البريطانيات بين الانضمام لصفوف "داعش" والواجب الوطني

الأحد 20/ديسمبر/2015 - 08:53 م
طباعة البريطانيات بين الانضمام
 
شكلت المجندات البريطانيات أحد الأسلحة الجديدة التي أعلنت عنها بريطانيا في مواجهة تنظيم داعش الدموي بعد مخاوف بريطانيا من انضمام الفتيات إلي التنظيمات الإرهابية وبالأخص اللاتي يهربن إلي سوريا للقتال مع التنظيم الإرهابي "داعش"، أصدر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون توجيهاته إلى قيادة الجيش للسماح للمجندات البريطانيات بالمشاركة في الخطوط الأولى للقتال التي تشارك فيها بريطانيا بداية من العام المقبل.
البريطانيات بين الانضمام
ووفقا لما ورد بصحيفة ديلي ميل، فإن كاميرون أصدر أوامره بتعزيز دور المجندات البريطانيات وإرسالهن إلى الصفوف الأولى بجبهات القتال التي يشارك فيها الجيش، لتوازي بذلك المجندة دور المحارب للمرة الأولى في تاريخ الجيش البريطاني على غرار نظرائه الأمريكي والأسترالي.
وعلى الرغم من حملهن لقب "الجنس الناعم"، والذي يعطي عنهن صورًا ممتلئة بالرقة والهدوء، فإن أغلبهن أصبحن يخترن طريقًا آخر، ويفضلن السير في سلوك التجنيد العسكري حتى أن البعض منهن بات يعول عليه في مهام شديدة الصعوية أكثر من نظائرهن من الرجال ليصبحن هم "نساء المهمات الصعبة".
ونوهت الصحيفة أن القرار جاء بعد دراسة أجرتها قيادة الجيش منذ ستة أشهر، وتأمل الحكومة من خلال هذه الخطوة تأمين مزيدا من الوظائف للمواطنات البريطانيات.
وتستعين بعض الجيوش في العالم بالنساء في صفوفها، بل إن فرق النساء تشكل عمودًا رئيسيًا ضمن تكوين الجيش فتقوم بتنفيذ مهام صعبة تصل إلى حد الدفاع عن الأراضي وتحريرها كما تفعل سيدات البشمركة الكرديات.
ويقتصر دور المجندات البريطانيات، وفق الصحيفة،  في جبهات القتال على مجال الطب والتمريض والاتصالات فقط، حيث طلب كاميرون من وزير دفاعه مايكل فالون بدء التحضيرات لمشاركة المجندات خوض مهامهم الجديدة مع نهاية العام القادم.
ولاقي هذا القرار انتقادا واسعا من قبل جنرالات عسكرية سابقة، متذرعين بأن المرأة لا تملك غريزة القتال كالرجل، ومن أبرز المنتقدين الجنرال السابق في القوات الملكية الكولونيل ريتشارد كيمب القائد السابق للقوات البريطانية في أفغانستان.
وقال الكولونيل إن الحضور الميداني للمرأة جنبا إلى جانب الرجل يؤثر سلبا على روح المقاتل وسيوهن القدرات القتالية للجنود.
ولم تلق الانتقادات أي إصغاء لدى "داونينغ ستريت" مقر الحكومة البريطانية، حيث أشادت بهذا القرار وقالت إنه سيعلي من شأن الجيش البريطاني أمام نظرائه كما سيساهم من ناحية أخرى بتوفير وظائف جديدة للنساء. 
يأتي ذلك في ظل مخاوف الكثيرون في بريطانيا من قدرة النساء على تحمل الأعباء الجسدية التي يواجهها جنود المشاة، كما أن هناك قلقا من إصابتهن، مما يخولهن المطالبة بـ "تعويضات" في ظل مشاركة 15740 بريطانية في جميع الخدمات الأمنية.
البريطانيات بين الانضمام
والجدير بالذكر أن أعداد النساء المنضمات إلي تنظيم داعش الإرهابي تزايدت في الآونة الأخيرة، نساء حملن على عاتقهن مهمة الدفاع عن أوطانهن وأهاليهن، وأثبتن للجميع أنهن قادرات على تحمل المسؤولية عندما يتطلب الوضع.
وكانت ظهرت الفتيات البريطانيات اللواتي هربن، في فبراير الماضي، من بيوتهن في لندن، وهن يتجولن في شوارع الرقة الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش.
وأبرز مقطع فيديو لهن، نشرته صحيفة تليجراف البريطانية، الفتيات وهن يحملن على أكتافهن بنادق كلاشينكوف وبعض المواد الغذائية، مستدلة على إحداهن بأنها كانت ترتدي نفس الحذاء الذي ارتدته أميرة عباسي عندما ظهرت في كاميرات المراقبة في محطة للحافلات في تركيا قبل دخولهن إلى سوريا.
وكانت شاميمة بيجوم وأميرة عباسي وقاضية سلطانا، قد اختفين في تركيا قبل أن يذاع خبر انضمامهن إلى تنظيم داعش.
وذكرت الصحيفة أن مقطع الفيديو المذكور تم تصويره من قبل ناشطين محليين بواسطة كاميرا سرية قبل 8 أسابيع، قرب المنزل الذي وضعن فيه تحت رعاية ورقابة سيدة تدعى أم ليث، بحسب مصادر الصحيفة.
 من جانبها، ذكرت بعض الإحصائيات أن نسبة النساء المحاربين تتعدى 30%، تتراوح أعمارهن بين 18 و35 سنة، ويخضعن لتدريبات قاسية لا تختلف عن التي يخضع لها الرجال، ويتقدمن خطوط القتال بدون خوف، مضحيات بأرواحهن فداء للوطن.
البريطانيات بين الانضمام
وفي حوار مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، ظهرت إحدى المقاتلات لتعبر عن شجاعتها بكلمات قوية، وجلسة خالية من الأنوثة، وبجانبها السلاح، لتخبر العالم أجمع أنهن "رجال" وقت الحاجة، وأنهن خلعن رداء الأنوثة للدفاع عن موطنهن، حتى عندما أطلقت نيران التدريب كانت هي التي تطمئن مراسل "بي بي سي". 
وأكدت إحدى المقاتلات أن الشائعات التي يروجها تنظيم "داعش" بأنهم يقطعون الرؤوس والأيدي ليست إلا حرب نفسية، وأن مقاتلي "داعش" ليسوا إلا بشرا.
 وأضافت أن المقاتلات متساويات في القوة والشجاعة مع المقاتلين الرجال، وأن المقاتلات دائما في الصفوف الأولى لحماية وطنهن من الإرهاب، وأكدت أيضا أن مقاتلي "داعش" يخافون من الفتيات المقاتلات، لاعتقادهم أنه من يقتل على يد امرأة يدخل "جهنم"، وذلك ما أنكره على دين الإسلام الشيخ سالم عبدالجليل، وكيل الأزهر السابق، في حوار مع "الوطن"، حيث أكد عبدالجليل أنه لا أصل لذلك الاعتقاد في الدين الإسلامي، وأنه يجهل مصدر هذا الاعتقاد الغريب.
وكان استطلاع حديث للرأي أظهر أن نحو 40% من المجندات تلقين تعليقات مسيئة بشأن مظهرهن، مما يشير إلى أن المؤسسة العسكرية البريطانية تعاني من تمييز جنسي حاد في صفوفها، ووفقا للنتائج، فإن حوالي 13 بالمئة كانت لهن تجربة مزعجة بشكل خاص "تنطوي على التحرش الجنسي".
وحسب دراسة تمت بتكليف من الجيش البريطاني، فقد تعرض نحو ثلثي من الضحايا إلى حوادث التحرش داخل مراكزهن أو داخل وحدة التدريب، في إشارة لتصاعد الاعتداءات الجنسية من قبل الجنود البريطانيين على زميلاتهم، وهي ظاهرة لا تلقى الحزم الكافي من قبل القضاء البريطاني.

شارك