الأمير شارلز يتعاطف مع مسيحيو الشرق ومملكته تتعاطف أكثر مع الإرهابين

الإثنين 21/ديسمبر/2015 - 11:26 ص
طباعة الأمير شارلز يتعاطف
 
"المكوّنات المسيحيية في الشرق الاوسط صارت مستهدفة في شكل لم يسبق له مثيل وذلك من قبل الاسلاميين المتطرّفين وهم يسعون الى  تقسيم المكونات التي لطالما عاشت سوية  لزمن طويل . هذا ما صرح به في الامير شارلز في اثناء زيارته الى  دار المطرانية  في ويست منيستر ، للقاء ممثلين عن العراق وسوريا وهم ينقلون معاناة شعبهم والاضطهادات التي يمرّون بها  في الشرق الاوسط . حيث قال: وأضاف "تأثير هذا العنف غير المسبق وهذه البشاعة اصابت الفرد في الصميم " . في بداية هذا العام ، التقيتُ بثلاثة اشخاص رائعين من الذين كانوا هدف لهجوم بربري بشكل لا يمكن تصوره بما فيهم الراهب اليسوعي الذي كان يخدم في حمص بسوريا وكذلك الكاهن الكاثوليكي الكلداني من شمال العراق والذي تم اختطافه من قبل تنظيم داعش الارهابي مع تهديده الدائم بقطع رأسه لكن ابدا لم يتخلى عن ايمانه ولا حتى تخلى عن روح الغفران في قلبه . 
شهاداتهم التي تدمي القلب هي تذكير قوي ، اذا كانت هناك الحاجة لهذا التذكير ، الى الاعماق السحيقة التي سيهوى فيها الانسان تحت مُسميات الدين " والحديث لا زال لشارلز .
واشار الامير في حديثه الى ان ليس المسيحيين وحدهم المستهدفون ، فان الكثير ايضا من ضحايا داعش هم مسلمون ، وهناك ايضا معاناة الازيديين ، لكن لا تزال هناك حاجة مُلحة للعالم لمساعدة المسيحيين المهددين بالدمار: "فبالرغم من ان المسلحين ومهما كان ايمانهم وما تعرضوا له من غسيل الدماغ ، فان المسيحية ليست ديانة اجنبية . حيث ان البيئة الدينية في دمشق وغيرها من الشواهد الدينية التي لا تحصى  اصبحت جزء لا يتجزء من الحياة في الشرق الاوسط للعديد من القرون . 
كما حذر قائلا "وفقا لمؤسسة (عون الكنيسة المتالمة )  و هي فعلا منظمة رائعة ، فان المسيحية  في طريقها الى الاختفاء من العراق في 5 سنوات ما لم يتم اتخاذ اجراء سريع على مستوى دولي لتقديم العون . وهذا يترك تأثيره علينا جميعا .
وقد اولى الامير شارلز اهتمام كبيرا لمحنة  مسيحيي الشرق الاوسط . حيث في سبتمبر الماضي ، تبرع للمساعدة في مخيم اقامته هذه المنظمة  لمساعدة المؤمنين  في العراق وسوريا . وكتب رسالة لبطريرك الكلدان مارساكو روفائيل معبرا فيها عن عميق حزنه لما يحدث في العراق . كذلك  ، كان الامير اول من بادر الى التقرب من المؤسسة الخيرية وبشكل غير مباشر من خلال معارفه . وقد قال جون بونتفيكس ، رئيس وكالة (أيي سي ان) الاخبارية للصحافة ، "ان الامير يشعر بتعاطف تجاه انحسار المسيحية في الشرق الاوسط" وهذا يعتبر" أضافة كبيرة له" وفي ظل هذه التصريحات الحزينة لا يمكن لمسيحي الشرق تجاهل الدور البريطاني في التعامل وعقد الصفقات مع الجماعات الارهابية والتى ترحب بها لندن حيث يقيم فيها عدد كبير من جماعات الاخوان الارهابية والجماعات الجهادية الامر الذي دع البعض الي تسمية لندن بلندستان   علي غرار افغانستان واعتبروا ان كلام الامير لايفيد مسيحي لالشرق في قليل او كثير وفي نفس السياق . القى السيد لؤي ميخائيل مسؤول لجنة العلاقات الخارجية للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري كلمة في الكونجرس الأمريكي في واشنطن خلال المؤتمر الصحفي الذي اقامته منظمة الدفاع عن المسيحيين IDC, وكان الهدف من وراء هذا المؤتمر العاجل ايصال حقيقة ماتعرض له المسيحيين والايزيديين والاقليات الدينية الاخرى من جرائم ضد الانسانية والاعمال الوحشية من قبل تنظيم داعش هو ابادة جماعية الى الكونغرس والإدارة الأمريكية,وكما حضر المؤتمر عدد من أعضاء الكونجرس الذين قاموا بإلقاء كلماتهم التي ركزت على ضرورة اعتراف الإدارة الأمريكية والكونجرس بالإبادة الجماعية, وان لا يستبعد المسيحيين في الإعلان الرسمي الذي سوف تقوم به الإدارة لاحقا. 
وبعدها قام عدد من المختصين في شؤون الإبادة الجماعية وحقوق الإنسان بإلقاء كلماتهم في المؤتمر لتوضيح وتوثيق هذه الجرائم وتحدثوا عن مواثيق الأمم المتحدة التي تدين هذه الجرائم التي ترتكب من قبل داعش وتعتبر إبادة جماعية او إبادة شعب , حيث قال رئيس جينوسايد واتش انه من الضروري ان تسمى هذه الأعمال الإبادة الجماعية وليس التطهير العرقي أو جرائم ضد الإنسانية.
ووضح السيد ميخائيل في كلمته عن التاريخ الدموي الذي مر به شعبنا الكلداني السرياني الآشوري منذ تاسيس الدولة العراقية الحديثة والإبادات التي ارتكبت بحق شعبنا, ثم ركز على مرحلة مابعد سقوط النظام في عام 2003 وعدد الشهداء بين صفوف شعبنا الذي تجاوز اكثر من 2500 شخص من فترة ما بين 2004 وصولاً الى مذبحة كنيسة سيدة النجاة في عام 2010 التي قتل فيها اكثر من 50 شخصا من بينهم اطفال ونساء ومسنين، وكذلك الخطف والاغتيالات والأستولاء على املاك المسيحيين في البصرة وبغداد والموصل ماتسبب بنزوح اكثر من 20000 الف عائلة من هذه المدن الى سهل نينوى واقليم كوردستان للبحث عن الأمان والأمل للعيش، وبعدها تطرق الى احداث صيف 2014 عندما قام تنظيم داعش الإرهابي بالهجوم على الموصل وسهل نينوى, مما أدى الى نزوح آلاف العوائل إلى اقليم كوردستان هروباً من وحشية داعش وايدلوجيته المتطرفة ,حيث لازالت هناك بعض العوائل المفقودة لا يعرف مصيرها الى الان, حيث تم خطف وقتل عددا كبيراً من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري من قبل داعش وهذا اكبر دليل على ان ماتعرض له شعبنا هو ابادة جماعية، حيث في 7 آب 2014 قام البرلمان العراقي بعقد جلسة بحضور غالبية الأعضاء لإدانة هذه الجرائم التي ارتكبت بحق الأقليات الدينية والعرقية وأعتبرت إبادة جماعية بحقهم. لذلك نطالب اليوم الكونغرس والإدارة الأمريكية بالإعتراف الرسمي لما حدث للمسيحيين والايزيديين والاقليات الأخرى على انه إبادة جماعية وان يكون المجتمع الدولي والأمم المتحدة ملتزمين بهذا الشيء أيضاً.    

شارك