في أجواء أعياد الميلاد الأقليات تضيء شجر الوحدة والوطنية وتحدي الإرهاب

الإثنين 21/ديسمبر/2015 - 10:39 ص
طباعة في أجواء أعياد الميلاد
 
في الاجواء المصاحبة لاعياد الميلاد والكريسماس التي تحتفل بها الاقليات المسيحية في عدد من البلدان التي تعاني الارهاب .تختلط مشاعر الفرح مع مشاعر الخوف والتحدي حيث تاتي ذكري ميلاد المسيح مع ذكريات تهجير وتخريب كنائس ليبقي الامل في غد افضل هو الحلم الاكبر المواكب للاعياد 
وقد  أطلق البابا فرنسيس بابا الفاتيكان نداءً من أجل السلام في سورية وليبيا.
وقال قبيل صلاة التبشير الملائكي أمام الجمهور المحتشد في ساحة القديس بطرس، إن "فكره يتّجه نحو تلك الأمة (السورية) الحبيبة، معرباً عن تقديره للاتفاق الذي توصلت إليه الجماعة الدولية". وشجع "الجميع على متابعة السير في الدرب المؤدية إلى وقف أعمال العنف، والتوصل إلى حل تفاوضي يفضي إلى السلام".
وأردف البابا  في كلمته بإنه "يفكر في ليبيا حيث يبعث على التفاؤل بالمستقبل الالتزام الذي تبنته مؤخراً مختلف الأطراف من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية". كما تمنى أيضاً أن يُعزز الحوار والتعاون المشترك بين كوستاريكا ونيكاراغوا بروح من الأخوة المتجددة.
وقبل أيام قليلة من الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، قام البطريرك فؤاد الطوال، بطريرك القدس للاتين بزيارته إلى الرعية الكاثوليكية في قطاع غزة، حيث فتح باب كنيسة العائلة المقدسة اللاتينية معلناً بذلك بدء يوبيل الرحمة في القطاع المنكوب والمحاصر.
وبعد حفل الاستقبال الذي أحيته مجموعة كشافة مار يوسف، ترأس البطريرك الطوال القداس الإلهي مفتتحاً خلاله يوبيل الرحمة، وذلك في كنيسة العائلة المقدسة. ورحب كاهن الرعية الأب ماريو دا سيلفا، من رهبنة الكلمة المتجسد، بالبطريرك الطوال، الذي ألقى بدوره عظة شدد تطرف فيها إلى يوبيل الرحمة ورسالة الميلاد لهذا العام، وكذلك معاناة القطاع وسكانه من الحصار المستمر والرجاء المنشود إزائه.
وبعد القداس، تمكن أبناء الرعية من تقديم التحية للبطريرك وتبادل أطراف الحديث معه. وقام عدد من أطفال الرعية بتمثيل مسرحية الميلاد في قاعة الكنيسة. كما دشن غبطته خلال زيارته أربعة مشاريع بتمويل عدد من المؤسسات، وهي: حديقة ألعاب لأبناء الرعية من مؤسسة وورد فيجين، مركز ومكتبة الرعية الممولة من قبل البعثة البابوية وكاريتاس القدس، وسيارة خاصة وضعت تحت خدمة الرعية مقدمة من القنصلية الفرنسية.
يذكر أن الوفد البطريركي الذي رافق غبطته قد ضم المطران بولس ماركوتسو، النائب البطريركي للاتين في الناصرة، والوكيل العام الأب عماد الطوال، وأمين سر البطريركية الأب جورج أيوب، ومدير مدارس البطريركية اللاتينية الأب فيصل حجازين، ومدير كاريتاس القدس الأب رائد أبوساحلية، والرئيسة العامة لرهبنة الوردية الأم إنييس اليعقوب، وعدد من الكهنة.
كما أضيئت شجرة الوحدة الوطنية في مزار العذراء سيدة لورد، التابع لكنيسة قلب يسوع الأقدس في بلدة ناعور، جنوب عمّان، وذلك خلال الاحتفالية التي نظمها كل من المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام وجمعية خليل السالم الخيرية.
وقال الأب رفعت بدر مدير المركز الكاثوليكي وكاهن رعية ناعور: "يشرفنا وللعام الخامس بأن نضيء معاً شجرة الوحدة الوطنية. حيث أشعلنا الأولى عام 2011 في مدرسة الفرير، والثانية 2012 في قاعة كنيسة دي لا سال في جبل الحسين، والثالثة 2013 في كنيسة البشارة في اللويبدة، والرابعة 2014 مع أخوتنا المهجّرين في قاعتهم في ناعور، واليوم الخامسة في 2015 في مزار سيدة لورد في ناعور".
وتابع "لقد أطلقنا عليها وبحق لقباً عزيزاً هو كنزنا الكبير، ألا وهو شجرة الوحدة الوطنية. هذه الوحدة القوية التي هي كالشجرة، بحاجة إلى تعزيز وسقاية. ونصلي في هذا المساء، لكي يحفظنا الرب واحداً: في وطن واحد، وتحت قيادة هاشمية واحدة، وفي مصير واحد، وهو مستقبل مزهر بإذن الله وبحكمة القيادة وبوعي الشعب الواحد".
وأضاف مدير المركز "نطل على عيدين سعيدين، تجاوراً وتزامناً وتقارباً، لكي يعززا من تجاور وتقارب وتزامن الشعب الواحد بمسيحييه ومسلميه. فتحية في عيد المولد النبوي الشريف، كما في عيد الميلاد المجيد. ولشجرتنا خصوصية، وهي أنها تحمل إلى جانب الزينة الميلادية المعتادة، صوراً لشبان وشابات، ضحوا بنفوسهم في سبيل القدس والمقدسات فيها. كما نصلي من أجل سائر المدن العربية المكلومة، في بغداد ودمشق وبيروت وغيرها".
والقت مديرة جمعية خليل السالم الخيرية الآنسة حلا الجرف كلمة عبرت فيها عن سرور الجمعية بتقديم شجرة العيد وتزيينها سنويا ، كونها تحمل اسما مشرفا يجعل كل مواطن يزداد فخرا بوطنه ، ويعمل بروح المواطنة على تنميته والنهوض به. وقدم كل من معالي الدكتور كامل أبو جابر، والشيخ مصطفى أبو رمان، والأستاذ الدكتور عامر الحافي، ورئيس وأعضاء جمعية نشامى ونشميات ناعور، تهانيهم بالعيدين السعيدين ، المولد والميلاد، متمنين عاما جديدا ملؤه المحبة والتضامن الوطني والانساني ، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم . وقدم المهجرون من العراق هدية الى الحضور ، تمثل الحضارة الاشورية التي قدموا منها . ورفع المشاركون الشموع هاتفين سلام سلام ، لكي يديم الرب نعمة الامن والاستقرار على الوطن الحبيب ، ولكي تطفأ النيران لدى الدول التي ما زالت تعاني من الأزمات . ووسط حضور شعبي واعلامي كثيف أضيئت "شجرة الوحدة الوطنية " الى جوار مزار سيدة لورد الذي تم تدشينه في ناعور في أيار الماضي.
والقت الشاعر سارة طالب السهيل ، قصيدة بعنوان : ميلاد النورين : وتقول فيها :
ما كَان أَحمدٌ
يَبتَغِي غير الهُدَى
للعَالَمينَ
إِذَا الزَمَانُ تَكَدَرا
و كَذا المَسيحُ
إلى الخَلاصِ سَعى بِنَا
في دُربِ النُورِ
قَبلَ أن نَتَحَسَرا
نُورانِ
فِي ظُلماتِ دَهرِي
أَشرَقَا
حَتى يَرى
دَربَ الهُدَى
مَن لا يَرَى
الأَنبِياءُ جَميعُهم
بُعِثُوا لِكي يُنجُّوا الأَناَم
إذا الجَحِيمِ تَسَعَرا

شارك