود المنبر، ومكنوا أحدهم و يُدعى أحمد ممدوح من أداء الخطبة، ما ترتب عليه حدوث هرج ومرج بالمسجد واستياء من المصلين".
وقال الشيخ عبدالناصر نسيم عطيان، مدير مديرية الأوقاف في الإسكندرية، إن المديرية لن تتسامح في حق أحد من أئمة الوزارة، لافتًا إلى اتخاذ الإجراءات القانونية حفاظًا على بيوت الله.
وأضاف أنه أصدر قرارًا بإعفاء مدير إدارة أوقاف العامرية من منصبه، وعودته إلى عمله الأصلي وتكليف الشيخ البدري السمان، وكيل المديرية بعقد اجتماع عاجل مع جميع العاملين بإدارة أوقاف العامرية ووضع خطة محكمة وعاجلة، للسيطرة على مساجد زاوية عبدالقادر والقُرى المجاورة.
وأشار إلى أن المديرية حررت محضر جنحة مباشرة رقم "50777"، بقسم شرطة العامرية، ضد أحمد السيد جاد محمد فرغلي، وجمال عبداللطيف، وأحمد عادل، وأيمن سمير، وحسين رجب، وأحمد ممدوح.
عبدالناصر نسيم عطيان،
عبدالناصر نسيم عطيان، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية
ومن الجدير بالذكر وخلافا لما قاله وكيل الأوقاف صبري عبادة، ان هذه ليست المرة الأولى التي يمنع فيها خطيب الأوقاف من صعود المنبر على يد أعضاء الدعوة السلفية ففي 31 أكتوبر الماضي كشف عبدالناصر نسيم عطيان، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، أن عددا من مشايخ الدعوة السلفية بالإسكندرية، مارسوا العنف، يوم الجمعة 30 أكتوبر 2015، ضد عامل زاوية الخلفاء الراشدين، بشارع الفضالي، سيدى بشر قبلي، التابع لإدارة أوقاف المنتزه، وتم فتحها بالقوة بمعرفة «محمد عبدالحميد، وحسن أحمد إبراهيم».
وأكد وكيل الوزارة في بيان له، أن الأوقاف حررت محضرا ضد عنف السلفية تحت رقم 22887 بتاريخ 2015/10/30م إداري قسم شرطة المنتزه أول.
وأضاف البيان: «أن عنف وإرهاب السلفية زاد عن الحد الذى لا يُطاق بعد ذلك حيث قام أحد قيادات من يطلقون على أنفسهم أنهم سلفيون وهو شريف الهوارى، نائب رئيس الدعوة السلفية والمسيطرة علي العامرية، بأداء خطبة الجمعة بالقوة وبدون تصريحٍ من الأوقاف بأحد مساجد مدينة العامرية وهو مسجد الحى القيوم، وتم تحرير محضر تحت رقم 10258 بتاريخ 2015/10/30م إداري قسم شرطة العامرية أول».
وعلى صعيد آخر شاد سلفيون، بقرار وزارة الأوقاف بمنع الشيخ ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية من الخطابة، ووقف التصريح الخاص به، موضحين أن الدعوة السلفية استغلت المساجد في السياسة، واعتدت على خطباء الوزارة وكان ينبغي وقف الاعتداءات بالقانون. 
الشيخ محمد الأباصيري،
الشيخ محمد الأباصيري، الداعية السلفي
وقال الشيخ محمد الأباصيري، الداعية السلفي، إن انحيازات ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية ليس لصالح الوطن، موضحا أن مواقف برهامي، وفتاويه الأخيرة ليست من أجل المصلحة الوطنية. وأضاف الأباصيري في بيان له، أنه من المعروف ولا يستطيع أن ينكره أحد ولا حتى برهامي نفسه أن أعدادًا كبيرة من القيادات السلفية ومن تلامذة برهامي وأتباعه يحاربون الآن في سوريا تحت راية داعش. وفى السياق ذاته قال محمود عباس، القيادي السابق بحزب النور، إن الشيخ ياسر برهامي، دوره انتهى بعد الهجوم الشديد الذى شنه على الانتخابات البرلمانية، موضحا ان دور برهامي سيقل كثيرا بعد انتهاء الانتخابات. وأضاف القيادي السابق بحزب النور، أن الجميع صبر على برهامي كثيرا حتى لا تحدث مشكلة قبل الانتخابات تفسدها، إلا أن برهامي واصل هجومه على الانتخابات بعد خسارة حزب النور. فيما قال الشيخ أسامة القوصي، الداعية السلفي، إن الفتاوى الأخيرة التي أصدرها ياسر برهامي، ساهمت بشكل كبير في إلغاء التصاريح عنه، كما أنه شارك بشكل كبير في الانتخابات بدعوة الناخبين للتصويت لحزب النور رغم أنه كان ينبغي عليه الابتعاد عن المشهد السياسي. وأضاف الداعية السلفي، أن الدعوة السلفية ستسعى للتصعيد خلال الفترة المقبلة، ولكن ما فعلته وزارة الأوقاف هو تطبيق للقانون ضد المخالفين. فيما أكدت حملة "لا للأحزاب الدينية"، أن إيقاف وزارة الأوقاف تراخيص الشيخ ياسر برهامي من الخطابة، خطوة مهمة وجيدة نظرا للتجاوزات التي قام بها قيادات الدعوة السلفية سواء في ساحات العيد أو استغلال المساجد في الانتخابات.
محمد عطية، مؤسس حملة
محمد عطية، مؤسس حملة "لا للأحزاب الدينية"
 وقال محمد عطية، مؤسس حملة "لا للأحزاب الدينية"، إن الدعوة السلفية خلطت بين الدين والسياسة، واستغلت الدين لصالحها الشخصي، بل وتطاولت على خطباء الأوقاف ومنعتهم من اعتلاء المنابر. وأضاف مؤسس حملة "لا للأحزاب الدينية"، أن قرار منع برهامي من الخطابة هو تطبيق للقانون، ووقف اعتداءات السلفيين على خطباء الوزارة، موضحا أن الحملة تقدمت منذ أيام للأوقاف بمجموعة من مخالفات شيوخ السلفيين في المساجد. وكان وكيل وزارة الأوقاف.
كثيرا ما حررت وزارة الأوقاف محاضر ضد أعضاء الدعوة السلفية لانتهاكهم المساجد والاعتداء على خطباء الوزارة دون الوصول لنتيجة حول تحجيم الدعوة السلفية من ارتكاب مثل هذه الأفعال العدائية تجاه خطباء وزارة الأوقاف، فإلى متى يستمر هذا الوضع دون رادع؟

شارك